شدد المرجع الشيعي الأعلى بالعراق «آية الله علي السيستاني» أمس على أن تنظيم «الدولة الإسلامية» ما زال يشكل تهديداً لبعض المدن التي تضم مراقد دينية، بينها سامراء وبلد في محافظة صلاح الدين، كما أشاد بالحملة لكشف «الجنود الوهميين» في المؤسسات الأمنية.

وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء «عبدالمهدي الكربلائي»، في خطبة الجمعة أمس إن «بعض عصابات الدولة الإسلامية تسيطر على بعض المناطق وتهدد بعضها الآخر التي تقع فيها المراقد المقدسة كسامراء وبلد وعلى الأجهزة الأمنية عدم الاطمئنان والركون إلى الانتصارات، إذ يولد ذلك حالة من التراخي والشعور بالأمان والحذر».

ولفت إلى أن: «المطلوب من الجهات الحكومية أن تضع خططاً مدروسة لاستعادة المناطق التي سيطر عليها داعش لتوفير الطمأنينة لأهاليها بعيداً من التوتر والشحن الطائفي»،  مشيرا إلى أن «دفع الخطر يجب أن يتم بأسلوب يحقق الهدف المنشود في الاستقرار لجميع العراقيين».

وألمح أنه: «في الوقت الذي نثمن فيه جهود محاربة الفساد وكشف العناصر الوهمية في بعض المؤسسات الحكومية، خصوصاً الامنية والتي سببت في السنوات السابقة بهدر أموال الدولة وتداعياتها الكارثية نؤكد استمرار دعم الجهود لكشف المزيد من هولاء الوهميين في كل مؤسسات الدولة فوجودهم يكلف موارد كبيرة يمكن أن تصرف في القضايا الخدمية».

وتابع «الكربلائي»: «ينبغي اعتماد أسلوب التثبت والتحقق المهني في كشف خفايا هذا الملف الشائك. ونتمنى من وسائل الإعلام عدم الإعتماد على أرقام تنشرها جهات غير رسمية لم تثبت صدقيتها ولا ينبغي الانسياق وراء بعض الجهات المغرضة لتشويه صورة الجيش البطل الذي قدم الكثير من الضحايا في سبيل عز العراق»، موضحا أن «هذه الجهات تهدف إلى تحطيم نفسية المواطن العراقي والإحباط في إصلاح الوضع».

وأوصى «الكربلائي» المواطنين «بالتعاطي (بحذر) مع ما ينشر وأن يحافظوا على ثقتهم بأن هناك عناصر مخلصة لإصلاح الأمور. والأمل كبير في الانتقال إلى وضع أفضل».

وأضاف إن «زيارة الأربعين هذا العام شهدت زيادة كبيرة في أعداد الزوار من داخل العراق وخارجه ومن المتوقع استمرار تلك الزيادة في الأعوام المقبلة»،مطالبا الجهات المعنية «بالعمل من الآن ووضع خطط شاملة وفق معايير علمية بعيدة من الاجتهاد لاستيعاب أعداد الزوار».

يذكر أن السلطات العراقية كانت قد أجرت تحقيقات في قضية الجنود «الوهميين» بعد الكشف عن وجود خمسين ألف عنصرا «وهميا» في الجيش، وهو ما بات يعرف إعلاميا بـ«الفضائيين»، ليشمل أيضا وزارة الداخلية بكافة مراكزها الأمنية، وكان «العبادي» أكد صحة التقارير التي أكدت وجود 50 ألف «جندي وهمي في صفوف الجيش»، مشيراً إلى ذلك «جاء ضمن عملية إصلاح للمؤسسة العسكرية».

وقال في صفحته على «فيسبوك»: «خلال حضورنا إلى مجلس النواب يوم الأحد الماضي أعلنا تشكيل قيادة عمليات تحرير محافظة نينوى، وعزمنا على تحرير كل المدن والقرى من عصابات الدولة الإسلامية الإرهابية، واكتشاف 50 ألف اسم وهمي في مجال إصلاح المؤسسة العسكرية».