كشف مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى عن ملمح جديد في مشاهد الصراع المسلح الحاصلة في العراق، والتي وصفها بـ«الأخطر حتى الآن، منذ سقوط الموصل في 10 من يونيو/ حزيران الماضي»، حيث أفاد أنه قد جرت مواجهات مباشرة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» والحرس الثوري الإيراني تجددت 4 مرات خلال الأسبوع الماضي فقط، وذلك قرب سامراء، وتكبد الطرفان على إثرها، خسائر وصفها المسؤول بـ«الكبيرة».
وقال مسؤول عسكري في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي ببغداد، في تصريح خاص لموقع «الخليج أونلاين» إن «الطرفين دخلا مواجهات عنيفة، استخدم فيها داعش انتحاريين وانغماسين في صفوف الحرس الثوري».
وأوضح المسؤول، الذي يحمل رتبة عميد ركن بالجيش، أنه «عقب سيطرة الدولة الإسلامية على مناطق الهاشمية وبني باز والسد والجعرة، قرب سامراء، وانكسار الجيش والمليشيات، تدخل الحرس الثوري لضمان فتح طريق نيسمي، يربط بغداد بسامراء، عبر قضاء الطارمية شمال العاصمة». مضيفًا أن «قوات الحرس الثوري الإيراني، بقيادة الجنرال كريم متقي، أحد أبرز مساعدي قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، تقدمت نحو تلك المناطق؛ بغية استعادتها، أو تأمين مرور الإمدادات العسكرية والغذائية لعناصره الموجودين في سامراء، إلا أنه اصطدم بجدار نار كثيف من مقاتلي التنظيم».
وأكد الضابط العراقي أن «أربع مواجهات مباشرة اندلعت بين الطرفين -أي الحرس الإيراني وتنظيم الدولة الإسلامية- خلال الأسبوع الماضي؛ يوم السبت قبل الماضي في الهاشمية، والإثنين الماضي في بني باز والجعرة المجاورة، كما اندلعت الثلاثاء والخميس الماضيين معارك ليلية بين الطرفين في الهاشمية والسد، أسفرت عن سقوط خسائر كبيرة في كلا الطرفين»، مرجحًا سقوط قتلى في صفوفهما، وأوضح أن «هذه المعارك حملت الحرس الثوري الإيراني على التراجع إلى محيط تلك المناطق، مكتفياً بالقصف المدفعي بقذائف الهاون والصواريخ المتوسطة».
يأتي ذلك فيما أكدت مصادر محلية وقبلية بدورها، في مدينة سامراء، المعلومات، وأشارت إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية أحرق أعلامًا إيرانية وأخرى ملونة تعود لمن وصفتها بـ«مليشيات شيعية متطرفة»، وجاب التنظيم بالسيارات شوارع منطقة الهاشمية، محتفلاً بالنصر على «الفرس المجوس»، وذلك حسبما ردد أفراد من التنظيم في المنطقة، على حد قول المسؤول.
وقال زعيم قبلي بارز في المنطقة، ويدعى «محمد السامرائي»، لذات المصدر إن «الجيش والمليشيات العراقية انسحبت من المنطقة بعد استخدام داعش سلاحه النووي»، في إشارة للإنتحاريين.
وأضاف الزعيم القبلي أن الحرس الثوري قد تقدم في البداية، موضحًا أنه «حصلت معارك عنيفة استمرت بشكل متفاوت طيلة الأسبوع الماضي، وعلمنا أن الحرس الثوري تراجع عن خط التماس بعد تلك المعارك، وشاهدنا قتلى من داعش، لكن بالمقابل سمعنا بمقتل عناصر من الحرس الثوري خلال المواجهات ذاتها».