أمهلت قوات أمريكية موجودة في العراق، اليوم الإثنين، قوات «الحشد الشعبي» (ميليشيات شيعية موالية للحكومة)، 24 ساعة للخروج من منطقة في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، غربي العراق.

وقال المقدم «عبد الستار الحلبوسي»، الضابط في قيادة شرطة الأنبار، إن القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة الحبانية الجوية (25 كلم شرق الرمادي)، أمهلت ميليشيات «الحشد الشعبي» خلال 24 ساعة لمغادرة منطقة «المضيق» شرقي الرمادي.

وأضاف «الحلبوسي» لوكالة «الأناضول» أن «كتائب حزب الله العراق المنضوية تحت قوات الحشد الشعبي، رفضت مغادرة المنطقة، وتصر على البقاء فيها».

وأشار إلى وجود وساطات من قبل القيادات الأمنية المشتركة وبعض المسؤولين العراقيين، لإقناع ميليشيات «الحشد الشعبي» بمغادرة المنطقة، وتسليمها لمسلحي «الحشد السني» (مقاتلين سنة غالبيتهم من القبائل الموالية للحكومة)، الذين تدربوا مؤخراً على يد القوات الأمريكية في قاعدة الحبانية.

وكشف «الحلبوسي» أن المستشارين والقادة العسكريين الأمريكيين، «رفضوا أي وجود لقوات الحشد الشعبي، واعتبروها قوات غير منضبطة، هدفها القيام بالحرق والقتل والسرقة، وتكرار ما فعلته بمدينة تكريت (بمحافظة صلاح الدين، شمالا)».

وتضغط الولايات المتحدة على الحكومة العراقية لسحب ميليشيات «الحشد الشعبي» من بعض المناطق، وهو ما حصل بالفعل عدة مرات، كما حدث قبل سقوط الرمادي بيد تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ حيث اشترطت واشنطن سحب الميليشيات لتوفير الدعم الجوي للقوات العراقية.

وتتخوف الإدارة الأمريكية من تلك الميليشيات الشيعية؛ بسبب «الدعم الذي تتلقاه من إيران».

كما تبرر رفضها لوجود مسلحي «الحشد الشعبي» في المناطق «ذات الغالبية السنية»؛ بحجة «الخوف من حدوث أعمال نهب وحرق منازل وانتقام، على غرار ما حدث في تكريت، بعد تمكن القوات العراقية و«الحشد الشعبي»، قبل أشهر، من استعادة المدينة من مسلحي «الدولة الإسلامية».

وبالرغم من خسارة تنظيم «الدولة الإسلامية» للكثير من المناطق، التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى (شرق)، ونينوى وصلاح الدين (شمال)، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار منذ مطلع عام 2014.