بدء تدريب قوّة عراقية لتأمين العاصمة عوضا عن المليشيات

الاثنين 17 أغسطس 2015 06:08 ص

باشرت أربعة أفواج عسكرية عراقية يبلغ قوامها نحو 3 آلاف مقاتل، أمس الأحد، تدريباتها بإحدى القواعد العسكرية شمالي العاصمة بغداد على يد فريق عسكري أمريكي، ضمن خطة مسبقة بين واشنطن ورئيس الحكومة، «حيدر العبادي»؛ لسحب الملف الأمني من يد المليشيات في بغداد، وفق صحيفة «العربي الجديد».  

وجاءت الخطة بعد موجة من الجرائم الطائفية نفذتها هذه المليشيات الشيعية ضد السنة بصفة خاصة، وعمليات سطو طالت متاجر ومحال لبيع العملات الصعبة ومكاتب صرافة.

وقال العقيد الركن «حسين ماجد الأسدي»، العامل بمعسكر التاجي الذي يبعد 20 كيلومترا شمالي بغداد، إن «الجنود العراقيين باشروا تدريبهم على يد القوات الأمريكية في معسكر التاجي، ولديهم برنامج يستمر ثلاثة أشهر قبل تخرجهم منه».

«الأسدي» أضاف أن «المتدربين ليسوا متطوعين جددا، بل هم جنود من وحدات عسكرية بالجيش تعرضت للانكسار عقب سقوط (مدينة) الموصل (شمال)، وتم حلها وجرى جمعهم مجدداً»، وأن «البرنامج الأمريكي يقضي بإعادة تأهيلهم وتدريبهم، ليكونوا قوة خاصة تمسك بملف بغداد الأمني من الداخل، خصوصاً المواقع الحساسة والسيادية».

وفي الإطار نفسه، قال مسؤول حكومي عراقي إن «القوة الحالية البالغ تعدادها 2750 جندياً وضابطاً؛ والتي باشرت التدريب الأحد (أمس) لن تشارك بأي معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها ستمسك ملف بغداد لسحب البساط من تحت المليشيات».

وأوضح المسؤول، الذي رفض نشر اسمه، أن «القوة التي اختيرت من قبل الأمريكيين لإعادة تأهيلها وتدريبها ثم تجهيزها بالسلاح، جميعهم من سكان بغداد، وينتمون لألوان دينية مختلفة».

وأكّد أنّ «الغاية سحب يد المليشيات من ملف بغداد الأمني، بعدما استخدمته أخيراً كورقة ضغط على العبادي في قضايا سياسية، أبرزها الإصلاحات الأخيرة».

وبيّن أنّ الأمريكيين مهتمون بتدريب المزيد من القوات، وإنفاق مبالغ كبيرة عليها، بهدف عدم ترك الساحة للمليشيات التي تستفيد من عدم وجود جيش قوي نظامي أمامها.

برنامج مماثل في صلاح الدين والأنبار

وتأتي الخطوة بعد أيام قليلة من برنامج مماثل في محافظتي صلاح الدين (شمال) والأنبار (غرب)؛ لتمكين أهالي هاتين المحافظتين من تأمين مدنهم التي يعاد السيطرة عليها من يد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وفي هذا السياق، كشف الشيخ سعدون الدليمي، أحد زعماء قبيلة الدليم بالأنبار أنّ «العبادي والأمريكيين متفقون على تسليم المناطق لأهلها؛ وهذا ما يحدث بعد اكتمال تدريب آلاف العناصر من أبناء العشائر».

وأضاف أن الجانب الأردني أبلغ «العبادي» إمكانية المساهمة في تسليح أولئك الجنود الجدد.

وأكّد أنّ عملية الإعداد تنتهي في غضون ثلاثة أسابيع؛ كي يتسلم أبناء المدن المستعادة من «الدولة الإسلامية» ملف أمن مناطقهم.

ورأى أن هذه البرنامج سيساهم في إنهاء الاحتكاك بين العشائر ومليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية، التي تطوعت لمعاونة القوات الحكومية في قتال «الدولة الإسلامية» من جهة، ويقطع دابر السرقات والجرائم من جهة ثانية.

من جهته، كشف عضو «تحالف القوى العراقية» (الكتلة السنية في البرلمان)، «أحمد السلمان»، أنّ «الخطة الأمريكيّة التي بحثها وزير الخارجية آشتون كارتر مع المسؤولين العراقيين، خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، اشترطت إقصاء وتحجيم المليشيات».

وقال «السلمان» إنّ «الولايات المتحدة رفضت الخطط العراقية التي استندت على دور المليشيات في المعارك، ووجّهت بتحجيم دورها»، مبينا أنّ «المليشيات ما تزال مرابطة عند حدود (مدينة) الفلوجة (بمحافظة الأنبار غربي البلاد)، ولم تتحرك منها طوال تلك الفترة».

واعتبر أنّ «نتيجة إقصاء المليشيات بدت واضحة من خلال التقدّم الذي تم إحرازه أخيراً في الأنبار، وأنّه في حال طبّق العبادي الخطة الأمريكية، وسحب يد المليشيات عن المعارك فإنّ القوات العراقية والعشائر ستحرز تقدماً كبيراً».

واعتبر عضو مجلس عشائر صلاح الدين، الشيخ «عبد الخالق الجبوري»، توجّه «العبادي» نحو إقصاء المليشيات عن المناطق المستعادة «خطوة بالاتجاه الصحيح، رغم أنّها متأخّرة».

وقال «الجبوري» إنّ «محافظة صلاح الدين، وديالى والأنبار دفعت الكثير من أبنائها وممتلكاتها ضحيّة لسياسة فرض مليشيات الحشد الشعبي عليها»، مبيناً أنّ «تلك المليشيات أحرقت الحرث والنسل، وأبادت ما تبقى من تلك المناطق بعدما نهبت ممتلكات المواطنين فيها».

وأشار إلى أنّ «العبادي تأخّر بهذا الإجراء، لكنّه يعدّ إجراء مهماً رغم تأخره".

وفي الإطار نفسه، أكّد الخبير الأمني واثق العبيدي، أنّ «هذا الإجراء يصب بصالح العمليات العسكريّة ضدّ (الدولة الإسلامية)».

وأوضح «العبيدي»أنّ «العبادي يعلم كل خروق وانتهاكات مليشيات الحشد الشعبي، كما يعلم أهمية ودور العشائر في قتال (الدولة الإسلامية) والدفاع عن مناطقهم، لكنّه لم يستطع أن يزيح المليشيات ويأتي بالعشائر بدلاً عنها؛ لأنّه يخشى من تمرّدها".

وأضاف أنّ «التوجّه هو بداية كي يأخذ كل طرف دوره في العمليات القتالية، وأنّ الحشد الشعبي أثبت فشلاً كبيراً في عجزه عن اقتحام الفلوجة أو إحراز أيّ تقدّم فيها، فيما نجحت القوات الأمنيّة والعشائر بالتقدم في باقي مدن الأنبار، الأمر الذي أعطى مسوّغاً للعبادي يضاف إلى انتهاكات الحشد الشعبي، كي يبدأ أولى إجراءات إقصاء الحشد وتحجيم دوره».

  كلمات مفتاحية

العراق بغداد تدريب تأمين الميلشيات الشيعية الأنبار صلاح الدين

اتهام «الحشد الشعبي» بقتل 10 واختطاف 30 في مناطق سنية بديالي

مليشيات «الحشد الشعبي» تحاصر عائلات غادرت الفلوجة داخل المقابر وتهددهم بالاعتقال

تكريت في يد «الحشد الشعبي» .. مباني مدمرة وسيارات متفحمة ومخازن منهوبة

«العبادي» يطمئن الدول العربية بشأن «الحشد الشعبي» ويؤكد: «تحت سيطرتي»

مسؤولة عراقية: «الحشد الشعبي» يعوق عودة النازحين السنة لمناطقهم

أمريكا تدرب 4800 جندي عراقي لمواجهة «الدولة الإسلامية»