وثيقة: واشنطن تعتزم تسليح رجال عشائر سنية بالعراق

الأحد 23 نوفمبر 2014 06:11 ص

كشفت وثيقة من وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» معدة لرفعها إلى «الكونجرس» إن الولايات المتحدة تعتزم شراء أسلحة لرجال عشائر سنة في العراق منها بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وذخيرة مورتر للمساعدة في دعمهم في معركتهم ضد عناصر «الدولة الإسلامية» في محافظة الأنبار.

كما كشفت الوثيقة عن خطة إنفاق تقدر 24.1 مليون دولار وتمثل مجرد جزء صغير من طلب إنفاق أكبر حجمه 1.6 مليار دولار رفع لـ«الكونجرس» ويركز على التدريب وتسليح القوات العراقية والكردية.

لكن الوثيقة أبرزت الأهمية التي يوليها «البنتاجون» لرجال العشائر السنة ضمن استراتيجيته الشاملة للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية" وحذرت الوثيقة «الكونجرس» من عواقب عدم مساعدة هؤلاء الرجال.

وقالت الوثيقة في معرض حديثها عن تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي استولى على مناطق واسعة من العراق وسوريا ويسيطر على أراض في الأنبار على الرغم من الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضده منذ ثلاثة أشهر «إن عدم تسليح مقاتلي العشائر سيجعل العشائر المناهضة للدولة الإسلامية تحجم عن التصدي لها بفاعلية».

وقال مسؤول أمريكي إن الوثيقة رفعت لـ«لكونجرس الأسبوع الماضي.

وقالت الوثيقة إن الدعم الأمريكي تم توجيهه بالتنسيق مع الحكومة العراقية ومن خلالها ما يشير إلى أن أي أسلحة سيجري نقلها عبر بغداد تمشيا مع السياسة المعمول بها.

وقالت الوثيقة إن قوات الأمن العراقية «غير مرحب بها على نحو خاص في الأنبار ومناطق أخرى يمثل السنة غالبية بها»، وأرجع ذلك إلى تواضع أدائها القتالي وانتشار الانقسامات الطائفية بين صفوفها.

وتثقل كاهل الجيش العراقي تركة من النزعات الطائفية في الأنبار التي يشعر أهاليها ومعظمهم من السنة بالاستياء من الحكومة ذات الأغلبية الشيعية التي تزعمها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. والتهبت هذه المشاعر عندما أمر «المالكي» قواته بفض معسكر احتجاج في الرمادي في ديسمبر/كانون الأول عام 2013 .

اتجاه سير المعارك

وأدى تمرد للعشائر السنية تلا ذلك إلى دخول مقاتلي «الدولة الإسلامية» إلى الفلوجة والرمادي حيث واجهت القوات الأمريكية مقاومة باسلة من المتمردين السنة ومنهم عناصر من تنظيم القاعدة خلال الاحتلال الأمريكي للعراق بعد الغزو الذي أطاح بـ«صدام حسين» عام 2003 .

وتأمل الولايات المتحدة التي نشرت عددا محدودا من المستشارين العسكريين في محافظة الأنبار بان يشكل رجال العشائر السنة فيما بعد جزءا من الحرس الوطني العراقي الرسمي في المستقبل.

وأوضحت تفاصيل وثيقة «البنتاجون» أن مبلغ 1.24 مليار سينفق على القوات العراقية فيما سيخصص مبلغ 354.8 مليون دولار للقوات الكردية.

وقالت الوثيقة: «فيما يمثل اتجاه سير المعارك في ساحات القتال عنصرا مبشرا في القضاء على مكاسب الدولة الإسلامية إلا أن العراق يفتقر إلى الخبرة التدريبية والمعدات لنشر القوات اللازمة لتحرير الأراضي».

«الدولة الإسلامية» يقتل 25 من رجال العشائر السنية قرب الرمادي

على صعيد متصل،  قال مسؤولون محليون أمس السبت إن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» قتلوا 25 من أفراد عشيرة سنية في قرية على مشارف شرقي مدينة الرمادي للانتقام على ما يبدو من معارضة العشيرة للإسلاميين المتشددين.

وأضاف المسؤولون أن الجيش عثر على جثث الرجال وهم من عشيرة «البوفهد» بعد أن شن هجوما مضادا يوم السبت على تنظيم الدولة الإسلامية قرب الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.

وقال «عذال الفهداوي» عضو مجلس محافظة الأنبار: «بينما كانت القوات الأمنية ومقاتلو العشائر يقومون بتمشيط المناطق التي كانت تقوم بتحريرها عثرت على 25 جثة في منطقة الشجارية.

وقال الشيخ «رافع الفهداوي» زعيم عشيرة «البوفهد» إنه عثر على 25 جثة على الأقل وإنه يتوقع أن يرتفع العدد كثيرا. وأضاف أن الجثث عثر عليها متناثرة دون أثر على وجود أسلحة بالقرب منها مما يشير إلى أنهم لم يقتلوا في اشتباك.

الطريق إلى الحبانية

كان مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» قد قتلوا مئات من أفراد عشيرة «البونمر» الشهر الماضي في محاولة لكسر المقاومة المحلية لتقدمهم في محافظة الأنبار السنية ي سيطروا عليها بشكل كبير لنحو عام.

ولا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق يحقق تقدما على الأرض في محافظة الأنبار رغم مرور ثلاثة أشهر على الغارات جوية التي تقودها الولايات المتحدة على التنظيم.

وشن التنظيم هجمات منسقة في وسط الرمادي والمناطق المحيطة بها يوم الجمعة في محاولة لإحكام السيطرة على مدينة يسيطر على أجزاء كبيرة منها.

وفتح مسلحون النار وهم يعتلون أسطح المنازل على مجمع في قلب الرمادي يضم مقرين محافظة والشرطة إلا أن مسؤولين محليين يقولون إن قوات الأمن تمكنت من صد محاولة مقاتلي الدولة الإسلامية للتقدم نحو المباني.

وقال «عذال الفهداوي» إن الطريق من الرمادي إلى قاعدة الحبانية الجوية العسكرية -التي تبعد نحو 25 كيلومترا الى الشرق- لا يزال تحت سيطرة مقاتلي «الدولة الإسلامية» مما يمنع الجيش من تعزيز قوات الأمن في المدينة.

وقال إن مقاتلي العشيرة تدعمهم دبابات الجيش يحاولون تأمين الطريق لتمكين القوات من دخوله من الحبانية.

وكان الهجوم الخاطف الذي شنته «الدولة الإسلامية» في شمال العراق في يونيو/حزيران الماضي قد أغرق البلاد في أخطر أزمة أمنية منذ قيام قوات تقودها الولايات المتحدة بالإطاحة بـ«صدام حسين» عام 2003، وأثار مخاوف من انتشار فكرها المتشدد عبر منطقة الشرق الأوسط.

وفي شمال العراق قال شهود يوم السبت إن مزارعا عثر على نحو 60 جثة قرب مدينة الموصل يعتقد انها لمسجونين قتلهم مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» عندما اقتحموا سجن بادوش المركزي بالمدينة في العاشر من يونيو/حزيران.

وتم العثور على الجثث بعد هطول أمطار غزيرة كشفت عن مقبرتهم الجماعية، وقالت «الأمم المتحدة» إن زهاء 670 سجينا من بادوش قتلوا على أيدي التنظيم قبل خمسة أشهر.

  كلمات مفتاحية

البنتاغون تسليح العشائر السنية تنظيم الدولة الإسلامية الشجارية عشائر البونمر

العراق.. «حلف الفضول» العشائري يستقطب مزيدًا من المتطوعين لمواجهة «الدولة الإسلامية»

«أوباما» يطلب تفويضا من «الكونجرس» للحملة ضد «الدولة الاسلامية»

استياء أمريكي من تباطؤ بغداد في تسليح العشائر السنية بالأنبار

«السيستاني» يطالب الحكومة العراقية بمساعدة العشائر السنية ضد «الدولة الإسلامية»

العشائر العراقية تعلن عن قرب تشكيل «جيش عشائري» لمواجهة «الدولة الإسلامية»

«الكونجرس الأمريكي» يوافق على تدريب وتسليح المعارضة السورية "المعتدلة"

مساع أميركية وعربية لتوحيد السنة في العراق