قالت مشيخة الأزهر الشريف أمس الثلاثاء إنها تقدر دور دولة الإمارات العربية المتحدة الرائد في «دعم الدائم للأزهر الشريف»، ولكنها نفت ما قالته مصادر في مشيخة الأزهر في وقت سابق لموقع «الخليج الجديد» بشأن «تمويل الإمارات مؤتمر الإرهاب» الذي سيعقد اليوم الأربعاء وغدا الخميس تحت شعار محاربة التطرف والإرهاب ويشارك فيه علماء من الإمارات والسعودية بينما تم منع مشاركة قطر وتركيا.
وقال بيان الأزهر إنَّ «المؤتمر بكلِّ تفاصيله بإشرافٍ وتمويلٍ خالصٍ من ميزانية الأزهر الشريف، وسيحضره ويُشارك فيه أكثر من 700 عالم من كافَّة أرجاء العالم، ورؤساء الكنائس الشرقية، ووفود من 120 دولة».
وسبق أن قالت مصادر أزهرية وإعلامية لـ«الخليج الجديد» أن المؤتمر تشرف عليه وتموله دولة الإمارات وسيكون أبرز المشاركين فيه بدعوات من الإمارات وغالبيتهم من الذين شاركوا في تدشين ما سمي «مجلس حكماء المسلمين» في أبوظبي في 19 يوليو/تموز الماضي وفشل في منافسة «اتحاد علماء المسلمين» الذي يقوده الشيخ «يوسف القرضاوي».
وأكد هذا ضمنا وكيل الأزهر، الدكتور «عباس شومان»، في مؤتمره الصحفي الأحد الماضي للإعلان عن المؤتمر عندما أكد عدم توجيه دعوة لقطر وتركيا، لحضور مؤتمر الأزهر، بدعوي «أن الأزهر لن يمد يده لمن يقفون ضد إرادة المصريين ويعارضون منهجهم في الانطلاق وفق أسس ديمقراطية»، وأشار لأن أبرز الوفود من الإمارات والكويت وعمان، وقال إنه سيتم «تكريم وفود الإمارات والسعودية والكويت، تقديرا لدور بلادهم في دعم ومساندة مصر خلال المرحلة الانتقالية عقب الثورة المصرية في 30 يونيو».
وجاء هذا برغم قول «شومان» إن: «المؤتمر يركز على الجوانب العلمية ولا علاقة له بالسياسة»، وأنه سوف يناقش 5 محاور هي: تصحيح مفاهيم مغلوطة تتعلق بالإسلام ،وتعريف الدولة الإسلامية والخلافة الشرعية، وكذلك مناقشة التطرف وأثره على المجتمع، ومناقشة الإرهاب وأثره في المجتمعات العربية والإسلامية، ووضع رؤية مستقبلية وما الذي يمكن فعله للخروج من هذه الأزمة.
وبحسب مصادر في مشيخة الأزهر الشريف، سيشارك في المؤتمر علماء من كافة أرجاء العالم وممثلو الكنائس الشرقية والغربية، ووفود من 120 دولة.
وقال مراقبون إن القرار الإماراتي الخاص بتصنيف الاتحاد العالمي لعماء المسلمين، الذي يرأسه الدكتور «يوسف القرضاوي»، كمنظمة إرهابية مؤخرا،ثم عقد هذا المؤتمر العالمي للإرهاب في القاهرة برعاية وإشراف الأزهر «متعمد ومقصود» لإفساح المجال للكيان الموازي الذي دشنته الإمارات يوليو/تموز الماضي لكي يكون معبرا عن علماء المسلمين ولكن تحت اسم أخر هو «حكماء المسلمين»، مشيرين لأن مجلس أبوظبي لم يظهر أي نشاط أو فعاليات له منذ ظهور قبل خمسة أشهر لأنه ولد علي عجل ولم ينجح في إثبات وجوده علي الساحة بينما ظل «اتحاد علماء المسلمين» يمارس دورا مؤثرا، وهو ما تطلب استدعاء مؤسسة الأزهر الشريف.
ووجهت انتقادات عديدة من علماء «الاتحاد العالمي» ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس الإماراتي الذي وصفه البعض بأنه يستهدف تبرير العلماء المنضمين له لقمع الحكام لشعوبهم بدعاوي الإرهاب.
وقال سياسيون أن المجلس الإماراتي جاء في الأصل كجزء من المنافسة والصراع الإماراتي القطري، وأن الاستعانة بالأزهر الشريف هذه المرة لتنظيم مؤتمر القاهرة جاءت بهدف استغلال مكانته في توفير ظهير ديني للسياسات الإقليمية التي تتبناها بعض حكومات الخليج والحكومة المصرية.