بعد اكتشاف مقابر جماعية في بغداد لما يزيد عن 200 قتيل من العشائر تم إعدامهم رميا بالرصاص من قِبَل تنظيم «الدولة الإسلامية» بتهمة الإنخراط في محاربة التنظيم، المرجع الإيراني يطالب الحكومة العراقية بدعم وتسليح العشائر السنية.
دعا المرجع الشيعي العراقي «علي السيستاني» الحكومة، يوم الجمعة، إلى المسارعة لمساعدة العشائر السنية التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك بعدما أعدم التنظيم ما لا يقل عن 220 من رجال العشائر غربي بغداد الأسبوع الماضي.
وأكد «السيستاني» أن التهديد الذي تشكله الجماعة دفع بعض الشيعة والسنة إلى تجاوز خلافاتهم الطائفية ومواجهة العدو المشترك.
وبحسب وكالة رويترز، فقد انحاز بعض السنة -الذين يشعرون بالتهميش أو الاضطهاد منذ سقوط نظام «صدام حسين» إلى الدولة الإسلامية التي سيطرت على مساحات شاسعة من العراق منذ يونيو/حزيران. لكن البعض حاربوا الجماعة.
غير أن اكتشاف مقبرتين جماعيتين يوم الخميس في محافظة الأنبار يظهر مصير من يتصدون للجماعة. وتم العثور على ما لا يقل عن 220 جثة لرجال من عشيرة «البونمر» بعدما احتجزهم مقاتلو «الدولة الإسلامية» قبل عدة أيام. حيث قُتلوا بالرصاص من مدى قريب.
وقال «السيستاني» في خطاب قرأه مساعد له في مدينة كربلاء عقب صلاة الجمعة، إنه على الحكومة العراقية تقديم دعم سريع لأبناء هذه العشيرة وغيرها من العشائر التي تقاتل «الإرهابيين». وأضاف أن هذا من شأنه أن يتيح الفرصة للعشائر الأخرى للانضمام للمقاتلين الذين يواجهون تنظيم الدولة بدورهم.
يُشار أن أغلب القتلى الذين تم العثور عليهم في المقبرتين الجماعيتين كانوا إما ضباط شرطة أو أعضاء في جماعات الصحوة، التي تأسست بدعم من الولايات المتحدة في 2006-2007 لمحاربة تنظيم القاعدة.
وأشارت «رويترز»، إلى أن الولايات المتحدة تأمل بأن تتمكن الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في العراق من إعادة بناء تحالف هش مع العشائر السنية وخاصة في الأنبار.
وقال الجنرال «مارتن ديمبسي» رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إن الولايات المتحدة مستعدة لتوسيع مهمتها المحدودة في العراق لتشمل الأنبار إذا سلحت الحكومة العشائر السنية. وردا على سؤال من صحفيين بشأن القتلى الأسبوع الماضي، قال أنه «لهذا السبب نحتاج لتوسيع مهمة التدريب والاستشارة والمساعدة لتشمل محافظة الأنبار»، مضيفا: «لكن الشرط المسبق لذلك هو أن تكون حكومة العراق مستعدة لتسليح العشائر».
يأتي ذلك فيما لم تعد الولايات المتحدة تقوم بعمليات قتالية في العراق، لكنها تنشر نحو 1400 جندي هناك يقوم قرابة 600 منهم بأدوار استشارية للجيش العراقي ويكون ذلك غالبا من مراكز عمليات مشتركة في بغداد وأربيل. كما لا توجد أي قوات أمريكية في الأنبار.