«المونيتور»: «الدولة الإسلامية» يلتقط أنفاسه ويصعّد هجماته .. وخصومه بلا رؤية لما بعد تكريت

الأحد 26 أبريل 2015 04:04 ص

أكد تحليل نشره موقع «المونيتور» الأمريكي أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» تعرّض إلى هزيمة معنويّة كبيرة في تكريت، لكنّه لم يتكبّد خسائر في بنيته العسكريّة، ولم يتعرّض إلى استنزاف في قوّته. لهذا، كان سهلاً عليه أن ينتقل سريعاً من الدفاع إلى الهجوم عبر محاور مختلفة.

وعلى الرغم من أن المعركة قدّمت دافعا معنويّا جيّدا في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن غياب تصوّر واضح لما بعد تكريت، ساهم في التقاط التّنظيم أنفاسه، وشنّه لاحقا سلسلة عمليّات كبيرة في الأنبار وبعض مناطق صلاح الدين، خصوصاً مصفى بيجي الاستراتيجيّ. 

ويذهب الكاتب العراقي «مشرق عباس» أن قرار خوض معركة تكريت بإعلان من رئيس الوزراء حيدر العبادي في 25 مارس/آذار الماضي، بمثابة أمر واقع فرضته في البداية ميليشيات «الحشد الشعبي»، التي قررت خوض معارك صلاح الدين، وتقدّمت في اتّجاه بلدات الدور والبوعجيل، قبل أن تتوقّف عند مشارف تكريت لتصبح العمليّة أكثر صعوبة. كما أنه كان واضحا حينها ومعلنا، أنّ العمليّة تمّ خوضها بمعزل عن التّحالف الدولي، حتّى طلب العراق رسميا في 17 مارس/أذار 2015 تدخل التحالف في القصف الجوي.

وحدد «مشرق عباس» مكامن قوّة وضعف 3 خيارات واجهت القوى التي خاضت معركة تكريت، كما يلي:

الأول: أن تستمرّ القوّات العراقيّة المنتصرة في تكريت بالاندفاع ذاته في ثلاثة محاور أساسية، هي «بيجي» و«الحويجة» و«الشرقاط»، حتى حدود الموصل الجنوبيّة. لكن هذا الخيار صعب للغاية بسبب غياب التّنسيق الحقيقيّ مع قوّات البيشمركة الكرديّة المعنية باستعادة منطقة «الحويجة» الاستراتيجيّة في كركوك. ولأنّ ترك تكريت من دون تأمين سيسهّل على التّنظيم الّذي ما زال يسيطر على الصحراء المترامية، الّتي تقع في غرب صلاح الدين وتربط جنوب الموصل بشمال الأنبار، على تنظيم عمليّات التفاف كبيرة. ولأنّ طبيعة البناء الأساسيّ للقوى الّتي حرّرت تكريت، وهي مكوّنة في الأساس من مجموعات مسلّحة غير منسجمة حتّى الآن ولا تمتلك الدّعم اللوجستيّ الكافي ولا الغطاء الجويّ الكافي، لا يسمح بهذا النّوع من الاندفاع.

الثاني: تأمين تكريت والانطلاق من أجل فتح جبهة واسعة من الأنبار، وهذا كان مطلب «الحشد الشعبي» نفسه، الّذي فضل زعماؤه أن يتمّ فتح جبهة الأنبار، لكن خيارا كهذا لم يكن متاحا بسبب الالتباس في طبيعة قوى «الحشد الشعبي» لدى أهالي الأنبار أنفسهم وعشائرهم، وأيضا لأنّ ثمّة مشروعا أميركيّا غير مكتمل لتدريب قوّة من أهالي الأنبار وتأهيلها لتولّي هذه المهمّة. كما أنّ هذه القوّة لم تحصل على السلاح الكافي حتّى الآن، وإنّ مدن الأنبار معقّدة، وتمتدّ بشكل سلسلة طويلة على نهر الفرات وترتبط من جنوبها وشمالها بصحراء شاسعة، ممّا يجعل مهمّة تحريرها في غاية الصعوبة بغياب المقوّمات العسكريّة اللاّزمة.

الثالث: الإبقاء على القوى الّتي احتلت تكريت في حدود المدينة للإمساك بالأرض وتجنب التوسع أكثر في انتظار اكتمال الظروف الموضوعية لشن الحرب في الأنبار والموصل (وهذا ما حدث)، لكن هذا الخيار كان أسهم في تمكين تنظيم «الدولة الإسلامية» من تدارك خسارة تكريت ومحاولة وضع القوّات العراقيّة في مواجهة عمليّات استنزاف طويلة الأمد لن تكون في صالحها.

ويشير الكاتب، بحسب ما نشر «المونيتور»، إلى عوامل أساسية لا بد أن تدرك قبل التفكير في معركتي الموصل أو الأنبار:

1 - أن الموصل والأنبار مدينتان مأهولتان بالسكّان، مقارنة بتكريت ومعظم بلدات صلاح الدين، الّتي بدت خالية من سكّانها بنسبة كبيرة عند تحريرها.

2 - إن تركيبة مدن الأنبار هي ذات طابع عشائريّ - دينيّ، وهناك حضور للخلافات القبليّة في شكل عميق داخل بنيتها الإجتماعيّة وحول الموقف من العمليّات العسكريّة وأسلوب الحرب على «الدولة الإسلامية». كما أن هناك انقساما داخل مدنها وبلداتها حول طبيعة الموقف من الحكومة العراقيّة وميليشيات «الحشد الشعبي»، إضافة إلى حضور عشرات المجموعات المسلّحة الّتي نشطت بشكل رئيسيّ في الأنبار، ولم يعرف حتى الآن إذا ما تحالفت مع «الدولة الإسلامية» أم أنّها في مرحلة سبات.

3 - إن الموصل مدينة معقدة، ولديها حساسيات مركّبة مرة مع قوات البيشمركة، ومرّة أخرى مع القوّات العراقيّة و«الحشد الشعبي». كما أنّ للمدينة حساسيات مع القوات الأميركية، ودخولها يتطلب نمطا من الخطط مختلفا تماما، إذ يجب أن تتفاعل جهود كلّ هذه القوى، إضافة إلى الجانب التركيّ الّذي يمتلك فعاليّة استخباريّة كبيرة في الموصل، وأن تكون هناك قوّة متمكّنة من أهالي الموصل أنفسهم تتقدّم القتال وتكون مستعدّة لخوض حرب شوارع مكلفة في أزقة المدينة.

4 - إن معركة تكريت تمّت في مناخ مناسب جدّاً بالنّسبة إلى القوّات العراقيّة. وفيما الاستعدادات للمعارك لا تبدو أنّها ستصل إلى مرحلة النضوج في الوقت المتبقّي من الرّبيع، وهو قد لا يتجاوز الـ40 يوما، فإنّ كل الاحتمالات لا تشير إلى إمكان مغامرة أيّ طرف بخوض معركة عسكريّة في الموصل أو الأنبار خلال فترة الصيف الشديد في العراق، ممّا يدفع بالتكهّنات إلى فترة الخريف المقبل.

 

  كلمات مفتاحية

العراق الموصل الأنبار الدولة الإسلامية الحشد الشعبي

«العبادي» يعتزم طلب وقف غارات التحالف على تكريت إرضاءا لـ«الحشد الشعبي»

«نيويورك تايمز»: إيران أرسلت صواريخ وقذائف إلى العراق للمساعدة في معارك تكريت

«العبادي»: نخطط لاستعادة الموصل خلال أشهر

«الدولة الإسلامية» يتأهب لمعركة ”تحرير“ الموصل

"الدولة الاسلامية" وأخواتها .. وأسباب مفاجأتها الكبرى في الموصل

«المونيتور»: جبهات حرجة في الأنبار

«الدولة الإسلامية» يستولي على صواريخ «كورنيت» الروسية خلال معارك بتكريت

«الدولة الإسلامية» يسيطر على ثكنات عسكرية شرقي الفلوجة ويقتل 150 من الجيش والحشد الشعبي

«بايدن» يتعهد لـ«العبادي» بتعجيل المساعدات العسكرية عقب تقدم «الدولة الإسلامية»

«ستراتفور»: مظاهر القوة والضعف التي كشفتها مكاسب «الدولة الاسلامية»