شن تنظيم «الدولة الإسلامية» هجوماً واسعاً على مواقع قوات الأمن في محافظة الأنبار وسيطر على بعض المناطق جنوب الرمادي، بينها أجزاء من قضاء «هيت». وحمّلت العشائر الحكومة مسؤولية ذلك، لتأخرها في تسليح أبنائها.
وقال ضابط رفيع المستوى في قيادة عمليات الأنبار في تصريح لصحيفة «الحياة» أمس، إن «داعش شن هجوماً على مناطق متفرقة في المحافظة فجر اليوم (أمس) تحت سيطرة قوات الأمن والعشائر»، وأوضح أن «الهجوم شمل أجزاء من الرمادي وقضاء هيت».
وأكد أن «التنظيم سيطر على أجزاء من ناحية الوفاء، جنوب الرمادي، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش والعشائر، استمرت ساعات بسبب غياب الغطاء الجوي، ما اضطر قوات الأمن إلى الانسحاب موقتاً». وأضاف أن «التنظيم سيطر أيضاً على منطقة الكيلو 18 قرب الخط السريع، بعد أربعة أشهر من تحرير المنطقة»، وأكد أن «من السهل استرجاع هذه المناطق».
من جهته، طالب رئيس مجلس محافظة الأنبار «صباح كرحوت» في بيان أمس، القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الحكومة حيدر العبادي) بإرسال طيران الجيش بشكل «عاجل وفوري» إلى ناحية الوفاء جنوب الرمادي.
وقال إن «الناحية تعيش وضعاً صعباً للغاية وهناك مواجهات واشتباكات بين القوات الأمن، تساندها العشائر لصد الهجوم».
وتعد «ناحية الوفاء» الشريان الرئيس الذي يربط الرمادي بالمدن الغربية ومنافذ المحافظة الحدودية غرباً بمنفذ طريبيل والتنف، وجنوباً مع محافظة كربلاء.
وحمّل «شعلان النمراوي»، وهو أحد شيوخ الأنبار، الحكومةَ الاتحادية مسؤولية «الانتكاسة الأمنية» التي تعرضت لها المحافظة أمس، بسبب تباطئها في تسليح العشائر.
وقال إن «الحكومة وعدتنا بتحرير قضاء هيت بعدما تم تشريدنا منه، وحشدت قوات كبيرة انضم اليها المئات من أبناء قبيلتي وعناصر من الحشد الشعبي، وتقدمت بشكل جيد ولكنها توقفت لأسباب غير معروفة». وأضاف أن «الهجوم على هيت توقف منذ أيام، ما سمح لتنظيم داعش الذي حوصر في مركز القضاء، بالتخطيط لفك الحصار، وهذا ما حصل أمس، إذ هاجم عناصر التنظيم عدداً من المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الأمنية وسيطر عليها مع العتاد العسكري في الثكنات»، مشيرا إلى أن «التنظيم هاجم أيضاً مناطق قريبة من ناحية البغدادي، وقد يواصل الهجوم على مناطق أخرى. كل ذلك بسبب تباطؤ الحكومة في تسليح القبائل وأبناء العشائر الذين وقفوا إلى جانب القوات الأمنية في أحلك الظروف».
من جهة أخرى، نشر الحساب الرسمي لتنظيم «داعش» على «تويتر» أمس، صور عدد من عناصره وعرباته في الأنبار، بعد الهجوم الذي نفذه أمس.
وفي كربلاء، أفاد مصدر أمني أن خمسة أشخاص قتلوا جراء سقوط قذائف هاون على المدينة التي يؤمها ملايين الزوار لإحياء أربعينية الإمام الحسين.
وأوضح أن نحو 13 قنبلة هاون سقطت الليلة قبل الماضية في مناطق حي النصر ومدخل شارع النجف. لكنها لم تسفر عن إصابات، إذ إنها انفجرت في مناطق غير مأهولة. ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال شخصين يستقلان سيارة «كيا» محملة بالقذائف.
فيما تواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن وتنظيم «داعش» في سامراء، شمال بغداد في ناحية المعتصم، وأوضح بيان لوزارة الدفاع أن «قوة من قيادة عمليات سامراء، بالتنسيق مع صقور الجو الأبطال، تمكنت من قتل 15 من إرهابيي داعش وتدمير وحرق عربة محملة أحادية في منطقة الصعيوية في ناحية المعتصم».
وأضاف أن «القيادي في التنظيم «سمير عبد ضاحي» الطائي وخمسة من مساعديه، قتلوا أثناء فرارهم من ناحية دجلة باتجاه قضاء الدور».
وفي ديالى، شمال شرقي بغداد، أفاد مصدر في الشرطة بأن «مسلحين مجهولين أطلقوا أمس ثلاث قذائف هاون على حسينية وسط قضاء المقدادية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مصلين وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة».