ذكرت مصادر مقربة من ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية أن رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» يتجه إلى الطلب من التحالف الدولي إيقاف غاراته على مدينة تكريت، استجابة لتهديدها بعدم العودة إلى معركة تحرير تكريت مع وجود الغارات الأمريكية، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون»، أمس الإثنين، العراق، إلى احترام مصالح سكان المناطق التي يجري تحريرها من تنظيم «الدولة الإسلامية» ومساءلة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان.
من جهته أكد مصدر في التيار الصدري أن الاجتماع الذي عقد في بيت رئيس مجلس النواب «سليم الجبوري» وشارك فيه رئيس الوزراء «حيدر العبادي» ومسؤولون كبار وقادة ميليشيات ضمن الحشد الشعبي تمخض عن وعد من «العبادي» بالاتصال بالتحالف الدولي لطلب إيقاف الغارات على تكريت، تمهيدا لعودة مشاركة الفصائل في المعركة. بحسب تصريحات لـ«القدس العربي».
وأشار المصدر إلى أن ضغوطا كبيرة وتهديدات تمارس على «العبادي» من بعض الأحزاب والميليشيات والشخصيات المقربة من الميليشيات الشيعية المقربة من إيران من أجل إيقاف مشاركة الأمريكيين في معركة تكريت.
وكانت مرجعية النجف دخلت على الخط عندما طلب ممثلها الشيخ «عبد المهدي الكربلائي» في خطبة الجمعة الماضية ضرورة التشاور بين القوات الحكومية والحشد الشعبي في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
واعتبر المصدر أن انسحاب الميليشيات من معركة تكريت بعد الغارات الأمريكية عليها أعطى انطباعا بأن بعض قيادات الحشد تتجاوب مع الرغبات الإيرانية، لافتا إلى أن السيد «مقتدى الصدر» أبدى رغبته في أن تكون «سرايا السلام» و«لواء اليوم الموعود» التابعة له تحت قيادة الجيش العراقي لما في ذلك من مصلحة وطنية ولقدرة الجيش على قيادة المعارك وتحقيق نتائج أفضل بوقت أقل وخسائر أقل.
وكان المتحدث الرسمي لـ«عصائب أهل الحق» «نعيم العبودي» أعلن عن استجابة «العبادي» لطلب فصائل «الحشد الشعبي» بمنع تدخل طيران التحالف الدولي في عملية تحرير مدينة تكريت، مؤكدا أن «عصائب أهل الحق ستعود إلى معركة تكريت خلال الأيام المقبلة لإكمال عملية تحريرها من مجاهدي تنظيم الدولة الإسلامية».
وذكر مصدر إعلامي في «الحشد الشعبي» أن «غالبية الميليشيات انسحبت من تكريت وتركت مواقعها، وأبرزها بدر والعصائب وحزب الله وسرايا الخراساني، ولواء أبو الفضل العباس وميليشيات أخرى، بينما أعلنت بعض الميليشيات أنها لن تنسحب من تكريت، ولكنها لن تشارك في المعارك ما دامت الغارات الأمريكية مستمرة».
«بان كي مون» يدعو لمساءلة منتهكي حقوق الإنسان
من جهة أخرى طالب الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» باحترام حقوق مواطني المناطق المحررة ومساءلة منتهكي حقوقهم، وذلك خلال لقائه الرئيس العراقي «فؤاد معصوم» في بغداد التي وصلها أمس في زيارة يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين العراقيين، على ما افادت بعثة الأمم المتحدة في العراق
ووفق بيان لرئاسة الجمهورية العراقية فإن الجانبين بحثا «العلاقات البينية وسبل تعزيز دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في دعم الشعب العراقي في حربه الراهنة ضد الإرهاب».
وأكد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة على تضامن المجتمع الدولي مع العراق وتأييده ضد الإرهاب ممثلا بتنظيم «الدولة الإسلامية».
وأشاد باهتمام العراق في إنجاز المصالحة الوطنية واحتواء الخلافات الداخلية، داعيا إلى «احترام مصالح سكان المناطق التي يتم تحريرها من الإرهاب وتحقيق الإعمار والاستقرار فيها بما يضمن فرض سلطة القانون وتعميم ثمار السلام ومساءلة مرتكبي أي انتهاكات لحقوق الإنسان».
وأوضح «بان كي مون» مدى اهتمام الأمم المتحدة بدعم العراق في مواجهة مشكلة النازحين واللاجئين من خلال حث المجتمع الدولي على الإسهام في تخفيف معاناتهم.