دعا المرجع الشيعي الأعلى «آية الله علي السيستاني» القوات الأمنية العراقية إلى سد ثغرات يستغلها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وطالب الحكومة بتحمل المسؤولية في تجاوز الأزمة المالية وعدم الإضرار بمصالح المواطنين.
وقال «السيستاني» في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عنه الشيخ «عبد المهدي الكربلائي» ممثل المرجعية الدينية في كربلاء إن «المطلوب من القوات المسلحة عدم السماح بحصول ثغرة هنا وهناك، كما حصل في بعض المناطق التي عاد «داعش» إليها بعد بذل الكثير من الأرواح»، مضيفا إن «المطلوب من الجيش والمتطوعين عدم إعطاء أي فرصة لداعش لتعود مرة أخرى إلى المناطق المحررة».
وعن دعم القوات المسلحة في ميادين القتال قال «الكربلائي» إن «التضحيات العظيمة التي تقدمها القوات المسلحة والمتطوعون في ميادين القتال والمنازلة مع الإرهاب يجب أن يحاكيها كبار المسؤولين والدرجات الخاصة بالتضحية ببعض الامتيازات المالية وغيرها. وتقتضي من الأطباء وأساتذة الجامعات والمهندسين وغيرهم بذل تضحيات وجهود في ميادين العمل والبناء لتطوير الخدمات بما يعين البلد».
ولفت إلى أنه حين سقطت مدينة الموصل في يد «الدولة الإسلامية» وتمدد إلى مناطق «كادت بغداد تسقط أو كربلاء والنجف لو استمر الحال» على ما هو عليه.
وشدد على «ضرورة تحمل الجميع مسؤولياتهم في تجاوز الأزمة وعدم الإضرار بمصالح المواطنين في خضم الحديث عن كيفية مواجهة النقص من الموارد المالية، فالمطلوب لسد النقص وما تبعه من خفض للموازنة الاستثمارية التي ستؤثر كثيراً في تقديم المشاريع والخدمات التي ينتظرها المواطنون فضلاً عن تقليلها فرص العمل لعدد كبير من خريجي الجامعات والمواطنين ممن هم في حاجة ماسة إليها».
كما انتقد إجراءات الحكومة التقشفية في مواجهة الأزمة المالية، مشيراً إلى أن «مثل هذه الظروف والأحوال التي قد تتكرر مستقبلاً لا يصح أن يقتصر الأمر على اتخاذ إجراءات آلية عاجلة وإن كانت مطلوبة وضرورية، بل لابد من وضع دراسة مالية واقتصادية شاملة من قبل ذوي الاختصــــاص والخبرة تتشكل من كل الوزارات والدوائر ويمكن الاستفادة من تجارب دول أخرى شهدت ظروفاً اقتصادية ممـــاثلة وتمكنت من تجاوزها».
وتابع أن «المسؤولية في هذه الظروف وطنية تضامنية أي يتحملها الجميع، بدءاً من أعضاء مجلس الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة والنواب وسائر موظفي الدولة، حتى المواطنين للخروج من الأزمة، بالإضافة إلى فتح منافذ جديدة للموارد كتطوير القطاع الصناعي والزراعي والسياحي ولا بد من الاعتماد على الكفاءات الوطنية وعدم الاعتماد على الخارج».
وأضاف: «إننا واثقون تماماً من العراقيين بعامة والبرلمان والحكومة بخاصة، إذا استنهضوا وصمموا لعبور هذه الظروف الاستثنائية وفجروا طاقاتهم العلمية والوظيفية وتعاونوا في محاربة الفساد بإرادة جدية ما يوفر للبلد أموالاً طائلة لتتمكن من تحقيق المأمول به».