«الدولة الإسلامية» يتمكن من السيطرة على كبرى مصافي النفط في العراق

الأحد 12 أبريل 2015 08:04 ص

أعلن تنظيم الدولة مساء أمس السبت، سيطرة مقاتليه على مصفاة بيجي النفطية شمالي تكريت؛ كبرى مدن محافظة صلاح الدين، حيث بث المكتب الإعلامي لما يسمى «ولاية صلاح الدين» صورا من داخل المصفاة بعد دخولها من قبل مقاتلي التنظيم.

وهاجم التنظيم المصفاة النفطية، التي تعد الأكبر في البلاد، والواقعة على مسافة 200 كم شمال بغداد، على ثلاثة محاور، وذلك بعد أن سبق وأكدت مصادر عسكرية أن القوات العراقية تمكنت من صد الهجوم وأبقت المصفاة تحت سيطرتها.

ويعد الهجوم هو «الأعنف» منذ فك القوات العراقية حصار التنظيم لها قبل أشهر، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية، قبل أن يعلن التنظيم السيطرة على المصفاة ويقوم بإذاعة صور للعملية.

وأوضح مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، أن الهجوم على المصفاة، بدأ عند الساعة السابعة صباح السبت (0400 تغ)، ونفذ من ثلاثة محاور هي قرية البوجواري الواقعة في الجنوب، ومنطقة تعرف باسم «حي 600» الواقع غربا، ومحطة غازية لتوليد الكهرباء في الشرق.

وأضاف أن «ثلاثة انتحاريين تمكنوا من الوصول إلى مداخل المصفاة، وتم قتل انتحاريين اثنين، فيما فجر الثالث نفسه عند أحد مداخل المصفاة».

من جهته، نشر التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا قال إنها تظهر «تقدم آليات جيش الدولة الإسلامية نحو مصفى بيجي»، وأظهرت الصور عربات عسكرية من طراز «هامفي» ترفع راية التنظيم، وأخرى مزودة برشاشات ثقيلة.

وكان التنظيم قد فرض منذ يونيو/حزيران حصارا على المصفاة دون أن يتمكن من السيطرة عليها على رغم المعارك العنيفة مع القوات الموجودة فيها.

وتمكنت القوات العراقية، بدعم من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من فك الحصار في نوفمبر/تشرين الثاني، غداة استعادة السيطرة على مدينة بيجي جنوب المصفاة، إلا أن التنظيم تمكن منذ ذلك الحين، من استعادة بعض المناطق في المدينة التي لا زالت تشهد معارك بين الطرفين.

وأظهرت الصور التي نشرها التنظيم، تخطيط «مهندسي عملية تحرير مصفاة بيجي» داخل غرفة مليئة بأجهزة الكمبيوتر، في لفتة قلما يستخدمها التنظيم في إصداراته، وهي إظهار أن التخطيط للمعارك يكون «إلكترونيا» في بعض الأحيان.

واستخدم تنظيم الدولة الدبابات وصواريخ «غراد» في معركته التي انتهت بالسيطرة على مصفاة بيجي، مما تسبب بحرائق هائلة داخل المصفاة، الأمر الذي دعا جنود الجيش العراقي إلى ترك آلياتهم وعتادهم والهرب من المصفاة.

وأظهرت صور أخرى مقاتلي التنظيم أثناء اقتحامهم المصفاة من كافة مداخلها الأربعة (الجنوب، والشمال، والشرق، والغرب) تلاها صور تظهر دخول مجموعة من عناصر التنظيم إلى داخل المصفاة.

وتكمن أهمية مصفاة بيجي في كونها أكبر مصفاة تكرير للنفط شمالي العراق، مما ينذر بحملة مضادة قد تشنها الحكومة العراقية لاستعادتها، ولتضاف معركة أخرى متوقعة بين تنظيم الدولة من جهة، والجيش العراقي ومليشيات «الحشد الشعبي» من جهة أخرى.

وكانت المصفاة في السابق تنتج نحو 300 ألف برميل من المشتقات النفطية يوميا، ما كان يلبي نصف حاجة البلاد تقريبا.

مخاوف عراقية من فقدان السيطرة على الرمادي

من جهة أخرى، حذر نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار «فالح العيساوي» من سقوط الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب العراق خلال ساعات بيد تنظيم «الدولة الإسلامية»، إذا لم يتدخل طيران التحالف الدولي وبشكل عاجل لفك الخناق الذي فرضه التنظيم خلال معارك أمس واستطاع من خلاله السيطرة على عدة مناطق شمال المدينة.

وأوضح «العيساوي» في تصريحات لوكالة «الأناضول»، أن قوات الحشد الشعبي لم تشارك في معارك أول أمس الجمعة، وانسحبت بشكل مفاجئ باتجاه قاعدة الحبانية الجوية، تاركة فراغا كبيرا في صفوف القوات الأمنية، التي لم تستطع مواجهة هجوم التنظيم وحدها.

من جانبه دعا «أسامة النجيفي» نائب الرئيس العراقي، أمس السبت، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لتكثيف غاراته الجوية على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة الأنبار، لكسر هجماته المتواصلة للسيطرة على مدينة الرمادي مركز المحافظة.

في غضون ذلك، قال «صباح كرحوت»، رئيس مجلس محافظة الأنبار إن قائد شرطة المحافظة اللواء «كاظم الفهداوي» وقائد عمليات الجيش فيها اللواء «قاسم المحمدي» نجيا مع قادة آخرين في الجيش العراقي من تفجير استهدف موكبهم أثناء توجههم للمشاركة في استعادة السيطرة على منطقة البوفراج التي سيطر عليها التنظيم صباح الجمعة.

وكانت مصادر أمنية عراقية قالت إن الشرطة الاتحادية أرسلت ثلاثة أفواج إلى قيادة عمليات الأنبار للمشاركة في استعادة مواقع كانت وقعت تحت سيطرة تنظيم الدولة شمال مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.

وأضافت المصادر الأمنية أن الأفواج الثلاثة التي وصلت الليلة الماضية إلى قيادة عمليات الأنبار ستشارك في معارك استعادة بلدات البوفراج والبوعيثة والحامضية التي تقع شمال الرمادي، وسيطر عليها التنظيم مؤخرا.

وأفادت مصادر بمقتل 21 على الأقل من عناصر الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي بـ«تفجيرات انتحارية» شمالي الفلوجة بمحافظة الأنبار.

محاصرة فوج عسكري في محافظة صلاح الدين

في هذه الأثناء، نقلت وكالة الأناضول عن ضابط في الجيش العراقي قوله إن تنظيم «الدولة الإسلامية»، يحاصر فوجا تابعا للجيش العراقي في منطقة صدامية الثرثار الواقعة بين ناحية الگرمة غرب العاصمة بغداد وقضاء سامراء في محافظة صلاح الدين شمالي العراق.

وقال الضابط الذي يحمل رتبة نقيب تابع لقيادة الفرقة الأولى بالجيش العراقي، قال إن «ثلاثة انتحاريين يقودون مركبات مفخخة تمكنوا من تفجير أنفسهم داخل مقر الفوج الرابع لقوات الجيش، وأضاف أن الهجوم أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش».

وأشار إلى أن مسلحي التنظيم شنوا هجوما على مقر الفوج عقب التفجيرات، بينما طالب ضباط ومنتسبو الفوج الرابع بتدخل الطيران الحربي لفك الحصار عن مقرهم.

 

  كلمات مفتاحية

العراق الأنبار تكريت صلاح الدين الرمادي مصفاة بيجي الحشد الشعبي الدولة الإسلامية التحالف الدولي

«الدولة الإسلامية» فجّر جسر «البوفراج» الاستراتيجي شمال الرمادي

حظر تجوال في الرمادي عقب مقتل 50 بينهم رجال أمن في منطقة «البوفراج»

«الدولة الإسلامية» يستهدف مدينة الرمادي تعويضا لخسارته في تكريت

«الدولة الإسلامية» يضيق الخناق على محيط بغداد ويجهز لمعارك جديدة في الأنبار وصلاح الدين

«الدولة الإسلامية» يحاول السيطرة على أكبر قاعدة جوية في الأنبار

القوات العراقية تحاول فك حصار «الدولة الإسلامية» لمصفاة «بيجي»

«البنتاغون»: «الدولة الإسلامية» خسر ثلث أراضي العراق لكنه يحافظ علي نفوذه في سوريا

مقتل قائد حماية مصفاة بيجي النفطية في مواجهات مع «الدولة الإسلامية»

ميليشيا «بدر» الشيعية: انسحاب «الحشد الشعبي» من تكريت وراء سقوط «بيجي» في يد «داعش»

الجيش العراقي يفقد الاتصال بـ200 جندي في بيجي

الحرب على «الدولة الإسلامية» ... هل تدور حول النفط؟!