العراق تأمر الميليشيات الشيعية بالتراجع عن الخطوط الأمامية لتهدئة مخاوف السنة

الثلاثاء 11 نوفمبر 2014 07:11 ص

أمرت قوات الحكومة العراقية الميليشيات الشيعية بالابتعاد عن الخطوط الأمامية أثناء التقدم في المناطق السنية التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» وذلك للحد من مشاعر العداء من سكان القرى.

وأدت الميليشيات الشيعية دورا مهما في وقف تقدم مقاتلي «الدولة الإسلامية» في شمال العراق في يونيو/حزيران عندما انهارت قوات الجيش العراقي، وأصبحت هذه الميليشيات تحظى بدعم الحكومة منذ ذلك الحين، لكن وجودهم يثير مخاوف وغضب كثيرين من السنة الذين يعتقدون انهم ينفذون عمليات قتل واختطاف دون رادع وهو ما تنفيه الميليشيات.

وينظر إلى كسب تأييد سكان هذه المناطق على انه أمر حيوي لهزيمة مقاتلي «الدولة الإسلامية» لكنها ستظل مهمة صعبة ما دامت الميليشات الشيعية المرهوبة الجانب تؤدي دورا بارزا في ساحة القتال.

وبدأت القوات الحكومية المدعومة حاليا بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة التقدم هذا الأسبوع في مدينة «بيجي» التي يسيطر عليها مقاتلو «الدولة الإسلامية» الذين يحاصرون أيضا أكبر مصفاة للنفط في العراق على مسافة قريبة.

وقال قائد القوات المسلحة في المحافظة إنه أمر الميليشيات بالابتعاد عن الخطوط الأمامية بعد أن حرقوا اثنين من منازل القرويين السنة، وأضاف اللواء الشيعي «عبد الوهاب السعيدي» لـ«رويترز» عبر الهاتف إنه قرر إبعاد الميليشيات عن الخطوط الأمامية وتكليفهم بمهام مثل تأمين المناطق خلف قوات الأمن المهاجمة، مؤكدا أن الميليشيات تفتقر إلى الانضباط ويفقدون السيطرة على أنفسهم بسهولة كما ينقصهم التدريب العسكري الملائم.

وقال الرائد «سعدي حمدان» ضابط الجيش بالموقع إن الضباط الشيعة بالجيش تصدوا للميليشيات الشيعية بعد إحراق المنزلين وتبادلوا إطلاق الأعيرة النارية، وأكدت مصادر بالشرطة رواية «حمدان»، وأضاف «حمدان» إن الأوامر بإبعاد الميليشات الشيعية عن المقدمة أثمرت بالفعل في تحسين التعاون مع القرويين.

كما أوضح «حمدان» أن الكثير من الأشخاص بدأوا الاتصال بنا وارشادنا عن أماكن اختباء الإرهابيين والأماكن التي يخفون فيها السيارات الملغومة، متابعا أن الممارسات الخاطئة للميليشيات مثل إحراق المنازل قد تبعث برسالة خاطئة للسكان بأنهم قد يصبحون هدفا للميليشات بعد تحرير المدينة.

وقال مزارع في المنطقة يدعى «أبو مروة» إن الكثير من السكان رحبوا بتنظيم «الدولة الإسلامية» عندما وصل المقاتلون في باديء الأمر لانهم تعهدوا بالمساعدة في الدفاع عن المنطقة من الميليشيات ومن حكومة بغداد بقيادة الشيعة، وأضاف عبر الهاتف «غمرتنا السعادة لاننا كنا نعيش تحت رحمة قوات الحكومة الطائفية. لكن تلك المشاعر السعيدة لم تستمر طويلا»، وتابع «أعدمت الدولة الإسلامية الكثير من الأشخاص لانهم اعضاء بالشرطة أو الجيش، دماء الكثير من الأبرياء تسال الآن اكثر مما كان عليه الامر في ظل سيطرة القوات الحكومية».

وإذا حقق الجيش الانتصار في «بيجي» فسيكون ذلك دفعة معنوية لهم بعد الانتكاسة التي تعرضوا لها في الشمال في يونيو/حزيران.

وبدأت تظهر على الساحة تحالفات غير معتادة، فالزعيم العشائري السني «حميد القيسي» يقود نحو 100 رجل يقاتلون في صفوف القوات الحكومية، وقال «القيسي» إنه يتعاون أيضا مع ميليشيات شيعية تزود مقاتليه بالسلاح لكنه يتفق مع عدم وجودهم في مقدمة العمليات، مضيفا أن كل الأسلحة تقريبا التي يستخدمونها حاليا ضد «الدولة الإسلامية» تقدمها لهم الميليشيات.

 

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

ميليشيات شيعية تنظيم الدولة الإسلامية المناطق السنة عمليات خطف وقتل الحكومة العراقية

«السيستاني» يطالب الحكومة العراقية بمساعدة العشائر السنية ضد «الدولة الإسلامية»

مساع أمريكية لتدريب وتسليح القبائل السنية في الأنبار العراقية

اليمن: تنظيم «القاعدة» يعلن تشكيل تحالف لـ«القبائل السنية»

العثور على مئات الجثث لعراقيين من أهل السنة .. والعفو الدولية تتهم الحكومة بدعم ميليشيات قتل طائفية

محكمة عراقية تقضي بإعدام النائب السابق «أحمد العلواني» أحد قيادات الحراك السني

العراق.. اتهامات لـ«الحشد الشعبي» الشيعي بهدم مساجد سنية

السنة في العراق بين مطرقة «داعش» وسندان «الميليشيات الشيعية»

الحكومة العراقية تؤكد: «لن نتدخل» في قرار المحكمة الجنائية حول إعدام «العلواني»

سياسي كردي: الميليشيات الشيعية في ديالي تخلق مشاكل للأكراد