قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إنه بعد سقوط الرمادي أضحى القتال يركز حاليا على الدفاع عن الطريق إلى العاصمة بغداد، التي تبعد عنها 70 ميلا.
وبحسب الصحيفة، فقد قتل أكثر من 500 مدني وجندي عراقي خلال المعارك خلال الأيام القليلة الماضية في الرمادي، التي بسقوطها يتغير المشهد السياسي والعسكري داخل العراق وسوريا.
ووصفت الصحيفة سقوط الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية، بأنه أسوأ كارثة عسكرية تمنى بها الحكومة العراقية منذ أكثر من عام.
واعتبر «باتريك كوكبيرن»، مراسل «الإندبندنت» في الشرق الأوسط، أن سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»على الرمادي قد يمثل خسارة للحكومة العراقية أسوأ من خسارتها مدينة الموصل التي سيطر عليها التنظيم في هجوم مفاجئ العام الماضي.
ورأت «ديلي تليغراف» أن هذه التطور يطرح «تحديا جديدا أمام الغرب»، لاسيما أنه وقع بعدما ظنت معظم الحكومات الغربية أن تنظيم «الدولة الإسلامية» تراجعت قوته.
وقالت الصحيفة، في مقالها الافتتاحي، إن سقوط الرمادي يعني أن التنظيم لا يزال بوسعه تحقيق مكاسب مهمة في مواجهة القوات الحكومية التي تعوزها الكفاءة.
ولفتت إلى أن الوضع الراهن في العراق يمثل انتكاسة خطيرة لكل السياسيين الغربيين، سواء في واشنطن أو لندن، الذين ظنوا أنه يمكن مواجهة تهديدات تنظيم «الدولة الإسلامية» من خلال الإكتفاء بتقديم دعم عسكري محدود وتدريب القوات العراقية.
وأشارت الصحيفة إلى المكاسب المهمة التي يحققها التنظيم داخل سوريا.
وقالت إنه في ظل التقارير الواردة عن احتمال سقوط حكومة الرئيس السوري «بشار الأسد» في دمشق قريبا، يواجه الغرب حاليا احتمال ظهور «كيان إسلامي رديكالي مستقل بشكل كامل».
حشود قرب الرمادي
وتحدث تقرير نشرته «ديلي تليغراف» عن احتشاد آلاف من المقاتلين الشيعية ومسلحي القبائل السنية قرب الرمادي من أجل العمل على استعادة السيطرة عليها.
وأشار التقرير إلى عراقيين نزحوا من مدينة الرمادي بسبب الاشتباكات بين القوات الحكومية وتنظيم «الدولة الإسلامية».
وقالت الصحيفة إن وصول أعداد كبيرة من المسلحين السنة سيجعل من السهل على الولايات المتحدة تبرير الدعم الجوي للقوات الموالية للحكومية التي انضمت إليها مسلحون مدعومون من إيران.
لكن ثمة انقسام بين القبائل السنية بشأن دعم الحكومة أو تنظيم «الدولة الإسلامية»، وفقا لـ«ديلي تليغراف».
ونشرت صحيفة «التايمز» تقريرا تحت عنوان «العراق يلجأ إلى ميلشيا إيران مرهوبة الجانب لاستعادة الرمادي».
وتقول الصحيفة إنه «شوهد قرابة 3000 مسلح شيعي، بعضهم يرفع أعلام ميليشيات كتائب حزب الله المدعومة من إيران، متجهين عبر مناطق تسيطر عليها الحكومة إلى مدينة الحبانية التي تقع على بعد 20 ميلا شرق الرمادي».
وزار وزير الدفاع الإيراني العميد «حسين دهقان» بغداد في فجأة لإجراء مباحثات بعد سقوط الرمادي، بحسب الصحيفة.
وأضافت أن «علي أكبر ولاياتي»، مستشار المرشد الأعلى الإيراني «أية الله على خامنئي»، أكد استعداد إيران لمساعدة العراق على استعادة المدينة.