مقاتلو «الدولة الإسلامية» يقتربون من مواقع المستشارين الأمريكيين في العراق

السبت 3 يناير 2015 10:01 ص

في قاعدة عسكرية في محافظة الأنبار غرب العراق، وفي خضم معركة ضارية بين القوات العراقية، المدعومة من مقاتلين قبليين، وقوات «الدولة الإسلامية» المسلحة جيدًا، يتواجد أكثر من 300 جندي أمريكي.

وأفاد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أنه خلال الأسابيع الأخيرة، ضرب المتشددون المتمركزون في بلدة مجاورة، مرارًا وتكرارًا هذه القاعدة بالمدفعية والصواريخ؛ في حين نفذت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة 13 ضربة جوية على مناطق حول هذه المنشأة العسكرية منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولم تؤدِ هذه الهجمات إلى وقوع إصابات في صفوف القوات الأمريكية، ولكنها كشفت عن المخاطر التي يتعرض لها العاملون الأمريكيون في جميع أنحاء العراق، والذين يتواجدون هناك كجزء من مهمة الولايات المتحدة ضد «الدولة الإسلامية»، على الرغم من تعهد الرئيس «أوباما» بأن العمليات الأمريكية «لن تنطوي على إرسال القوات الأمريكية المقاتلة للقتال» هناك.

وفي إشارة إلى هذه المخاطر، قال مسؤولون عسكريون إن الجنود الأمريكيين نقلوا إلى قاعدة عين الأسد تحت جنح الليل، وعلى متن مروحية، وقد تم ذلك جزئيًا كي لا يتم لفت الأنظار بشكل واسع إلى دور الولايات المتحدة الجديد في العراق، وأيضًا لحماية الموظفين الأمريكيين وسط شراسة القتال إلى الغرب من العاصمة بغداد.

وهناك أقل من ألفي مقاتل أمريكي في العراق الآن؛ إلا إنه من المتوقع، وبناءً على خطة «أوباما» لمساعدة الحكومة العراقية، أن ينمو هذا الرقم إلى حوالي 3 آلاف مقاتل. ولم يتم نشر القوات الأمريكية في بغداد ومدينة أربيل فقط، بل وتم إرسالها في الأسابيع الأخيرة أيضًا إلى الأنبار، وإلى مواقع التدريب حول العاصمة.

وعمومًا، تعد هذه القوة صغيرة مقارنةً بتعداد القوات الأمريكية الذي تجاوز الـ160 ألف جندي في ذروة الحرب على العراق بين عامي 2003 و2011، ولكنّ المسؤولين العسكريين الأمريكيين يدركون أن العراق لا يزال يمثل «منطقة خطيرة»، كما وصفه المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، الكولونيل «باتريك رايدر».

وبينما اقترح قادة عسكريون أمريكيون إمكانية توسع الأنشطة البرية الأمريكية، لا يزال دور القوات هناك مقتصرًا على تقديم المشورة للقادة المحليين، وإعادة تدريب عناصر من الجيش العراقي.

وتتواجد هذه القوات في أربعة مواقع، من بينها موقع عين الأسد في الأنبار، وهي محافظة سنية إلى حد كبير قدمت موطئ قدم لقوات «الدولة الإسلامية» في العراق، المقاتلون يسيطرون الآن على الكثير من هذه المحافظة، بما في ذلك مدينة الفلوجة، ومدينة هيت.

وسوف يزداد الخطر على بغداد إذا ما سقطت الأنبار؛ حيث إن المتشددين سيتمكنون من جلب التعزيزات والأسلحة من سوريا المجاورة بسهولة أكبر، وفي الآونة الأخيرة سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى مواجهة هذا التهديد من خلال تنفيذ الضربات الجوية ضد مواقع للمتشددين حول عين الأسد، وفي أجزاء أخرى من الأنبار.

وقال «سليمان القبيسي»، وهو المتحدث باسم مجلس محافظة الأنبار، إن القوات العراقية تقاتل لاستعادة المناطق المحيطة بالبغدادي، وهي بلدة تبعد حوالي 10 أميال عن عين الأسد.

وأضاف إنه، وفي غضون ذلك، يستخدم المقاتلون تلك المناطق في إطلاق نيران المدفعية والصواريخ على القاعدة التي يتمركز فيها الأمريكيون.

وبدوره، قال الشيخ «نعيم القعود»، أحد شيوخ قبيلة البونمر في الأنبار، إن مسلحي «الدولة الإسلامية» كانوا قريبين بشكل خطير من القاعدة.

ودعا إلى تنفيذ ضربات جوية إضافية، ومزيد من العمليات الأمريكية، للدفاع عن المحافظة. وأضاف: «لو كان لدى (المتشددين) فرصة، فإنهم سيهاجمون عين الأسد».

ولكن «جيسيكا لويس مكفات»، وهي محللة في «معهد واشنطن لدراسة الحرب»، قالت إنه، وكما يبدو، يركز مقاتلو «الدولة الإسلامية» جهودهم على ضمان أن القوات العراقية لن تستطيع استخدام قاعدة عين الأسد في منعهم من السيطرة على أجزاء أخرى أكثر استراتيجية من الأنبار.

وتقع القاعدة بين المناطق الخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية»، وسوف يكون على التنظيم في نهاية المطاف ربط هذه المناطق ببعضها إذا ما استولى على المحافظة، وما يزال المتشددون يقاتلون من أجل الحصول على الرمادي، وهي مدينة هامة أخرى، بينما دافعت القوات العراقية حتى الآن على مناطق ومواقع استراتيجية أخرى، مثل سد حديثة.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن الهجمات بالمدفعية والصواريخ على عين الأسد كانت «متقطعة جدا، وغير فعالة».

ووفقًا لمسؤولين من الولايات المتحدة وآخرين عراقيين، سقطت العديد من القذائف خارج القاعدة.

ويحاول مقاتلو «الدولة الإسلامية» السيطرة أيضًا على المنطقة المحيطة بتاجي إلى الشمال من بغداد، وهي المنطقة التي يوجد فيها المزيد من المستشارين الأمريكيين.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع إنه، وللحد من المخاطر، يجري تعزيز الأمن في مواقع التدريب حيث تتمركز القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها، وسوف توفر القوات العراقية الأمن لمواقع التدريب.

المصدر | واشنطن بوست - ترجمة موقع التقرير

  كلمات مفتاحية

الجيش العراقي الدولة الإسلامية الولايات المتحدة باراك أوباما قاعدة عين الأسد

العراق: ميليشيات شيعية تخلي قرى حدودية مع إيران لتسهيل دخول الأسلحة وقوات الحرس الثوري

مقتل المستشار العسكري لـ«ميليشيا بدر الشيعية» جنوب تكريت العراقية

الطيار الأردني الأسير لدى تنظيم «الدولة الإسلامية»: «سيقتلونني»

تنظيم «الدولة الإسلامية» يعلن إسقاط طائرة إيرانية وأخرى عراقية

القوات العراقية تتمكن من استعادة السيطرة على بلدة الضلوعية

العراق.. «الضلوعية» تطالب بحماية أمريكية بعد هجوم «مليشيا بدر»

القوات العراقية تحاول فك حصار «الدولة الإسلامية» لمصفاة «بيجي»

«السيستاني» يطالب الحكومة العراقية بمساعدة العشائر السنية ضد «الدولة الإسلامية»

4100 طلعة جوية أمريكية مقابل 40 عربية ضد «الدولة الإسلامية»

«الدولة الإسلامية» يفرج عن 162 شخصا بعد اعتقالهم بتهمة حرق رايات التنظيم بالعراق