نشرت مجلة «دابق» التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» مقابلة أولى من نوعها مع الطيار الأردني الأسير لديها «معاذ الكساسبة»، الذي أسقط التنظيم طائرته في الرقة بسوريا الأسبوع الماضي.

و أوضحت المجلة أن الطائرة تم إسقاطها بالصواريخ المضادة للطائرات الباحثة عن الحرارة.

وفي تعريف الطيار الأردني بنفسه في مُستهلّ اللقاء يقول: «اسمي معاذ يوسف الصافي آل الكساسبة، أردني من الكرك، ولدت في عام 1988، كنت طيارًا برتبة ملازم أول. تخرجت من كلية الملك حسين الجوية في عام 2009. تابعت تدريبي حتى أصبحت طيار عامل في عام 2012 مع السرب الأول في القاعدة الجوية موفق السلطي».

وعن الرحلة التي أسفرت عن القبض عليه، يقول: «تم ابلاغنا عن المهمة قبل يوم واحد الساعة الرابعة عصراً، وكان دورنا في البعثة ، تغطية للطيران المهاجم لتدمير أي مضادة للطائرات عند اجتياح المنطقة وتوفير غطاء في حالة ظهور طائرات العدو أو الأسلحة على الأرض.

و دخلنا الرقة لاكتساح المنطقة بأسطول مكون من F15s السعودية، الإماراتية F16s، وF16s المغربي، و عندما دخلت لبدء الهجوم تعرضت طائرتي لصاروخ حراري ، سمعته وشعرت به عندما أصاب طائرتي.

و قال لي أحد الطيارين المرافقين بأنني أصبت و أن النار تخرج من فوهة محرك طائرتي ، و عندما فحصت الأجهزة تبين أن المحرك قد تعرض لأضرار كبيرة و بدأت الطائرة تحيد عن مسارها ، فغادرت الطائرة و سقطت بالفرات ، ليلقي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية القبض علي».

كما سألت المجلة «الكساسبة» عن الأنظمة العربية المشاركة في ضربات التحالف الجوي، فأجاب أنه: «الأردن مع F16s والإمارات مع F16s والسعودية مع F15s محدثة و مجهزة بالقنابل الموجهة بالليزر، والكويت تقوم بتزويد الوقود الجوي للطائرات، والبحرين مع F16s، المغرب F16s، وقطر، وسلطنة عمان».

وعن القواعد الجوية التي يتم استخدامها في الحملة، يوضح أ ن «الطائرات الأردنية تقلع من الأردن. و الطائرات الخليجة تقلع بشكل عام من الكويت والسعودية، والبحرين». مضيفًا أنه هناك أيضا بعض المطارات المخصصة للهبوط الاضطراري، وهي : الأزرق مطار في الأردن، مطار عرعر في السعودية، مطار بغداد الدولي، مطار الكويت الدولي، ومطار في مدينة تركية واسمه أنسى يبتعد حوالي 100 كيلومترا من الحدود السورية.

كما أشار أن «بعض من الطائرات الأمريكية والفرنسية تقلع من قاعدة الأمير حسن ومطار موفق السلطي القاعدة الجوية، وبعض من الطائرات الأمريكية تقلع من تركيا».

وسألت الصحيفة حول كيفية التنسيق بين البعثات الجوية، فأجاب «الكساسبة» أنه «هناك قواعد أمريكية في قطر حيث يتم التخطيط للبعثات، والأهداف ، ويتم توزيع المهام لكل الدول المشاركين.

في اليوم السابق يقوم الأمريكيون باستخدام القناصة الجوية ، و الأقمار الصناعية ، والطائرات بدون طيار التي تقلع من الخليج ، يحددوا والأهداف وتُجهز الخرائط الجوية وصور عن الأهداف».

وختامًا يطرح التنظيم على الطيار الأردني سؤالًا حل ما إن كان يعرف ماذا ستفعل «الدولة الإسلامية» به، فيرد مجيبا: «نعم أعرف .. سيقتلونني».

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد أعدم صحفيين وأسرى لديه وألبسهم نفس اللباس البرتقالي، في إشارة إلى اتخاذ قرار الإعدام أو قرب تنفيذه.

وسبق أن قال مصدر قبلي عراقي في مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، إن التنظيم سيبث شريطًا مصورًا للطيار الأردني «معاذ الكساسبة» الذي تم أسره عقب سقوط طائرته من نوع أف 16 في مدينة الرقة السورية الأسبوع الماضي.

ووفقاً للمصدر القبلي الذي فإن التنظيم «عقد جلستين خاصتين بمجلس شورى التنظيم للبت بأمر «الكساسبة»، حيث سيبث التنظيم شريطًا مصورًا له؛ يعلن من خلاله مطالبه للإفراج عنه»، مبينًا أن «التنظيم لا ينظر إلى الكساسبة على أنه طيار أردني، وإنما هو جزء من منظومة دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لغرض محاربة التنظيم».

وبين المصدر أن «مجلس الشورى الخاص بالتنظيم، والذي عقد جلستين لتدارس أمر الكساسبة، لم يطلع أحد على ما قرره غير أنه في الغالب -وفقًا للمصدر- سيكون الحديث عن مبادلته بمعتقلي التنظيم في العراق والأردن، بالإضافة إلى طلب آخر يتضمن انسحاب الأردن من التحالف الدولي لمحاربة التنظيم».

ولفت المصدر إلى أن «الكساسبة موجود في سوريا وليس في العراق»، غير أنه لم يستبعد أن يتم نقله إلى الموصل خلال اليومين المقبلين، دون أن يبدي سبب هذا النقل.

وأوضح المصدر الذي تحدث لموقع «الخليج أون لاين» أن المفاوضات التي قيل إنها بدأت مع التنظيم للإفراج عن «الكساسبة» مبالغ فيها، إذ ليس هناك مفاوضات فعلية، وإنما هي عملية جس نبض تقوم بها أجهزة الأمن الأردنية عبر وسطاء قبليين وشيوخ عشائر، على حد قوله.

وكانت طائرة أردنية من نوع إف 16 أسقطت قبل أيام فوق مدينة الرقة السورية، وتم اعتقال طيارها الملازم الأردني «معاذ الكساسبة»، في أول عملية من نوعها منذ أن بدأ التحالف الدولي بشن غاراته على مناطق يسيطر عليها التنظيم قبل ما يقارب 4 أشهر.

كما أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية»، مساء الأحد، عن إسقاط طائرة حربية ثانية وأسر قائدها شمال العاصمة العراقية بغداد، دون أن تتبين جنسية الطائرة وقائدها.