وجه العديد من قادة ميليشيات «الحشد الشعبي» انتقادات حادة وصلت حد الاستخفاف بقدرة القوات العراقية على حسم المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بدون وجود «الحشد». وفي الوقت نفسه يشكو الكثير من أفراد الجيش والشرطة من الاهمال التام لدور القوات المسلحة لصالح «الحشد الشعبي».
ووجهت حركة «عصائب أهل الحق» تحذيراً شديد اللهجة إلى رئيس الوزراء «حيدر العبادي» من الاعتماد على تقارير وصفتها بـ«غير واقعية» لـ«قيادات ميدانية فاشلة»، قائلة إن حسم معركة الأنبار وتحرير مناطقها متوقف على مشاركة فصائل «المقاومة الإسلامية الأساسية».
وقال المتحدث العسكري باسم الحركة، «جواد الطليباوي»، إن «معركة الأنبار ستكون حرب شوارع وحرب عصابات ولابد من وضع خطط مناسبة لطبيعة هذه المعركة».
وقال أيضا إن «غالبية القوات العسكرية الموجودة في الأنبار تروم تحرير مدينة الرمادي، وهي قوات غير متدربة على حرب العصابات والشوارع». ورجح «عدم حسم معركة الأنبار في حال عدم مشاركة كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وبدر».
وادعى «الطليباوي» أن «أكثر القيادات الميدانية الآن فاشلة، ونحن نحتاج إلى قيادات كفوءة لديها خبرات وتجارب عسكرية لأجل تحرير المدن وكسب المعارك، وهي لا تمتلك عقيدة صلبة. لا بد من الاعتماد على فصائل الحشد الشعبي».
وأضاف المتحدث العسكري أن «القيادات الميدانية التي فشلت في المحافظة على التمسك الأرض في الأنبار هي التي تزود القائد العام بتقارير غير واقعية وغير صحيحة».
بدوره قال أمين عام منظمة «بدر العامري» وهو قائد رئيسي في الحشد، في مقابلة صحفية، إن القوات العراقية لن تستعيد الرمادي بهجومها السريع المزمع، وأضاف، مشخصا العملية العسكرية من الناحية الاستراتيجية: «من يقول إن الرمادي يمكن استعادتها بعملية عسكرية سريعة مثلما قال رئيس الوزراء اوبضع قادة وسياسيين فهذا كلام مثير للضحك، لأنه لا يمكن لشخص أن يستعيد الرمادي إلا بالعملية العسكرية التي نحن نحضر لها الآن».
إساءة مقصودة
من ناحية أخري، أبدي عدد من ضباط الجيش العراقي عدم الرضاء من محاولات التقليل من إمكانيات القوات النظامية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وذكر الرائد في الجيش، «ر.ن»، أن جميع المعارك التي خاضها العراق «كان للقوات المسلحة من الجيش والشرطة الدور الرئيسي في القتال ضد الدولة الإسلامية. ثم يأتي دور الحشد الشعبي لاحقا لأن الجيش هو الذي يجيد استخدام الأسلحة الثقيلة وفنون الأسلحة والقيادة بحكم التجارب والخبرات المتراكمة».
من جهته قال العميد المتقاعد «هلال الشمري» للصحيفة إن «هناك حملة مقصودة للإساءة إلى الجيش العراقي ومحاولة إلغاء دوره في المعارك ضد الدولة الإسلامية وجعله تابعا للميليشيات. والدليل هو أن الجيش حقق انتصارات عديدة في محاربة الدولة الإسلامية ولكن المدح كان للحشد الشعبي».
وأكد أن الانسحاب من بعض المعارك وخاصة في الموصل وتكريت والرمادي وأماكن أخرى جاءت بناء على أوامر من قيادات عليا غير كفوءة لكي تأتي الميليشيات وتقود المعركة لاحقا بحجة عدم قدرة الجيش على خوض المعارك».
يذكر أن العديد من المدن العراقية سقطت بيد تنظيم «الدولة الإسلامية» وأبرزها الموصل والرمادي بعد انسحاب القوات المسلحة بشكل غير مبرر وبقرارت فردية من بعض القيادات الأمنية، مما أفسح مجالا لقيادات الميليشيات في الحشد الشعبي لإلقاء اللوم على الجيش وانتقاده والادعاء بأن الحشد الشعبي هو الذي يحقق الانتصارات.