مسؤول عراقي يقر بعدم القدرة على هزيمة «الدولة الإسلامية» بدون تدخل القوات الأمريكية

الأحد 14 ديسمبر 2014 01:12 ص

دقت عشائر الأنبار ناقوس الخطر أمام تقدم مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» في المحافظة وأقرّت بأن هزيمتها أمام التنظيم شبه مؤكدة في ظل ضعف التسليح إضافة إلى وجود أجندات سياسية تحاول تكرار سيناريو الموصل، لافتة إلى أن العتاد نفد من مقاتلي عشيرة البونمر، في الوقت الذي سيطر فيه مقاتلو التنظيم على ناحية الوفاء جنوب الرمادي، فيما قتل نحو 90 من مقاتلي التنظيم في معارك وقصف جوي.

من جهته، قال عضو الحكومة المحلية في محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، «أركان الطرموز»، إن المعارك الدائرة حالياً في المحافظة لن تغير كثيراً من الواقع ضد «الدولة الإسلامية» ما لم يتم تغيير خطط العمليات القائمة حالياً هناك.

وأضاف أن معارك تطهير الأنبار لا جدوى منها ما لم يتم تغيير خطط العمليات والتوجه نحو تحرير الشريط الحدودي العراقي السوري من سيطرة التنظيم كونه يعد خطاً استراتيجياً لـ«الدولة الإسلامية» لتأمين المؤن والمعدات والأسلحة والعناصر، حيث الحدود مفتوحة على مصراعيها، مضيفاً أن القوات الأمنية من الجيش والشرطة مستمرة في التصدي لهجمات التنظيم في مختلف قواطع العمليات في المحافظة بمساندة أبناء العشائر غير أنَ عمليات تهريب الأسلحة إلى داخل العراق عبر الشريط الحدودي مع سوريا يجعل من العمليات العسكرية التي تستهدف تطهير مدن المحافظة غير مجدية بشكل فعلي ما لم تتم السيطرة على الحدود العراقية السورية لقطع خطوط الإمداد.

من جانبه قال «مال الله العبيدي»، رئيس مجلس ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار غربي العراق، إنه لا يمكن تحرير المحافظة والعراق بوجه عام من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» دون تدخل القوات الأمريكية.

وفي تصريح لـ«وكالة أنباء الأناضول»، أوضح «العبيدي»، أن ما تمر به محافظة الأنبار والعراق بوجه عام من تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية» وسيطرته على غالبية المناطق في الأنبار، ما هو إلا بسبب قلة الدعم الحكومي لمقاتلي العشائر من التسليح والتجهيز، وأضاف أن قوات الأمن ومن يساندونها من مقاتلي العشائر تقاتل «الدولة الإسلامية» منذ سنة كاملة ولم تحرز تقدما على الأرض، وهذا بسبب نوعية الأسلحة التي تمتلكها تلك القوات والتي نعتبرها ضعيفة أمام أسلحة وإمكانيات تنظيم «الدولة الإسلامية».

 من جانب آخر، قال «العبيدي»، إن قوة من الجيش والشرطة صدت في ساعة متأخرة من ليلة أمس هجوم انتحاريا بسيارة ملغومة حاول استهداف سيطرة (نقطة) أمنية مشتركة للجيش والشرطة في وسط ناحية البغدادي 90كم غرب الرمادي.

وأضاف أن القوات الأمنية استطاعت قتل الانتحاري وتفجير سيارته قبل وصوله السيطرة الأمنية، دون وقوع خسائر مادية أو بشرية في صفوف القوات الأمنية، مشيرا إلى أن الانتحاري تسلل إلى ناحية البغدادي قادما من الصحراء من الجهة الشمالية الغربية لناحية البغدادي، ورصدته قوات الأمن وتابعته حتى قبل وصوله إلى السيطرة الأمنية وقتلته.

كما أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار «صباح كرحوت»، عن مقتل أكثر من 35 عنصراً من «الدولة الإسلامية» بقصف جوي استهدف تجمعات التنظيم في قضاء هيت استعدادا للهجوم على القضاء المحافظة.

وقال «كرحوت» إن «طيران الجيش والتحالف الدولي شن عدداً من الضربات الجوية على مواقع وتجمعات تنظيم الدولة الإسلامية في بعض مناطق الأنبار»، وأكد «كرحوت»، أن الحكومة وعدت بإرسال تعزيزات عسكرية عاجلة إلى المحافظة لخطورة الوضع الأمني فيها، وقال في بيان، أول أمس، إنه اتصل هاتفيا برئيس مجلس النواب، «سليم الجبوري»، وبمكتب رئيس الوزراء، «حيدر العبادي»، وأبلغهما بخطورة الوضع في المحافظة، مشيرا إلى أهمية إرسال تعزيزات عسكرية عاجلة إلى المحافظة، مضيفا أن الحكومة وعدت بإرسال تعزيزات عسكرية عاجلة، وتكثيف طيران التحالف الدولي والعراقي لقصف مواقع «الدولة الإسلامية»، فضلا عن توفير السلاح للقوات الأمنية والعشائر بالأنبار في أسرع وقت.

من جهته أكد الشيخ «نعيم الكعود»، أحد شيوخ عشيرة البونمر في الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأوضاع في الرمادي باتت حرجة إلى حد كبير، وهو ما حذرنا منه قبل أيام، وأطلقنا نداء إلى الحكومة بأننا لن نكون قادرين على القتال لمدة 5 أيام لنفاد أسلحتنا»، مشيرا إلى «أننا طالبنا أيضا، في حال عدم قدرة الدولة على تجهيزنا بالأسلحة المطلوبة، فإننا يمكن أن نشتري السلاح كعشيرة ويسجل على ذمتنا لخشية أطراف معينة بأن هذا السلاح يمكن أن يتحول إلى مقدمة لتشكيل ميليشيا، وهو ليس مطلبنا، بل نحن، ومثلما يعرف الجميع، مستهدفون بالدرجة الأولى من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في الأنبار»، وقتل التنظيم حتى الآن أكثر من 700 شخص من العشيرة بمن فيهم نساء وأطفال.

وأوضح «الكعود»، إن «سقوط مدينة الرمادي وما تبقى من مدن الأنبار خلال الأيام القليلة المقبلة بيد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية»، شبه مؤكد في حال استمرار ضعف تسليح القوات الأمنية ومقاتلي العشائر من قبل حكومة بغداد والقيادات العسكرية في وزارتي الدفاع والداخلية، التي تجاهلت كل المناشدات لإنقاذ الأنبار التي هي على وشك السقوط بيد «الدولة الإسلامية» بالكامل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العراق الدولة الإسلامية التحالف الدولي الأنبار حيدر العبادي عشائر البونمر

«الدولة الإسلامية» يسيطرعلى مزيد من المناطق في الأنبار

اتفاق بين العشائر والفصائل المسلحة على تغيير محافظ الأنبار

مقتل قياديين بـ«الدولة الإسلامية» في قصف للتحالف الدولي على الأنبار

استياء أمريكي من تباطؤ بغداد في تسليح العشائر السنية بالأنبار

مساع أمريكية لتدريب وتسليح القبائل السنية في الأنبار العراقية

مرة أخرى .. الأنبار ساحة رئيسية للمعركة بمواجهة "الدولة الاسلامية"

هيئة علماء المسلمين بالعراق ترفض نشر قوات دولية في الأنبار

«الدولة الإسلامية» تعدم 13 عنصرا من العشائر السنية شمال بغداد