ذكر النائب عن محافظة صلاح الدين «مطشر السامرائي» قيام ميليشيات تعمل في «الحشد الشعبي» الذي يساند القوات العراقية في حربه ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» باعتقال 125 من أهالي منطقة الدور بينهم شباب ونساء وأطفال وأخذهم إلى جهة مجهولة أمام القوات الحكومية التي لم تتدخل لمنعهم.
وأكد أنه والنائب «عبدالقهار السامرائي» اتصلوا بقادة الجيش و«الحشد الشعبي» في صلاح الدين لمعرفة مصير المخطوفين وأسباب اعتقالهم دون فائدة، كما زارا وزير الداخلية «محمد الغبان» وسلموه قائمة بأسماء المخطوفين طالبين منه التعاون لمعرفة مصيرهم والجهة التي قامت بهذا العمل.
وأشار النائب عضو اتحاد القوى الوطنية في لقاء تلفزيوني أن عملية الخطف لم تكن الوحيدة التي ارتكبتها الميليشيات، بل هناك حوادث إحراق ونهب للبيوت وتهجير ومنع عودة نازحين وقعت في عدة مناطق من صلاح الدين في أعقاب تحريرها من التنظيم.
وتحدث «السامرائي» عن منع عودة النازحين إلى مناطقهم بعد طرد التنظيم منها، كما حصل في منطقة الحويش قرب سامراء ومنطقة يثرب وأطراف تكريت من قبل الميليشيات رغم اتصاله بالقوات العسكرية ومنها قيادة عمليات سامراء وإعطائهم تعهدا بضمان عدم تورط العائدين بأية أعمال عدائية أو إرهابية، وكاشفا أن القادة العسكريين وعدوا بتسهيل عودة النازحين إلا أن الأمر ليس بيدهم على ما يبدو، حسب قوله.
وقال إن عذر بعض القيادات في «الحشد الشعبي» من أن استمرار العمليات يمنع إعادة النازحين، غير مقنع لأن هناك الكثير من المناطق الآمنة التي لا تشهد معارك ويمكن عودة النازحين إليها.
وبدوره أكد قائمقام ناحية الدور القريبة من تكريت في صلاح الدين وقوع حادثة اختطاف 125 شخصا من أهالي مدينته من قبل الميليشيات المشاركة ضمن «الحشد الشعبي» في معارك صلاح الدين.
وأشار إلى قيام مجلس المدينة بالاتصال بالقوات الأمنية والميليشيات و«الحشد الشعبي» لمعرفة مصيرهم وأسباب اعتقالهم دون الحصول على نتيجة.
ومن جانب آخر تحدثت عضو مجلس محافظة صلاح الدين «سحر مولود» أن عناصر من «الحشد الشعبي» تقوم بتهجير أهالي منطقة الدور قرب تكريت، كما تمنع عودة النازحين قبل المعارك من العودة إلى بيوتهم ومناطقهم.
وأضافت «مولود» أن انتهاكات واعتقالات وقعت في المناطق المحررة، كما أن الميليشيات منعت مسك شرطة الناحية للمناطق التي تم طرد التنظيم منها.
وأكد السياسي البارز في تكريت «فهد مولود مخلص» أن خروقات كثيرة وكبيرة وقعت في مناطق محافظة صلاح الدين التي تم تحريرها من التنظيم مؤخرا، مشيرا إلى وقوع حادثة خطف 125 من أهالي الدور وأن لديه أسماءهم وأسماء آخرين من المفقودين في تلك المناطق.
وأضاف في لقاء تلفزيوني أن الميليشيات فجرت دور الضباط السابقين في جيش «صدام حسين» في مدن المحافظة رغم خلوها من السكان.
وأكد «مخلص» أنه سيعرض الجرائم والخروقات التي حصلت في صلاح الدين على «الأمم المتحدة» بالأسماء والوثائق وأن لديه العديد من الصور والأفلام عن تلك الجرائم، مع التشديد على أن الإيرانيين غير مرحب بهم نهائيا في تكريت حسب ما ابلغوه أهل وشيوخ المنطقة.
وذكرت مصادر قريبة من كتائب «الحشد الشعبي» في صلاح الدين أن ميليشيات «حزب الله» العراق قامت بعمليات إحراق ونهب العشرات من بيوت المناطق المحررة من تنظيم «الدولة الإسلامية» في المحافظة.
وأكدت تلك المصادر أن قادة فصائل «الحشد الشعبي» اجتمعوا في بغداد لمناقشة وجود عناصر مندسة ضمن «الحشد» تقوم بحرق ونهب البيوت العائدة لمواطني المناطق المحررة من تنظيم «الدولة».
وكان العديد من القوى السياسية والنواب وشيوخ العشائر في صلاح الدين قد شكوا من قيام عناصر ضمن «الحشد الشعبي» بتصرفات مسيئة لـ«الحشد» وتعكس سلوكيات طائفية مثل حرق البيوت ونهبها واعتقال بعض المواطنين أو منع آخرين من العودة إلى بيوتهم في المناطق التي تم تحريرها من عناصر تنظيم «الدولة» التي كانوا يسيطرون عليها، وهو ما دفع المرجعية في النجف وقادة الميليشيات إلى الإعلان عن التبروء من مثل تلك التصرفات والأعمال التي تسيء إلى «الحشد الشعبي»، ولكن لا أحد حدد تلك العناصر.