أعلنت مصادر أردنية مطّلعة، أن العاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني» اجتمع مساء السبت مع المسؤولين في القيادة العليا للبلد، لإيجاد أفضل الطرق التي تمكّن من إطلاق سراح الطيار «معاذ الكساسبة»، الذي أُسر من قبل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» الأسبوع الماضي، بعد سقوط طائرته في مدينة الرقة السورية.

ويجري العاهل الأردني اجتماعات متتالية مع مجلس السياسات العليا الذي يعتبر أعلى مرجعية سياسية في المملكة، كما شكل الأردن خلايا أزمة على مستوى رفيع، أجرت خلال الساعات القليلة الماضية عدداً من الاتصالات مع أطرافٍ إقليمية منها (تركيا وقطر والعشائر السنية في العراق)، وصفت بـ«الوازنة»، لجهة تدخلها كوسيط بين الأردن وتنظيم «الدولة الإسلامية» لمبادلة «الكساسبة» بسجناء في الأردن محسوبين على «الدولة الإسلامية».

وقال أحد القيادات السلفية الجهادية البارزة في الأردن: «إن الأجهزة الأمنية فتحت قناة اتصال مع عدد من قادة تنظيم «الدولة الإسلامية» ممن يحملون الجنسية الأردنية ويقبعون في السجون داخل البلاد، بهدف فتح خطوط اتصال مع قادة «الدولة الإسلامية» في سوريا لمعرفة مطالبهم التي بموجبها ستتم صفقة التبادل مع الطيار الكساسبة.

وتعتبر تركيا الحل الأقرب، وتكمن أهمية تركيا في أنها الأقرب جغرافياً لمدينة الرقة السورية، حيث مكان احتجاز الطيار «الكساسبة»، بالإضافة إلى التجربة الناجحة لأنقرة والتي خاضتها في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، مع تنظيم «الدولة الإسلامية» للإفراج عن 46 مواطناً تركياً في مدينة الموصل بالعراق.

ولم يستبعد المصدر المسؤول دخول الأردن في مفاوضات مباشرة مع آسري الطيار «معاذ الكساسبة»، إذا كانت تلك المفاوضات ستؤدي لسرعة الإفراج عنه، إلا أن المصدر استدرك قائلا إن «علاقة الأردن بالتحالف الدولي لن تتزعزع»،  مؤكدا أن مسألة استمرار عمان في محاربة «الإرهاب» غير قابلة للنقاش على طاولة التباحث مع «الدولة الإسلامية».

وأجمعت قيادات في التيار السلفي الجهادي في الأردن على أن تنظيم «الدولة الإسلامية» ربما يكون لديه قائمة طويلة من المطالب ستكون مثار بحث مع عمان للإفراج عن مناصريه وعناصره الموجودين في السجون الأردنية على رأسهم العراقية «ساجدة الريشاوي»، المحكومة بالإعدام لدورها في تفجيرات فنادق عمّان عام 2005، بالإضافة للسجين «زياد الكربولي»، محكوم أيضاً بالإعدام، لمشاركته في قتل سائق أردني.

ووفق مراقبين فإن عدم إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية» لأية معلومات عن مصير «الكساسبة» أو خروجه في بيانات مصورة تهدد بقتله كما جرت العادة مع آخرين، تم أسرهم من قبل «الدولة الإسلامية» يشير على الأرجح إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» موافق بشكلٍ غير مباشر على الدخول في مفاوضات مع السلطات الأردنية لمبادلة الطيار الأردني مقابل الإفراج عن سجنائه في الأردن. بحسب تصريحات لموقع «الخليج أونلاين»،

يأتي ذلك بالرغم من حدوث خلافات على الأرجح بين قادة التنظيم منهم من كان يريد قتل الطيار الأردني ذبحاً بالسكين، رداً على دخول الأردن في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» وغالبيتهم من العناصر غير العرب، والبعض الآخر آثر التريث ومبادلة الأسير، وهو موقف أيده قائد التنظيم «أبو بكر البغدادي».

وفي الوقت الذي يتم فيه الحديث عن محاولات دبلوماسية للإفراج عن الطيار الأردني، فإن بعض الخبراء العسكريين لم يستبعدوا دخول الأردن في تحالف بري مع الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال قوات خاصة من كلا الجانبين لمحاولة الإفراج عن «الكساسبة» عبر عملية «كوماندوز» عالية الدقة والتعقيد، إلا أن عملية من هذا النوع من الممكن أن تتسبب على أقل تقدير في قتل الطيار وهو ما لا تريده عمان بالتأكيد.

إلى ذلك طالب «جواد الكساسبة»، الشقيق الأكبر للطيار الأسير، وسائل الإعلام بتحري أقصى درجات الدقة فيما تنشره عن شقيقه حرصاً على حياته، وهي الدعوة ذاتها التي وجهها مجلس نقابة الصحفيين لوسائل الإعلام المختلفة إلى توخي الدقة وتحري الحقيقة فيما ينشر حول قضية الطيار الأردني «معاذ الكساسبة».