أعلنت ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية بالعراق، الأربعاء، إعدادها خطة أمنية بعد استعادة السيطرة على مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين شمال العراق، تتضمن الانسحاب من مركز المدينة إلى الاطراف وتسليم الملف االأمني الداخلي إلى قوات الشرطة المحلية ومقاتلي العشائر السُنية.
وقال «كريم النوري» المتحدث العسكري باسم الحشد الشعبي: «أعددنا خطة أمنية ستطبق بعد انتهاء الجهد الهندسي من رفع وازالة جميع العبوات الناسفة من الطرق والمباني وتفكيك الابنية المفخخة، تتضمن انسحاب قوات الحشد الشعبي من مركز مدينة تكريت إلى أطراف المدينة وتسليم الملف الأمني الداخلية للمدينة إلى الشرطة المحلية وأبناء العشائر من مدينة تكريت».
وأضاف أن «قوات الحشد الشعبي سترابط على أطراف مدينة تكريت وعند المداخل لمنع أي محاولة لعناصر تنظيم داعش لمهاجمة المدينة، وهي خطة اعتمدت سابقا من قبل قوات الحشد الشعبي في العلم والدور والضلوعية بصلاح الدين (شمال) وفي المناطق المحررة في ديالى(شرق)».
وكان محافظ صلاح الدين، «رائد الجبوري»، قد أعلن عن استئناف العمل الرسمي في الدواوين الحكومية بمدينة تكريت، مركز المحافظة، اعتبارا من اليوم الأربعاء، لأول مرة منذ 9 أشهر بعد طرد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» منها.
وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة تكريت في يونيو/ حزيران الماضي، ما تسبب في تعطل المؤسسات الحكومية، لكن بعض المؤسسات باشرت دوامها في مدينة سامراء (65 كم جنوب تكريت).
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء أعلن رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، تحرير مدينة تكريت بالكامل، من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وكانت الحملة العسكرية لاستعادة تكريت وبقية مناطق محافظة صلاح الدين، قد استؤنفت يوم الأربعاء الماضي، بالتزامن مع شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات على مسلحي التنظيم، بعد أن تم إيقاف الحملة لعدة أيام بسبب فشل القوات العراقية والميليشيات الشييعية في التقدم أمام مسلحي التنظيم بدون غطاء جوي.
وتعد الحملة التي بدأت مطلع الشهر الماضي، هي الأكبر منذ سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من أراضي العراق في يونيو/ حزيران الماضي.
وتسعى القوات العراقية لاستعادة أراضي محافظة صلاح الدين (175 كلم شمال بغداد) والتي تخضع لسيطرة التنظيم منذ الصيف الماضي.
وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها «دولة الخلافة».
وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها، وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطرت عليها «الدولة الإسلامية»، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.