شهدت مناطق سنية جنوب وغرب مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالي، شرقي العراق حوادث أمنية خطيرة، مساء الاثنين، شملت: مقتل 10 أشخاص في قصف بقذائف الهاون والصواريخ، واختطاف 30 رجلا، بينهم زعيم قبيلة سنية.

وبينما اتهم البعض ميلشيا «الحشد الشعبي» الشيعية، التي تسيطر على المحافظة، بالتورط في هذه الأحداث الأمنية، قال مسؤول إن تنظيم «الدولة الإسلامية» هو من يقف ورائها.

ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مسعفون وضابط بالشرطة إن عشرة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب 16 بنيران قذائف الهاون والصواريخ، يوم الاثنين، في قرية الحديد، غرب بعقوبة.

وفي ناحية خان بني سعد، جنوب بعقوبة، قالت مصادر أمنية وعشائرية إن 30 رجلا، بينهم زعيم عشيرة سنية، خطفوا، يوم الاثنين.

وأوضحت المصادر ذاتها  أن «طلب الجميلي»، شيخ عشيرة البوحمدان السنية، وثلاثة من أبنائه، كانوا ضمن المخطوفين، وفق «رويترز».

وبينما لم يتضح على الفور الجهة التي تقف وراء حادثتي القصف والاختطاف، نقلت فضائية «الآن» الإخبارية، ومقرها دبي، عن مصادر أمنية وعشائرية إن مسلحين من ميلشيا «الحشد الشعبي» اختطفوا خلال اليومين الماضيين نحو سبعين شخصا من أبناء القرى السنية القريبة من خان بني سعد، وعثر على جثث خمسة منهم لاحقا.

وأضافت أن خاطفي المجموعة الجديدة من الرجال (30 رجلا) يطالبون بإعدام الباقين بدعوى ضلوعهم في حادث تفجير وقع في خان سعد، السبت الماضي، وأودى بحياة أكثر من 100 شخص، وهو التفجير الذي تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقال إن الهدف كان «الرافضة» (الشيعة).

و تسود المنطقة حالة من الاحتقان الطائفي، عقب تفجير السبت، أخفقت مساعي السلطات في احتوائها.

هذه الحالة من الاحتقان الطائفي، دعت نشطاء إلكترونيين إلى إطلاق هاشتاغ على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي بعنوان «#اغيثوا_ديالى».

وعبره غرد «إياد الدليمي» ‏، وهو صحفي ومعد برامج تلفزيونية، قائلا: «اغيثوا_ديالى فالميليشيات تنتقم من أهل السنة فيها وبدأت عوائلها تنزح. إنهم (أي ميلشيا الحشد الشعبي) يريدون تغيير ديموغرافية المحافظة (ذات الغالبية السنية) وهو ما عملوا له منذ سنوات».

وقال «عمر العراقي» عبر الهاشتاغ ذاته: «أغيثوا_ديالى فأهلها يبادون ويختطفوا وليس هناك من ينجدهم ولا يتكلم عنهم والشيعة هناك تميلشوا جميعهم لإبادتهم».

لكن محافظ ديالي، «مثنى التميمي»، نفى، في اتصال هاتفي مع فضائية «الجزيرة» الإخبارية القطرية، تورط «الحشد الشعبي» في حادثتي القصف والاختطاف، وقال إن «ما تشهده المحافظة يراد منه إشعال الفتنة الطائفية بعد تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية»، متهما في المقابل التنظيم بالوقوف وراء هذه الأحداث.

وأعلن المسؤولون العراقيون النصر على تنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة ديالى في يناير/ كانون الثاني الماضي بعدما استعادت ميلشيا «الحشد الشعبي» على المحافظة من التنظيم. لكن مسلحي التنظيم لا يزالون نشطين في المنطقة.