«شيخ الأزهر» و«بابا الإسكندرية» يفتتحان «مؤتمر الإرهاب» في القاهرة

الأربعاء 3 ديسمبر 2014 10:12 ص

قال الدكتور «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية لـ«مؤتمر الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف»، أن هذا المؤتمر جمع اليوم العديد من الشخصيات البارزة في الشرق العربي والإسلامي، وقد أتى في وقت بالغ الدقة والتعقيد، من حيث الخطر الذي يداهم المنطقة من داخلها وخارجها، مؤكدًا على أن هذا الخطر قد يجني أصحابه ثمارًا هائلة من اقتتال العرب والمسلمين فيما بينهم.

وتابع «الطيب»: «إن تنظيم الدولة الإسلامية يرتكب جرائم بربرية نكراء لمحاولة تصدير إسلامهم المغشوش، بالذبح وقطع رأس كل من يخالفهم الرأي، وأن هذا التنظيم ليس هو الفصيل الوحيد المسلح على الساحة، ولكن هناك ميليشيات طائفية أخرى، تذبح وتهجر أسرًا في العراق وسوريا واليمن»، مشيرًا إلى أن هناك طوائف مذهبية تحاول جر الأوطان إلى ولاءات إقليمية خارجية باسم حقوق الإنسان.

وأكد «الطيب» أن تكفير المسلمين بالذنب، ثم استحلال دمائهم بعد ذلك، هو العامل المشتري الذي يجمع هؤلاء جميعًا، وهو يعيد إلى الأذهان مذاهب قديمة طواها التاريخ، استنادًا إلى فهم خاطئ ومنحرف لنصوص الكتاب والسنة»، مشيرًا إلى أن هؤلاء يقومون بتحريف مفهوم الجهاد، ويقتلون من يشاؤون تحت مسمى الجهاد».

وأشار«الطيب» إلى أن هذه الأفعال من أشنع الأخطاء في فهم الشريعة الإسلامية، لأن الجهاد في الإسلام لم يشرع إلا للدفاع عن النفس والدين والوطن، وإنه لا يجوز لأفراد أو جماعات أن تتولى هذا الأمر بمفردها، مؤكدًا أن تطبيق المفهوم الخاطئ للجهاد، نتج عنه دخول المجتمع في مضطرب الفوضى وهدر الدماء، وهتك الأعراضِ، واستحلال الأموالِ، وهو ما نعانيه اليوم من جراء هذا الفهم الخاطئ المغلوط.

وأضاف «شيخ الأزهر» في كلمته عن وحدة العرب، قائلًا: «رغم الوحدة العربية، من حيث اللغة، والجنس، والعرق، والدين، والتاريخ، وبالرغم من جامعتنا العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والتي قد مضى على إنشائِهما أكثر من نصف قرن، إلا إننا لا نزال نفتقر إلى اتحاد يشبه الاتحاد الأوربي، وهو أمر ممكن، وليس من المستحيلات»، مؤكدًا على أن العرب مؤهلون للقيام بهذا الاتحاد، وقادرون على صنع مثله إن أرادوا.

وأشاد «الطيب» بجهود خادم الحرمين الشريفين، لسعيه الدؤوب من أجل لم شمل الأمة العربية، والتحام الصدع بين الدول، على حد قوله، مطالبًا بضرورة إنجاح هذه الجهود لمواجهة التحديات المشتركة.

من جانبه قال «فيصل المعمر» مستشار بمركز خادم الحرمين الشريفين للحوار، إنه نظرا لما يشهده العالم العربي من صراعات مؤلمة، كان لا بد من عقد مؤتمر الأزهر الدولي لمكافحة الإرهاب، لمعرفة الأسباب التي تؤدى إلى صناعة التطرف، الذي تمارسه الجماعات الإرهابية دينية كانت أو سياسية.

وأوضح «المعمر»، خلال مؤتمر الأزهر الدولي المنعقد منذ قليل لمواجهة الإرهاب، أن أهم أسباب التطرف، هي النظرة الأحادية للدين، ومعارضة كل من يخالف الرأي، منوها إلى أن هناك جماعات كثيرة تستخدم من الدين والسياسة، ستارا لفعل ما يحلو لها.

ولفت إلى أن المملكة العربية عملت على إيقاف النزاعات التي تحدث في أفريقيا الوسطى، منوها إلى أن السعودية ستبذل جهودا حثيثة للقضاء على النزاعات في بقية البلدان.

وأوضح «المعمر»، أن «مؤتمر الملك عبدالله للحوار»، الذي عقد الشهر الماضي في فيينا، ساهم بشكل كبير في القضاء على الفتن الطائفية التي تعانى من بعض البلدان العربية.

وقد افتتح شيخ الأزهر الشريف الدكتور «أحمد الطيب»، والبابا «تواضروس الثاني» بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، أعمال مؤتمر الأزهر الشريف الذي يعقد بعنوان «الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف» بمشاركة نحو 600 من علماء المسلمين من نحو 120 دولة ورؤساء الكنائس الشرقية، وممثلين عن بعض الطوائف الأخرى التي عانت من إجرام الجماعات الإرهابية، وبحضور مفتى مصر الدكتور «شوقى علام» ورئيس ونواب جامعة الأزهر وقيادات الأزهر والأوقاف.

وشارك في الجلسة الافتتاحية «عمرو موسى» وبعض المحافظين والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور «محى الدين عفيفي» وسفراء بعض الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة ورموز الإسلام والمسيحية في عدة دول وممثلون عن الفاتيكان.

وقد صرحت مشيخة الأزهر الشريف أمس الثلاثاء إنها تقدر دور دولة الإمارات العربية المتحدة الرائد في «دعم الدائم للأزهر الشريف»، ولكنها نفت ما قالته مصادر في مشيخة الأزهر في وقت سابق لموقع «الخليج الجديد» بشأن «تمويل الإمارات مؤتمر الإرهاب» الذي بدأ اليوم ويستمر غدا الخميس تحت شعار محاربة التطرف والإرهاب ويشارك فيه علماء من الإمارات والسعودية بينما تم منع مشاركة قطر وتركيا.

وسبق أن قالت مصادر أزهرية وإعلامية لـ«الخليج الجديد» أن المؤتمر تشرف عليه وتموله دولة الإمارات وسيكون أبرز المشاركين فيه بدعوات من الإمارات وغالبيتهم من الذين شاركوا في تدشين ما سمي «مجلس حكماء المسلمين» في أبوظبي في 19 يوليو/تموز الماضي وفشل في منافسة «اتحاد علماء المسلمين» الذي يقوده الشيخ «يوسف القرضاوي».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر الأزهر شيخ الأزهر أحمد الطيب الإرهاب التطرف السعودية خادم الحرمين الإمارات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي مجلس الحكماء

رئيس الاستخبارات السعودي يشارك في مؤتمر الأزهر الشريف لمكافحة "الإرهاب" بالقاهرة

الأزهر يؤكد دور الإمارات في دعمه .. لكن «مؤتمر الإرهاب» بتمويل خاص من ميزانية المشيخة

الإمارات تمول «مؤتمر الأزهر» عن ”الإرهاب“ بحضور 120 دولة وتستبعد قطر وتركيا

حضور ضعيف في مؤتمر الأزهر يغلب عليه أعضاء «مجلس الحكماء» الإماراتي

مؤتمر الأزهر يدعو الغرب لعدم استثمار ”تطرف“ داعش لتقديم صورة مشوهة عن الاسلام

شيخ الأزهر يشيد بدور العاهل السعودي في تحقيق «الأمن والسلام العالمي»

الأزهر يعكف على إعداد وثيقة جديدة ضد «الإرهاب»

العاهل السعودي يتكفل بإقامة كليات جديدة لـ«بنات الأزهر»

رئيس الوقف الشيعى العراقى: ننتظر بفارغ الصبر زيارة شيخ الأزهر بلادنا ولقاءه بـ«السيستاني»

شيخ أزهري: 25 يناير ليست ثورة و«السيسي» أتى بطريقة «نورانية»

الأزهر ينفي وجود قيادات «إخوانية» في صفوفه أو تعيين «عميد داعشي» بإحدى كلياته

مصر: إحالة «محمد عمارة» لنيابة أمن الدولة العليا بتهمة «إهانة المسيحية»

تقرير أمني مصري يتهم «الإخوان» بتجنيد طلاب الأزهر الوافدين لصالح «الدولة الإسلامية»

كاتب مصري علماني: الفتوحات الإسلامية «احتلال» والأزهر منظمة «إرهابية»

بعد مقاطعة .. «الأزهر» و«الفاتيكان» يتفقان على استئناف الحوار بينهما

في سابقة هي الأولى تاريخيا.. شيخ الأزهر في الفاتيكان الإثنين

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يتفقان على عقد مؤتمر عالمي للسلام