دشّنت عمان أمس اتصالات غير معلنة مع عدد من الدول والأطراف الإقليمية، لتحرير «معاذ الكساسبة» الطيار الأردني الأسير لدى تنظيم «الدولة الإسلامية».

وبدأت السلطات الأردنية درس كل الخيارات وبعضها «مُرّ»، مؤكدة «استحالة» الخروج من التحالف الدولي- العربي ضد «الدولة الإسلامية».

وقال مصدر مطلع أن اتصالات جرت بين مسؤولين أردنيين وأتراك، لدرس السيناريوات المتعلقة بإطلاق الطيار وسط تضارب الأنباء حول سقوط طائرته قرب الرقة شمال شرقي سوريا أول من أمس، بين إعلان «الدولة الإسلامية» إسقاط طائرته وهي من طراز «أف 16» بصاروخ حراري ونفي واشنطن ذلك.

ولم يستبعد مصدر أردني رفيع المستوى أن تدخل بلاده خلال الساعات المقبلة في اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع «الدولة الإسلامية»، لتحرير الطيار الرهينة، وقال لمصادر صحفية إن العاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني» «كان واضحاً خلال اجتماعه (مساء أول من أمس) مع قيادات الدولة، فهو أكد أن كل الخيارات مفتوحة لإطلاق الكساسبة».

وعن إمكان قبول الأردن مبادلة معتقلين لديه متهمين بالإرهاب، قال المصدر: «لا شيء ممنوعاً في البحث، ومستعدون لهذا النوع من الخيارات المرّة». لكن المصدر ذاته، اعتبر أن الانسحاب من التحالف «غير مطروح على طاولة النقاش بالنسبة إلى الأردن»، مضيفا: «هناك قرار اتُّخِذَ على أعلى المستويات عقب أسر «الكساسبة»، يضمن السير في الحرب على الإرهاب حتى اللحظة الأخيرة».

وأبلغ زعيم التيار السلفي الجهادي في جنوب الأردن «محمد الشلبي» الشهير بـ«أبو سياف» المصادر الصحفية أن تنظيم «الدولة الإسلامية» «سيطلب من عمان «إطلاق أسرى مقابل إطلاق الرهينة الأردني»، وتابع: «علمنا أن التنظيم سيطلب مبادلة الطيار «الكساسبة» بالأسيرة «ساجدة الريشاوي» التي أرسلها «أبو مصعب الزرقاوي» مؤسس (تنظيم) الدولة الإسلامية لتنفيذ مهمة في الأردن (في عمان 2005)، كما سيطلب استرداد الأسير في السجون الأردنية «زياد الكربولي»، وهو أحد أفراد تنظيم الدولة الإسلامية، وربما يطلب استرداد آخرين».

ورفض «أبو سياف» تقديم معلومات عما إذا كانت هناك اتصالات بينه وبين مسؤولين أردنيين، للبحث في ملف الطيار، وقال: «الوقت غير مناسب للخوض في التفاصيل. نحن نرى أن مصلحة إطلاق أسرى الدولة الإسلامية أفضل بكثير من مصلحة قتل الطيار الأردني، ونوجّه نداء لأصحاب القرار بالخروج الفوري من التحالف».

إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «أكثر من مئة شخص، استشهدوا وجرحوا وبينهم عشرات في حالات خطرة، بعد تنفيذ الطيران الحربي السوري 6 غارات على مناطق في مدينة الباب وبلدة قباسين في ريف حلب».

في الوقت ذاته أعلنت فصائل عسكرية تعمل في حلب وريفها، تشكيلاً عسكرياً باسم «الجبهة الشامية» بهدف «توحيد الجهود العسكرية والتنسيق على مستوى عال بينها في كل جبهات حلب»، وذلك ضمن مساعي المعارضة لمنع قوات النظام من حصار حلب.

سياسياً، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية «الكسندر لوكاشيفيتش» أن بلاده تنوي استضافة اجتماعٍ للمعارضة السورية في 20 من الشهر المقبل، قد تعقبه مفاوضات تضم معارضين وممثلين عن النظام، وذكر أنه سيكون «لقاء غير رسمي» بين مسؤولين من «المعارضة الداخلية والخارجية، قادرين على خلق أفكار» تسمح بالتوصل إلى تسوية.

من جانبه، كتب الرئيس السابق لـ «المجلس الوطني السوري» المعارض «برهان غليون» على صفحته في «فايسبوك» أمس: «أي حل لن يكون مقبولاً ما لم يتضمن تفكيك النظام... والإقرار الصريح والواضح بحق الشعب السوري الكامل في تقرير مصيره، تحت إشراف الأمم المتحدة... ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية التي ارتُكِبت، ولا تزال تُرتكب».