العراق تستدعي سفير مصر احتجاجا على إساءة الأزهر لـ«الحشد الشعبي»

الأربعاء 18 مارس 2015 11:03 ص

تطورت أزمة تصريحات شيخ الأزهر، «أحمد الطيب»، التي انتقد فيها ممارسات ما وصفها بـ«المليشيات الشيعية» في العراق، بحق السكان السنّة، حيث استدعت بغداد السفير المصري لديها وسلتمه مذكرة احتجاج رسمية على التصريحات.

وقال التلفزيون العراقي إن وزارة الخارجية «استدعت أمس الثلاثاء السفير المصري في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج رسمية بخصوص التصريحات الأخيرة لشيخ الأزهر والاتهامات التي وجهها لقوات الحشد الشعبي»، وطالبت المذكرة الدولة المصرية بـ«التعبير عن موقفها الرسمي تجاه مثل هذه التصريحات التي تسيء الى طبيعة العلاقات الأخوية».

وذكرت الوزارة أن من وصفتهم بـ«أبطال الحشد الشعبي»، وهي التسمية الرسمية في العراق للمليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب الحكومة، «لبوا نداء الوطن لتحرير أراضيه من دنس وسيطرة تنظيم عصابات خارجة عن قيم الدين والإنسانية»، معتبرة أن الأزهر «أساء إلى قوات الحشد الشعبي العراقية التي تقاتل عصابات داعش الإرهابية».

بالمقابل، قال «نادر بكار»، مساعد رئيس «حزب النور» المصري السلفي لشؤون الإعلام، إن دعم الحزب للأزهر وشيخه «أحمد الطيب» غير محدود في مواجهة جرائم النظام الإيراني في العراق.

وقال «بكار»، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: «لن يستبدل العرب إرهاب داعش بإرهاب طهران».

وكان السياسي المصري «محمد البرادعي» قد صرح في وقت سابق أن شيوخ الأزهر الشريف تعرضوا لضغوط كبيرة من أجل إصدار بيان يندد بـ«الحشد الشعبي» في العراق، مشيرا إلى أن السعودية ربطت إعطاء مصر منحه بـ3 مليارات دولار بإصدار هذا البيان.

وقال «البرادعي» في تصريح صحفي بحسب «وكالة أنباء فارس» إن: «الأخوة في وزارة المالية طلبوا مساعدة مشيخة الأزهر لإصدار بيان يدين فصائل شيعة تقاتل تنظيم داعش في العراق».

وأوضح أن: «هناك منحة سعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار كانت متوقفة على إصدار هذا البيان»، مبررا الأمر بأن «الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن، تضعها تحت ضغوط هائلة قد تضطرها أحيانا لاتخاذ مواقف تخدم أطراف أخرى».

وكان الأزهر أدان في بيان له، ما ترتكبه «هذه المليشيات المتطرفة من جرائم بربرية نكراء في مناطق السنة التي بدأت القوات العراقية ببسط سيطرتها عليها، خاصة في تكريت والأنبار وغيرها من المدن ذات الأغلبية السنية»، بحسب تعبير البيان.

ودعا الأزهر الجيش العراقي إلى «أن يدقق النظر في اختيار القوات التي تقاتل إلى جواره، وأن يتأكد من أنها تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية لا أهل السنة، وألا يسمح للمليشيات المتطرفة بالقتال تحت رايته وأن توحد القوات العراقية جهودها في مواجهة الجماعات المتطرفة والمليشيات الطائفية حفاظا على وحدة واستقرار البلاد».

يذكر أن تقارير محلية وعراقية، وحقوقية دولية قد كشفت عن ممارسات طائفية تورطت فيها ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، ضد الأهالي السنة في المناطق التي استعادتها الميليشيا من تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأعرب وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، في وقت سابق، عن قلق بلاده من الاعتداءات على السنة في العراق، محذرا من خطورة نشوب اقتتال طائفي في البلاد. (طالع المزيد)

ودعت «هيومن رايتس ووتش» القوات العراقية التي تقاتل من أجل استرداد مدينة تكريت من تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى حماية المدنيين من هجمات انتقامية تشنها الميليشيات الموالية للحكومة. وقالت المنظمة الدولية أنها وثقت العديد من المذابح التي ارتكبتها الميليشيات الحكومية وقوات الأمن، بحق المدنيين السنّة، بعد استردادها السيطرة على بلدات أخرى.

من جهته، اعتبر نائب الرئيس العراقي «نوري المالكي»، أن الأزهر وقع في بيانه الأخير بشأن ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي في فخ تنظيم «الدولة الإسلامية»، مبينا: « كان الأجدر بالأزهر أن يعتمد في بياناته الرسمية على معلومات موثقة وليس على شائعات مغرضة يرددها بعض علماء السوء».

وقال «نوري المالكي» في بيان: «فوجئنا وشعرنا بالصدمة والاستغراب من البيان الصادر عن مشيخة الأزهر الشريف الذي تضمن اتهامات خطيرة للحشد الشعبي الذي يقاتل إلى جانب القوات الأمنية دفاعا عن العراق وسيادته ومقدساته وجميع مكونات أبناء الشعب العراقي دون استثناء».

وأضاف «المالكي»: كان الأجدر بالأزهر أن يعتمد في بياناته الرسمية على معلومات موثقة وليس على شائعات مغرضة يرددها عدد من علماء السوء الذين يحرضون ليل نهار على إثارة الفتنة الطائفية ويلتزمون في ذات الوقت جانب الصمت المطبق على جرائم تنظيم الدولة الإسلامية»، بحسب قوله.

وزعم أن مقاتلي «الحشد الشعبي» من المتطوعين الشيعة والسنة يسطرون اليوم ملحمة وطنية هي الأولى في تاريخ العراق الحديث، وهي ملحمة تستحق كل الثناء والتقدير من جميع الغياري على ديننا الحنيف في داخل العراق وخارجه وليس توجيه سهام الحقد والكراهية وتأليب المجتمع الدولي ضدهم، بحسب «المالكي» مضيفا: «أن الأزهر الشريف يدرك جيدا كيف تفرج المجتمع الدولي على وحشية داعش التي زرعت الموت والدمار في الدول العربية».

  كلمات مفتاحية

الأزهر الحشد الشعبي الدولة الإسلامية مصر العراق

«السيستاني» يشدد على سيادة العراق .. ويتجاهل اتهامات «الأزهر» لـ«الحشد الشعبي»

عشائر شيعية تطالب سنة ديالي بدفع دية لقتلى «الحشد الشعبي» وتهددهم بالقتل

«البرادعي»: مصر تلقت 3 مليارات دولار من السعودية مقابل تنديد الأزهر بـ«الحشد الشعبي»

شيخ الأزهر يتوجه إلى الإمارات على متن طائرة خاصة لرئاسة اجتماع «حكماء المسلمين»

الأزهر يدعو لـ«قتل وصلب وتقطيع أيدي وأرجل» منتسبي «الدولة الإسلامية»

الأزهر يؤكد دور الإمارات في دعمه .. لكن «مؤتمر الإرهاب» بتمويل خاص من ميزانية المشيخة

الرئيس السابق لـ«CIA»: الميليشيات الشيعية تمثل الخطر الأكبر على استقرار المنطقة

مفتي العراق يوافق الأزهر في تنديده بمجازر ميليشيات شيعة ضد أهل السنة

«الحشد الشعبي» يختطف 125 مدنيا من محافظة «صلاح الدين» ويمنع عودة النازحين إليها

رئيس جماعة علماء العراق يدعو شيخ الأزهر لزيارة البلاد عقب تصريحاته ضد «الحشد الشعبي»

مصر تعتذر لـ«نوري المالكي» عن ظهور شعار حزبه في مسلسل «أستاذ ورئيس قسم»

شيخ الأزهر: مبايعة «علي» للخلفاء الراشدين تسقط «نظرية الإمامة» عند الشيعة