اتفاق بين العشائر والفصائل المسلحة على تغيير محافظ الأنبار

السبت 6 ديسمبر 2014 06:12 ص

اتفق عدد من شيوخ العشائر في الأنبار، وقادة الفصائل المسلحة ورجال دين عراقيين، على إجراء تغييرات سياسية في المحافظة، منها اختيار محافظ جديد خلفاً للمحافظ المصاب «أحمد الذيابي».

ودعت المحافظة الدول العربية إلى تسليح أبنائها، أسوة لما قالوا أنه «تسليح إيراني للحشد الشعبي».

وقال مصدر سياسي في الأنبار لصحيفة «الحياة» اللندنية أمس الجمعة، إن «الجهود الأمنية التي تشهدها المحافظة ترافقها جهود سياسية لإحداث تغييرات في تشكيلة الحكومة المحلية، فبعض أعضائها أصبح غير مرغوب فيه، خصوصاً المحافظ، المتهم بالوقوف وراء الموافقة على رفع خيم المعتصمين نهاية العام الماضي».

وأشار المصدر إلى أن ائتلاف «متحدون» بكل مكوناته يسيطر على مجلس المحافظة ويعقد اجتماعات لاختيار بديل للمحافظ تقبل به العشائر ورجال الدين والفصائل التي طلبت تغيير عدد من المسؤولين المحليين.

لكن الحكومة الاتحادية قررت تمديد إجازة المحافظ الذي يتلقى العلاج في أحد المستشفيات الألمانية منذ أسابيع. بيد أنها غير متحمسة للتغيير، وفقا للصحيفة.

وكان ائتلاف «متحدون»، بزعامة نائب رئيس الجمهورية العراقية «أسامة النجيفي»، قد اختار «أحمد الذيابي» محافظًا، وهو مستقل وترشح باعتباره أحد قادة التظاهرات السلمية في الأنبار، ولكن «الذيابي» فقد شعبيته بعد تسريب تسجيل فيديو لاجتماع ضم أعضاء مجلس المحافظة مع رئيس الحكومة «نوري المالكي» قال خلاله إن التظاهرات تضم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، وقد تعرض لإصابة في سبتمبر/أيلول الماضي أثناء زيارته أحد مواقع القتال في قضاء حديثة غرب المحافظة.

إنشاء «صندوق تبرعات» لتسليح العشائر ضد «الدولة الإسلامية»

وعلى الجانب الآخر، أعلن رئيس مجلس المحافظة «صباح كرحوت» أن المجلس قرر «إنشاء صندوق لجمع تبرعات من الدول العربية وأصحاب رؤوس الأموال لشراء السلاح لأبناء العشائر بهدف مواصلة قتال داعش». وأضاف في بيان الجمعة، أن «مجلس الأنبار يطالب الدول العربية وأصحاب رؤوس الأموال والتجار وشيوخ العشائر بالتبرع لهذا الصندوق للمساهمة في دعم مقاتلي العشائر». وأبدى رئيس «مؤتمر صحوة العراق» الشيخ «أحمد أبو ريشة» ترحيبه بأي دعم من الدول العربية التي لديها رغبة وقدرة على تسليح عشائر المحافظة، واشترط أن يكون التسليح عبر الحكومة الاتحادية.

وقال «أبو ريشة» في البيان، إن «إيران تساهم في تسليح الحشد الشعبي، وألمانيا وبعض دول الاتحاد الأوربي تقدّم مساعداتها إلى الأكراد في إقليم كردستان، في حين أن المعارك تدور الآن في الأنبار وفي صلاح الدين، وإذا كانت هناك دول عربية لديها الرغبة والقدرة على تسليح العشائر، فهذا مرحب به، شرط أن يكون عبر الحكومة المركزية».

وأضاف أن «التسليح إذا كان عبر جهود شخصية ومن دون ضوابط، فسيصبح الأمر كأنه إضافة ميليشيات جديدة، ويكون الوضع الأمني في العراق على كف عفريت»، ودعا الجميع الى «شد أزر الدولة العراقية واحترام مؤسساتها، والإفادة من دروس الماضي وعدم تكرارها، لأن ذلك سيجعل البلاد نهباً للأجندات والمشاريع الخارجية».

تجاوب الولايات المتحدة مع مقترح «تسليح السنة»

إلى ذلك، قال محافظ نينوى «أثيل النجيفي» الذي يزور الولايات المتحدة منذ أيام، أنه وجد تجاوبًا من المسؤولين الأميركيين في عدد من مطالب عرضها عليهم «أهمها تسليح المحافظات السنية».

وأوضح في بيان أمس، أنه بحث مع عدد المسؤولين في الحكومة الأميركية «الإسراع في تحرير الموصل من داعش»، وأشار إلى أن «الحرب تجري على أرض السنة العرب، وينبغي حصولهم على الأسلحة لمقاتلة التنظيم، ومن غير الصائب أن يتم تجنيبهم الحرب أو يتم القتال نيابة عنهم فهم مستعدون للمحاربة ويريدون الدعم». مردفًا أن «الإدارة الأميركية أبدت تفهماً لهذه الطروحات ووعدت بالإسناد لتحرير الموصل».

المشهد الميداني بمختلف المحافظات

ميدانياً، أعلن قائد الشرطة في محافظة الأنبار اللواء الركن «كاظم محمد الفهداوي» أمس، أن «أفراد الشرطة في الرمادي يقاتلون مع إخوانهم من القوات الأمنية الأخرى، بمساندة مقاتلي العشائر بكل شجاعة وشراسة للدفاع عن الرمادي في كل القواطع والاتجاهات». وأضاف أن «أفراد الشرطة استطاعوا أن يصدوا هجمات داعش الإرهابي على الرمادي والمجمع الحكومي وأبعدوه مسافات كبيرة بعد تكبيده خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات».

في صلاح الدين، شمال بغداد، أفاد مصدر أمني بأن قصفاً جوياً استهدف صباحاً مواقع لتنظيم الدولة في ناحية يثرب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين من التنظيم وإصابة 13 آخرين. وأضاف أن عناصر التنظيم نقلوا جثث القتلى والمصابين بالزوارق عبر دجلة إلى منطقة بيشكان، شرق الضلوعية. وأشار إلى أن التنظيم استطاع السيطرة على منطقة البوجواري القريبة من منطقة الفتحة ومصفاة بيجي، على رغم الغارات الجوية على المهاجمين».

وفي الموصل، أفاد شهود بأن طيران التحالف الدولي نفذ أمس ضربة استهدفت مواقع وتجمعات «داعش» في ناحية بعشيقة. كما كانت مدينة الصدر وكركوك قد شهدتا ليل الخميس وصباح الجمعة هجمات بسيارات مفخخة استهدفت أسواقاً شعبية وأسفرت عن قتل وجرح العشرات. ما أسفر عن مقتل 18 شخص مساء الخميس في هجوم في حي تقطنه غالبية من الأكراد في مدينة كركوك، بينما أودى هجومان آخران بـ 15 شخصاً في حي شيعي ببغداد.

وفي شمال كركوك، أعلن عقيد في الشرطة أن سيارة مفخخة انفجرت «في شارع مكتظ جداً فيه مطاعم ومحلات، والأضرار جسيمة»، مشيرًا إلى سقوط 18 قتيل و22 جريح.

وفي شمال بغداد، أعلنت مصادر طبية وأمنية، أن 15 شخصاً على الأقل قتلوا وجرح 47 في انفجار سيارتين مفخختين في شوارع مكتظة في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية. وأسفر الانفجار الأول عن قتل تسعة أشخاص على الأقل و25 جريحاً، في حين أسفر الثاني عن قتل ستة أشخاص وجرح 12 شخصًا.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة اللندنية

  كلمات مفتاحية

العراق الأنبار تسليح العشائر السنية تفجير بغداد شرطة هيوستن

استياء أمريكي من تباطؤ بغداد في تسليح العشائر السنية بالأنبار

«السيستاني» يطالب الحكومة العراقية بمساعدة العشائر السنية ضد «الدولة الإسلامية»

مساع أمريكية لتدريب وتسليح القبائل السنية في الأنبار العراقية

مرة أخرى .. الأنبار ساحة رئيسية للمعركة بمواجهة "الدولة الاسلامية"

ما علاقة كردستان بالعشائر السنية المسلحة؟!

مسؤول عراقي يقر بعدم القدرة على هزيمة «الدولة الإسلامية» بدون تدخل القوات الأمريكية

عشائر شيعية تطالب سنة ديالي بدفع دية لقتلى «الحشد الشعبي» وتهددهم بالقتل

الأردن والسعودية نحو دعم العشائر العراقية

واشنطن تدرب أبناء العشائر العراقية لمحاربة «الدولة الإسلامية»