قال «محمد مطر الكعبي»، الأمين العام بوزارة الأوقاف الإماراتية، إن دولته نجحت في «توجيه الخطاب الديني لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تدعو إلى الخروج على الحاكم».
وفي كلمته التي ألقاها خلال ثاني أيام المؤتمر الدولي لمواجهة الإرهاب برعاية مؤسسة الأزهر، والذي انعقد في أحد الفنادق بالقاهرة، أكد أنه «تم التنبيه على المساجد بعدم السماح لأحد إلقاء محاضرة دون تصريح»، مشيراً إلى أن خطة الأوقاف الإماراتية «تركز على غرز الإسلام والفكر الوسطي في المجتمع».
وأضاف أن الدولة تشرف على إذاعة القرآن الكريم، ويتم إعداد خطبة من خلال لجنة في الأوقاف، كما تعمل على ضبط المطبوعات والكتب ذات الصبغة الدينية.
كما أشاد «الكعبي» بما قال أنه «دورا هامًا للأزهر الشريف في موجاهة التطرف والإرهاب، والحفاظ على الوسطية والاعتدال». وتابع مستنكرا: «الكثير من دول العالم عانت كثيرا فى الفترة الأخيرة وخروج الشعوب على حكامهم وظهور التفرقة بين أبناء الشعب الواحد»، وهو ما أفضى برأيه إلى ظهور ما أسماها بـ«الفرق الضالة والأفكار المتطرفة».
وأوضح، أن العالم العربى والإسلامى شهدا في الفترة الأخيرة، أحداثا لم يشهداها من قبل، كان أهمها خروج الناس على حكامهم، ما أدى إلى تفرقة البلاد إلى شيع وجماعات ووجود طوائف كثيرة تعيث في الأرض فسادا، وتتخذ من الدين مطية لأفعالها وهو منها براء.
كما استعرض «الكعبي» خلال كلمته، خطة الإمارات العربية المتحدة لـ «ضبط الخطاب الدينى»، والقضاء على أي بوادر للتطرف أو الإرهاب، موضحا أن الإمارات اتبعت منهجا جديدا يبعدها عن المذهبية، وهو «اختيار الأئمة والخطباء بعناية وتوفير رواتب ومساكن جيدة لهم، للوصول إلى خطاب دينى جيد».
وأشار المسؤول الإماراتي إلى أنه تم توحيد دروس المساجد، التي تلقى بمعدل خمس مرات أسبوعيا، وتم تنظيم خطة الوعظ الموحد على مستوى الدولة وكلها تركز على غرس ثقافة الوسطية في المجتمع، وأيضا قيام الدولة بالإشراف على إذاعة القرآن الكريم. كما لفت إلى أنه تم ضبط الفتوى من خلال المركز الذي تم إنشاؤه كأول مركز في العالم العربى وضبط المطبوعات والإًدارات الدينية أيضا، والتأكد من أنها لا تحتوى على التطرف والتشدد وكذلك الكتب المدرسية.
موضحًا أنه تم توحيد خطبة الجمعة لتتناسب مع الاحتفالات الاجتماعية والدينية من خلال لجنة مختصة تركز على الوعى الدينى والأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة والتعايش والتأكيد على الانتماء للوطن، وعدم السماح باستغلال الخطبة للترويج للأمور السياسية، أو أي موضوعات تحض على الكراهية، ويتم نشرها على الموقع الإلكترونى.
واختتم «الكعبي» كلمته بالإشارة إلى أنه يتم العمل في المدارس والجامعات على «تعزيز منهج الاعتدال والوسطية، والتحذير من الجماعات التي اختطفت الدين»، على حد قوله.
يذكر أنه كما توقع «الخليج الجديد» غلب علي الحضور في المؤتمر، الحضور الإماراتي والسعودي وعلماء ما يسمي «مجلس حكماء المسلمين» الذي شكلته الإمارات في يوليو/تموز الماضي لمنافسة «اتحاد علماء المسلمين» الذي يرأسه «الشيخ القرضاوي»، وتحول اليوم الأول الأبرز للمؤتمر الأربعاء لمناقشة الحوار بين الأديان والسنة والشيعة بعد مشاركة وفد إيراني، والتوافيق المسيحي الإسلامي بسبب مشاركة العديد من الرموز المسيحية من العالم العربي ومصر.
وكان أبرز الحضور الشيخ «عبدالله بن بيه»، عضو «مجلس حكماء المسلمين» الإماراتي، والشيخ «إبراهيم صالح» مفتي نيجيريا وعضو بالهيئة التأسيسية لـ«مجلس حكماء المسلمين»، والدكتور «قريشى شهابي»، عضو «مجلس حكماء المسلمين»، والشيخ «قيس آل مبارك»، عضو «هيئة كبار العلماء» بالسعودية، والشيخ «نعيم ترنافا»، مفتى جمهورية كوسوفا الذي شارك في تأسيس« مجلس حكماء المسلمين»، والشيخ «عبد اللطيفدريان» مفتي لبنان، و«عمر ساه» نائب وزير الشؤون الدينية في جامبيا و«أبوبكر فانو» ممثل غينيا، وعدد من المسيحيين منهم الأب «بولس مطر»، رئيس أساقفة بيروت للموارنة.
وغلب علي كلمات عددٌ من رموز المؤتمر الحديث حول حوار الأديان والتوافق بين المسيحية والإسلام ومحاربة الغلو في الدين، كما شارك في المؤتمر وفد إيراني برئاسة «أحمد مشاء الله» رئيس بعثة إيران وقالت مصادر مسؤولة بالأزهر إن مشاركة إيران تأتي ضمن مشاركة 120 دولة عربية وإسلامية وأجنبية في فعاليات المؤتمر الذي يبحث على مدى يومين السبل الكفيلة بمواجهة التطرف والإرهاب باسم الدين والتي انتشرت وتزايدت مؤخرا.