أكد قائد عمليات الأنبار اللواء الركن «قاسم المحمدي»، خلال مؤتمر صحافي أمس بعد اجتماع مع عدد من شيوخ العشائر وصول تعزيزات عسكرية إلى المحافظة، وقال إن القوات الأمنية نفذت هجمات اعتراضية على جبهات القتال في شمال وغرب الرمادي أسفرت من قتل وإصابة العشرات من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وطالب عدد من شيوخ العشائر خلال المؤتمر الصحافي في بيان باسم الرمادي دعوة المرجعية الدينية في النجف إلى إرسال عناصر «الحشد الشعبي» إلى المحافظة للمشاركة في محاربة التنظيم.
وأوضح البيان أن «الأنبار لا ينقصها الرجال ليحتاجوا إلى أبناء عمومتنا في جنوب العراق، وإنما ينقصنا السلاح، وعناصر الحشد الشعبي تمتلك تسليحا كبيرا بينما لا يمتلك أبناء الأنبار أسلحة كافية لمواجهة التنظيم».
ودعا البيان «مجلس محافظة الأنبار إلى تقديم طلب رسمي إلى الحكومة الاتحادية لإرسال عناصر الحشد إلى المحافظة للمشاركة في العمليات العسكرية الجارية ضد التنظيم.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر أمنية وعشائرية عراقية إن تنظيم «الدولة الإسلامية» استنفر عناصره في الأنبار استعدادا للهجوم على معاقل الجيش في المحافظة.
إلى ذلك، أعلنت القوات الأمنية في سامراء بمحافظة صلاح الدين حظر التجول في المدينة، بعد تلقيها معلومات عن هجوم وشيك لـ»الدولة الإسلامية».
وقال ضابط كبير في قيادة العمليات في سامراء، إن قوات الأمن قررت حظر التجول عقب هجمات على ثكنات الجيش وعناصر «الحشد الشعبي» في أطراف المدينة الجنوبية والشرقية. وأضاف إن اشتباكات بين قوات الجيش و«الحشد الشعبي» من جهة، و«الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، وقعت في قرى جنوب المدينة، إضافة إلى مناطق المشاهدة والنباعي والكسارات.
وطالب مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين البرلمان بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب سقوط مدن في المحافظة بيد تنظيم «الدولة الإسلامية» على غرار لجنة تقصي أسباب سقوط الموصل.
وجاء في بيان للمجلس أمس أن «من الضروري تشكيل لجنة من مهنيين أكفاء للتحقيق في أسباب سقوط مدن صلاح الدين وأسباب انهيار المنظومة الأمنية في المحافظة ومقتل الآلاف من المواطنين الأبرياء ونزوح مدن بكاملها في ظروف قاسيه وصعبة، على غرار اللجنة التي تشكلت بخصوص الموصل».
وأكد «أهمية تحديد المقصرين وإحالتهم على القضاء وتشكيل محكمة خاصة بجرائم «الدولة الإسلامية» التي ارتكبها عناصر التنظيم بعد العاشر من يونيو/حزيران الماضي.
وبعد يوم على سقوط الموصل في 10 يونيو/حزيران الماضي سقطت مدن تكريت وبيجي والشرقاط والدور واجزاء من سامراء وبلد.
من جهته قال «شعلان النمراوي» أحد شيوخ عشائر الأنبار إن «معلومات استخباراتية حصلت عليها القوات الأمنية في قضاء هيت تفيد أن زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي استنفر عناصر التنظيم في المحافظة لشن هجوم واسع على معاقل الحكومة».
وأضاف أن «الهجمات تشمل قضاء حديثة وناحية البغدادي ومناطق غرب الأنبار وشرق الفلوجة، ما دفع القوات الأمنية والعشائر من مقاتلي البونمر والجغيفي والفهداوي إلى اتخاذ إجراءات احترازية».
وللمرة الأولى منذ سقوط الفلوجة بيد «الدولة الإسلامية» يعقد قائمقام المدينة الجديد فيصل العيساوي اجتماعا مع مسؤولين أميركيين وشيوخ عشائر المدينة الفارين منها للبحث في مصير المدينة التي لم تشهد أي عملية عسكرية لتحريرها.
وقال «العيساوي» أمس إن «الاجتماع خرج بدعوة الحكومة الاتحادية إلى تشكيل قوة أمنية عشائرية في ناحية عامرية الفلوجة تأخذ على عاتقها تحريرها وقد وافقت وقررت تشكيل لواء من 3 آلاف عنصر لهذا الغرض».
والفلوجة أولى المدن التي سقطت في يد «الدولة الإسلامية» مطلع العام الماضي، وفشلت العديد من العمليات العسكرية في تحريرها، فيما تمكن عناصر التنظيم من مد نفوذهم إلى قرى وبلدات مجاورة، خصوصا بلدتي الكرمة والخالدية.
وفي سياق متصل أفاد مصدر في وزارة الداخلية في بغداد أن عبوة ناسفة انفجرت أمس قرب سوق شعبية في منطقة حي الأمين أسفرت عن قتل شخص وإصابة سبعة آخرين.
وأضاف إن عبوة ناسفة ثانية انفجرت أمس مستهدفة دورية للجيش لدى مرورها في ناحية المشاهدة التابعة لقضاء الطارمية ما أسفرت عن قتل أحد عناصر الدورية وإصابة أربعة آخرين.
في غضون ذلك تعهد الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» أمس الثلاثاء بالعمل مع المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين من أجل تفويض رسمي لاستخدام القوة العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
جاء ذلك خلال اجتماع مع قادة «الكونجرس» من الحزبين في البيت الأبيض فيما يسعى «أوباما» لتحسين علاقة العمل مع «الكونجرس».
وتقول إدارة «أوباما» إن حملة الضربات الجوية المستمرة منذ خمسة أشهر في العراق وسوريا ضد «الدولة الإسلامية» قانونية استنادا إلى تفويض في عهد الرئيس «جورج دبليو بوش» لحرب العراق ومحاربة تنظيم «القاعدة».
لكن عددا من أعضاء «الكونجرس» قالوا إنه سيكون من الأفضل مناقشة الموافقة على تفويض جديد لقتال «الدولة الإسلامية» الذين قتلوا آلاف الناس عندما استولوا على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس ملتزم بالعمل مع أعضاء الحزبين على نص تفويض باستخدام القوة العسكرية يمكن أن يوافق عليه «الكونجرس» ليظهر للعالم أن أمريكا تقف موحدة في مواجهة «الدولة الإسلامية».
ورحب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ «ميتش مكونيل» بالخطوة وقال للصحافيين في وقت لاحق إن هذه انطلاقة جيدة لـ«أوباما» ليقول لنا ما يريد ويقدم الوثيقة الأولية.