غادرت مئات العائلات العراقية البلدات المحاذية للحدود مع إيران عقب تلقيها تهديدات تجبرها على ترك منازلها.
وقال مسؤول محلّي في مدينة المقدادية شرق محافظة ديالى العراقية إنّ «الميليشيات كثفت خلال اليومين الأخيرين من انتهاكاتها وإطلاق قذائف الهاون بشكل عشوائي على البلدات القريبة المحاذية لإيران، والتي تعدّ ممرّا رئيسيا إلى العراق، الأمر الذي تسبّب بموجة نزوح خطيرة في تلك المناطق، ومنها أحياء قضاء المقدادية».
وأضاف المسؤول أنّ «المئات من العائلات غادرت مضطرة بسبب القصف والاعتداءات من قبل الميليشيات، تحت مرأى ومسمع من الشرطة، إضافة إلى أنّ قيام العشرات من العائلات بحزم أمتعتها استعداداً لمغادرة المنطقة»، مشيراً إلى أنّ «قذائف الهاون التي أطلقتها الميليشيات في الساعات الثماني والأربعين الماضية أدت الى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 40 مدنياً بينهم نساء وأطفال».
وبيّن المسؤول نفسه أنّ «المليشيات تقود حملة منظمة لتهجير أهالي المناطق التي تربط المحافظة مع إيران، وتلك التي تصل إيران ببغداد، بغية تأمين مرور الميليشيات والحرس الثوري الإيراني ودخول الأسلحة إلى العراق».
وفي السياق نفسه، دعا زعيم مليشيات «بدر» وقائد «الحشد الشعبي» «هادي العامري» أهالي المقدادية إلى «ترك المنطقة»، مبرراً دعوته بـ«الخشية على الأهالي بسبب قرب توجيه ضربة قوية إلى الإرهاب».
وقال «العامري» في بيان إنّ «المعركة القادمة مع (داعش) ستكون في ديالى ويجب أن تطهر حواضنه» في إشارة إلى المدن المحاذية لإيران من نسيج معيّن.
من جهته، قال الشيخ «سلمان عبد الله الجبوري»، وهو أحد شيوخ عشيرة «الجبور» في المقدادية، لمصادر صحفية إنّ «أهالي المناطق القريبة من إيران يرزحون تحت ظلم المليشيات وتواطئ الأجهزة الأمنية وصمت الحكومة».
وأضاف الشيخ أنّ «الذي يحدث اليوم في تلك المناطق مأساة بكل معنى الكلمة، لا يسلم أحد على نفسه، بعدما ابتعد خطر (داعش) عن مناطقنا زادت سطوة الميليشيات بشكل خطير، إذ بدأت بقطع مياه الشرب عنّا، وواصلت أعمال الخطف والقتل والقصف بالهاونات والابتزاز وغيرها من أعمال لا طاقة لأهالي المنطقة بمواجهتها، خصوصاً وأنّ الأجهزة الأمنية متواطئة مع المليشيات ولا تستطيع رفض أوامر زعيمها هادي العامري».
من جهته، حذّر محافظ ديالى «عامر المجمعي»، من «انهيار الوضع الأمني في قضاء المقدادية بسبب وجود معاقل كبيرة للتنظيمات الإرهابية، وأصحاب نوايا السوء»، مؤكّداً «تسجيل ست عمليات اغتيال في القضاء خلال أقل من 24 ساعة».
وقال «المجمعي» في بيان إنّ «الوضع الأمني في القضاء خطير للغاية، وهو مرشح للتفاقم فيما لو استمرت الخروقات الأمنية دون توقف»، موضحا أنّ «هناك محاولات للعبث بأمن المنطقة عبر قذائف الهاون، فيما يعمل أصحاب النوايا السود على خلط الأوراق من أجل خلق الفوضى والإرباك».
وكانت مليشيا «الحشد الشعبي» قد دعت أهالي سامراء في محافظة صلاح الدين، قبل يومين، عبر مكبرات الصوت، إلى ترك منازلهم، محذّرة إياهم من معركة وشيكة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في سامراء، وأنّ بقاءهم فيها سيعرّض حياتهم للخطر»، بحسب مسؤول محلي.