جدد نائب الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، دعم بلاده للحكومة العراقية في قتالها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشيدا بـ«تضحية وشجاعة» الجيش العراقي في مواجهة التنظيم.
وجاء ذلك بعد 24 ساعة من انتقاد وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» لما وصفه بـ«الافتقاد إلى الإرادة» لدى الجيش العراقي في قتال التنظيم المتشدد.
وفي مباحثات هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، أشاد «بايدن» بما قال إنه «تضحية هائلة وشجاعة» من جانب القوات العراقية.
ويناقض موقف «بايدن» تصريحات أدلى بها «كارتر» الأحد، استهجن فيها انتصار مئات من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» على آلاف الجنود العراقيين في الرمادي.
وقال البيت الأبيض في بيان رسمي إن «بايدن» رحب بقرار الحكومة العراقية تعبئة قوات إضافية و«الاستعداد لعمليات مضادة» لاستعادة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، من أيدي مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية».
وحسب البيان، فإن «بايدن» تعهد أيضا بدعم أمريكا الكامل لهذا الجهد وغيره من الجهود العراقية لتحرير الأراضي من تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام.
وشمل التعهد الأمريكي بذل أقصى ما هو ممكن لمساعدة القوات العراقية الشجاعة، بما فيها قبائل الأنبار لإنقاذ المحافظة (الأنبار) من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام.
وكان المسلحون قد سيطروا على الرمادي الأسبوع الماضي بعد تخلي قوات الجيش العراقي عن مواقعها فيها.
وكرر «بايدن» تعهد واشنطن بـتسريع إجراءات توفير التدريب والمعدات الأمريكية للتعامل مع التهديد الذي يشكله استخدام تنظيم «الدولة الإسلامية» للشاحنات الملغومة.
وتقول الحكومة العراقية إن هذه الشاحنات تجعل مسلحي التنظيم «أشبه بقنابل نووية محلية».
وقال «العبادي»، إن المسلحين نفذوا 27 تفجيرا بشاحنات ملغمة خلال 3 أيام فقط في الرمادي.
واعترف بأن هذا كان أثره سيئا للغاية على القوات العراقية لأن الشاحنات تسقط عددا كبيرا من الضحايا.
كما رفض «العبادي» تصريحات وزير الدفاع الأميركي «آشتون كارتر» الذي قال إن الجيش العراقي «لم يبد إرادة قتال» في الرمادي مركز محافظة الأنبار (غرب) التي سيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، في حين اتهم الجنرال الإيراني «قاسم سليماني» واشنطن بالتقاعس في مواجهة التنظيم.
وقال «العبادي»: «أنا مندهش من قوله ذلك... أعني أنه كان داعما للعراق بقوة، مرجحا أن يكون المسؤول الأميركي قد تلقى معلومات مغلوطة».
وردا على هذه التصريحات، قال المتحدث الرسمي باسم «الحشد الشعبي»، «أحمد الأسدي» إن الإرادة المفقودة التي تحدث عنها الوزير الأميركي، هي الإرادة المكسورة التي أراد أعداء العراق زرعها في القوات العراقية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط عراقي يعمل في قيادة عمليات الأنبار وصفه لتصريحات «كارتر» بالاستفزازية.
وتزامن هذا الرفض العراقي لتصريحات كارتر مع انتقاد حاد من قبل «قاسم سليماني» قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني.
فقد اتهم «سليماني» واشنطن التي تقود تحالفا دوليا ضد تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا بأنها لم تفعل شيئا لمساعدة الجيش العراقي للتصدي للتنظيم في الرمادي.
وقال الجنرال الإيراني في خطاب ألقاه أول أمس الأحد في كرمان جنوب إيران: «السيد باراك أوباما، ما المسافة بين الرمادي وقاعدة عين الأسد التي تتمركز فيها الطائرات الأميركية؟ كيف يمكنكم أن تتمركزوا هناك بحجة حماية العراقيين وأن لا تفعلوا شيئا؟ هذا لا يعني سوى المشاركة في المؤامرة».
وتعليقا على تصريحات «كارتر»، أشار «سليماني» الذي يقدم استشارات عسكرية للجيش العراقي إلى أن الولايات المتحدة ليست لديها إرادة لقتال «الدولة الإسلامية»، مضيفا أن التنظيم الذي يسيطر على مناطق نفطية في العراق وسوريا يصدر نفطه من خلال الدول الأعضاء في التحالف الدولي.
وقال الجنرال «سليماني» إن الحرب على التنظيم هي مصلحة وطنية، وإن إيران وحدها هي التي أخذت عاتقها مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
ونسبت «وكالة مهر الإيرانية» إلى «سليماني» قوله: «ينبغي أن نحصن حدودنا ضد هذا الشر العظيم، وينبغي أن نساعد هذه الدول التي تعاني بسبب الدولة الإسلامية».