طالبت عشائر شيعية عراقية، سكان محافظة ديالى شمال شرق العراق، بدفع دية أبنائها في صفوف «الحشد الشعبي» الذين قتلوا على يد «الدولة الإسلامية» خلال المعارك التي جرت في المحافظة، محذرين سكان المحافظة السنة من الامتناع عن ذلك.
وقال مصدر عشائري في منطقة «نهر الإمام»، ذات الغالبية السنية في محافظة ديالى، في حديث لـ«الخليج أونلاين»: «تفاجأنا قبل يومين بزيارة وفد عشائري من العشائر الشيعية إلى مدينة نهر الإمام مطالبين سكان المدينة بدفع دية أبنائهم الذي قتلوا على يد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» أثناء عملية استعادة المحافظة».
وأضاف المصدر: إن «الوفد طالب سكان المدينة بدفع مبلغ قدره 125 مليون دولار كدفعة أولى دية عن مجموعة من عناصر الحشد الشعبي الذين قتلوا في منطقة نهر الإمام»، وأشار إلى أن «الوفد حذر الأهالي من الامتناع عن دفع المبلغ، مهدداً إياهم بالقتل»، فيما اعتبر سكان المحافظة هذه المطالب بأنها «حكم القوي على الضعيف»، وليس لها أي وجه حق.
وقال الشيخ «فهد العزاوي»: إن «العشائر الشيعية استغلت نفوذها الواسع في المؤسسات الأمنية في الحكومة، بالإضافة إلى انتماء أعداد كبيرة من أبنائها إلى مليشيا الحشد الشعبي، الذي يعد أقوى سلطة في البلد، لفرض سطوتها على السنة في محافظة ديالى».
وأضاف: إن «مسألة تعويض القتلى هي مجرد حجة، وأنها ضغط جديد على أبناء المحافظة»، وأشار إلى أنهم خيروا الأهالي بين ثلاثة خيارات: «إما دفع الدية، أو الرحيل وترك منازلهم، أو المواجهة».
وتابع: إن «بعض العشائر السنية في ديالى وافقت على دفع الدية لكونهم لا حول لهم ولا قوة، بسبب تجريد سكان المحافظة من السلاح والاعتقالات والاغتيالات والتهجير طوال السنين التي أعقبت الاحتلال الأمريكي، لا سيما خلال السنوات الأربع الماضية».
واستطرد «العزاوي»: «في الوقت الذي ننتظر فيه إعلان نتائج اللجان التحقيقية بخصوص المجازر التي ارتكبتها المليشيات بحق أهلنا في محافظة ديالى، ومحاسبة مرتكبيها، تفاجأنا اليوم برد قاس لا يختلف عما قامت به المليشيات من جرائم»، على حد تعبيره.
وكانت مصادر قبلية قد ذكرت في وقت سابق أن الميليشيات الشيعية المرافقة للقوات الحكومية قامت بإعدام 71 شابا من النازحين السنة في قرية «بروانة» التابعة لناحية «أبي صيدا» في المقدادية بمحافظة ديالى، غالبيتهم نازحون من عشيرة الجبور.
وكانت منطقة «نهر الإمام» الواقعة على طريق (بلدروز- الهارونية) شرق قضاء المقدادية من المناطق الآمنة وبعيدة عن الأماكن التي حدثت بها صراعات ومشاكل، إلاّ أن الميليشيات استهدفتها وتطالبها اليوم بدفع ثمن قتلاها.