بعد سيطرة ميليشيات «الجشد الشعبي» على مدينة تكريت (مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين) مركز محافظة صلاح الدين شمالي البلاد يوم 31 مارس/ آذار الماضي، وعودة مئات السكان إلى منازلهم منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي، أرادت سلطات بغداد تقديم رسالة إيجابية إلى السنة؛ حيث يجب أن تبذل الجهود لنسيان الاتّهامات بالانتهاكات والسرقة والنهب الّتي صاحبت تحرير هذه المدينة السنية الّتي تضمّ 175 ألف ساكن من قبل القوّات الأمنية والميليشيات الشيعية في «الحشد الشعبي» وبعض المئات من المقاتلين السنة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية، فقد كان أوّل اتّصال مع المدينة الصحراوية شكّل صدمة لجميع الّذين غادروها قبل عام مع بداية الهجوم؛ حيث حملت المدينة الّتي بنيت على ضفاف «دجلة» جميع ندوب الحرب: القصور والمباني المدمّرة والسيارات المتفحمة والمخازن المنهوبة.
وفي مكان آخر، كتبت على الجدران مدائح في حقّ الإمام «الحسين» أو شعارات بالفارسية تمدح «الخميني» وتحتفل بنصر الميليشيات الشيعية وحليفها الإيراني.
وفي الأحياء الواقعة على خطّ المواجهة، وجد البعض بنايتهم في حالة خراب، وتشير السلطات المحليّة إلى 400 منزل مدمّر.
ويقول «سعد العطوي» الّذي طلب من قريبته «علياء» الإقامة عندها مع زوجته وأبنائه السبعة: «انهار سقف شقتي وسرق ما فيها أو كسّر».
حتّى بعيدًا عن مناطق الصراع، وجد الكثيرون منازلهم مقلوبة رأسًا على عقب؛ محملين تارة مسؤولية السرقة والإتلاف إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتارة أخرى إلى الميليشيات الشيعية. أمّا أولئك الّذين لا يزال بإمكانهم قضاء وقت أكثر في المنفى المُكلِّف فإنهم يتردّدون على منازلهم من أجل التنظيف، بحسب «لوموند».
البعض الآخر لم يجرؤ على مغامرة العودة إلى المدينة خشية أن يكونوا عرضة لتصفية حسابات بين القبائل؛ ويتعرضون للانتقام والاختطاف والابتزاز، وفقا للصحيفة.
وتلقي قوات الأمن باللوم على تنظيم «الدولة الإسلامية» في زرع متفجرات في المنازل في حين يشتبه السنة في أن الفصائل الشيعية والجيش والشرطة تعمدوا حرق منازلهم.