شرع الجيش العراقي وحلفاؤه من فصائل «الحشد الشعبي» وأبناء بعض العشائر في خوض عملية عسكرية واسعة بمدينة تكريت، مركز صلاح الدين، وذلك فيما نفّذ تنظيم «الدولة الإسلامية» هجمات انتحارية مفاجِئة في مدينة سامراء جنوب تكريت، واعترف عبر حسابه الرسمي على «تويتر» بتعرضه لهجوم واسع في تكريت.
ويأتي ذلك فيما أعلن التنظيم أن الهجوم على سامراء يعتبر «عملية استباقية لصد القوات المتوجّهة إلى تكريت»، مشيرًا إلى أن إحدى العربات المفخخة قادها الانتحاري «أبو جابر المغربي».
وأعلنت مصادر أمنية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بدء عملية عسكرية واسعة للسيطرة على مدينة تكريت، مركز المحافظة، وذلك بعد أيام من الاستعدادات لهذه العملية وتعبئة آلاف من عناصر الجيش و «الحشد الشعبي» وأبناء العشائر في صلاح الدين. وقال ضابط في قيادة عمليات صلاح الدين في تصريحات لصحيفة «الحياة» اللندنية، إن العملية بدأت فجر أمس من ثلاثة محاور، الأول كان عبر شمال سامراء بقيادة «الحشد الشعبي»، والثاني عبر قضاء العوجة بقيادة قوات مكافحة الإرهاب، والثالث عبر قاعدة «سبايكر» جنوب تكريت، بقيادة قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية.
وأوضح الضابط أن قصفًا صاروخيًا مكثفًا استهدف مقرات التنظيم في قرى وبلدات على أطراف تكريت حيث يتحصن عناصره، وذلك مساء أول من أمس، مما ساهم في انسحابه منها. ولفت إلى أن الخطة الأولى تتضمن السيطرة على أقضية وضواحٍ مجاورة لتكريت بينها العلم والدور والعوجة ومفرق الحويجة ومفرق بيجي، على أن يعقبها هجوم شامل على مركز تكريت، خصوصًا في منطقة القصور الرئاسية.
وبينما لم تعلن مصادر رسمية نتائج المعارك، إلا أن مصادر أخرى أعلنت تقدم القوات الأمنية في قضاء الدور وناحية العلم واقتحامها أجزاء من تكريت.
وقد نعى التنظيم عددًا من قتلاه الذين قال أنهم قضوا خلال المعارك بينهم «أبو طلحة الأنصاري» المسؤول عن مفرزة ولاية صلاح الدين، و«أبو عائشة» الذي وصفه التنظيم بأحد القادة الميدانيين للتنظيم في تكريت، وذكر أنهم قتلوا بسبب قصف الجيش على المدينة.
وفيما أشار مسؤولون محليون في صلاح الدين إلى أن العملية العسكرية تنفّذ من دون مساعدة من التحالف الدولي بحجة مشاركة «الحشد الشعبي»، أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان أمس أن «قوات التحالف الدولي تواصل ضرباتها الجوية الموجعة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي الموجود في قاطعي الموصل وصلاح الدين، وأوقعت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات في صفوف إرهابيي داعش».
من ناحية أخرى، أعلنت مصادر أمنية في «قيادة عمليات سامراء» أن تنظيم «الدولة الإسلامية» نفّذ هجمات انتحارية بثلاث عربات عسكرية مفخخة في مناطق شمال سامراء، بالتزامن مع العملية العسكرية في تكريت. وأوضحت المصادر وفق ذات الصحيفة السالف ذكرها أن التفجيرات الانتحارية استهدفت مقرًا لقوات الشرطة الاتحادية قرب منطقة سور شناس الأثري، شمال سامراء، وأسفرت عن مقتل أحد عناصر الشرطة وجرح 8 أشخاص.
ولفتت المصادر إلى أن الانتحاريين حاولوا اقتحام المقر لكن القوات الأمنية تمكّنت من صدهم. فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن ضابط قوله إن عدد القتلى ناهز الـ11 شخص، إضافة إلى 46 من الجرحى.