استياء مواطني الأنبار من منعهم دخول بغداد دون كفيل والسماح للإيرانيين دون تأشيرة

الثلاثاء 1 ديسمبر 2015 07:12 ص

نقل موقع «القدس العربي» استياء مواطنين من محافظة الأنبار العراقية من الممارسات التي تتبعها الحكومة العراقية ضدهم والتعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية ومنعهم من دخول العاصمة بغداد إﻻ بكفيل ضامن من أهالي العاصمة، مبينين أن أكثر من 500 ألف زائر إيراني دخلوا الحدود العراقية دون تأشيرة دخول أو جواز وتم إدخالهم العراق خلال دقائق معدودة؛ في حين اﻻلاف من الأسر النازحة من أهالي الأنبار محتجزين عند جسر بزيبز ويمنع إدخالهم العاصمة بغداد.

«أبو نوري» يبلغ من العمر 65 عاماً تحدث لـ«القدس العربي» قائلاً : «نزحت من مدينة الرمادي بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة خوفاً من القصف الذي تعرضت له المدينة، ونحن الآن محتجزون أنا وعائلتي عند جسر بزيبز بعد منع السلطات العراقية عبورنا إلى بغداد دون وجود كفيل من أهالي بغداد».

وأبدى «أبو نوري» اندهاشه من دخول أكثر من 500 ألف إيراني إلى العراق كدفعة واحدة دون أي عراقيل أو حتى أن تطلب السلطات العراقية منهم تأشيرة دخول أو جواز السفر، «في حين تتعامل معنا تلك السلطات بشكل تعسفي وابتزازي كأننا لسنا عراقيين»، حسب وصفه.

وأضاف: «إن مايتعرض له أهل السنة من إقصاء وتهميش من قبل الحكومة العراقية يشعرنا أننا مواطنون من الدرجة الثانية، ولو بقينا في منازلنا تحت قصف الطائرات أهون علينا من الذل الذي تعرضنا له هنا من قبل السلطات العراقية في جسر بزيبز».

من جانبه انتقد المواطن «عبدالله الدليمي» الإجراءات المتبعة ضد نازحي الأنبار والتي شبهها بمعاناة الفلسطينيين عند معبر رفح الحدودي، واصفاً حال النازحين بالمزري والأليم، وقد حدث عدد من حاﻻت الوفاة بسبب نقص الأدوية والعناية الصحية عند جسر بزيبز، ولا أعلم سبب منعهم من دخول عاصمتهم والمكوث فيها، وفي المقابل يسمح لمن هم غير العراقيين بدخول العراق دون أي قيد او شرط، كأنهم هم أهل البلد ونحن السنة ضيوف فيه»، في إشارة الى الزوار اﻻيرانيين الذين اقتحموا المعابر الحدودية رغماً عن السلطات.

وشدد «الدليمي» على ضرورة فتح جسر بزيبز بشكل دائم، وإلغاء شرط الكفيل الذي فرضته الحكومة العراقية كشرط أساسي لدخول نازحي الأنبار إلى العاصمة بغداد.

الحاجة «أم مصطفى» تحدثت «القدس العربي» وما تنفك تترك بخاخ الربو حتى تعيد استخدامه بسبب حاﻻت اﻻختناق التي تمر بها لأنها مصابة بمرض الربو المزمن، وتقول: «ﻻ اذكر في يوم من الأيام تم احتجازي في مكان في العراق، ولكني اليوم أنا هنا محتجزة منذ أشهر، وﻻ أحد ينظر إلى حالي، وأنا أعاني من عدة أمراض منها الربو، والضغط، ومصابة بعدة جلطات دماغية، وبحاجة إلى الدواء والراحة، وربما تحين وفاتي في أي لحظة بسبب سوء الأحوال الصحية والمعيشية هنا».

 أضافت الحاجة «أم مصطفى»: «لقد علمت أن الزوار الأيرانيين يدخلون الحدود العراقية دون تأشيرة أو حتى بطاقة هوية ولهم مطلق الحرية في التنقل إلى محافظات العراق بحرية تامة، بعكس مانتعرض له نحن نازحو الأنبار والمحافظات السنية من تضييق وإذﻻل وتعسف، فضلاً عن فرض شرط الكفيل الذي فرضته الحكومة العراقية بحق مواطني بلدها، وهذا يدل على اعتبار أننا لسنا من أبناء هذا الوطن، واعتبار الإيرانيين هم سكان البلد اﻻصليين من قبل حكومة بغداد»، حسب قولها.

وتسببت هذه المعاناة في انتشار الأمراض المزمنة والمعدية بين كبار السن والأطفال والنساء نتيجة شح المواد الغذائية وافتقار المياه الصالحة للشرب والمواد الطبية ما جعلهم يستغيثون ويطالبون بالعلاج اللازم وإدخالهم المستشفيات .

وبات سكان الانبار الذين يبلغ تعدادهم حوالي مليوني نسمة ضمن قوائم النازحين وتتجاوز نسبة الفئات الشبابية 60% من السكان جميعهم باتوا عاطلين عن العمل وحرم غالبية الطلبة من الدراسة في المدارس والجامعات، وربما سجلت وسائل الاتصال الحديثة دورا كبيرا في جمع شتات هذا المجتمع للتواصل وهم متواجدون ما بين بغداد ومحافظات اقليم كردستان العراق وبعض المدن الوسطى والبعض هاجر إلى خارج البلاد بحثا عن الأمان.

وبدأت مشكلة نزوح سكان الأنبار منذ بداية عام 2014 أثر دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى مدن المحافظة والسيطرة عليها نتيجة انسحاب القوات الأمنية منها بشكل غريب، الأمر الذي جعل غالبية سكان المحافظة يتركون مناطقهم وبيوتهم وممتلكاتهم خشية ارتكاب جرائم قتل وإبادة ضدهم .

ودعت منظمات مجتمع مدني وخيرية الحكومة المركزية إلى التدخل بشكل عاجل وتوفير سكن ملائهم لآلاف العوائل التي نزحت منذ أيام من مناطق متفرقة من الأنبار بعد أن افترشوا الأرض بالقرب من المنطقة المحاذية لبغداد.

وقال ناشط في أحدى المنظمات إن «أوضاع النازحين من أبناء الأنبار في غاية السوء، وأن هناك المئات من كبار السن والأطفال معرضين للموت في الساعات المقبلة ما لم يتم إسعافهم بالمواد الطبية وإدخالهم الى المستشفيات لتحسين أوضاعهم الصحية».

  كلمات مفتاحية

بغداد سُنة العراق العراق إيران

البيشمركة تبدأ ترحيل نازحين عراقيين سنة من كركوك

الأمم المتحدة: أكثر من 90 ألف عراقي نزحوا من الأنبار خلال أيام

الاجهزة الأمنية تشترط حصول نازحي الرمادي على كفيل لدخول بغداد

«الحشد الشعبي» يختطف 125 مدنيا من محافظة «صلاح الدين» ويمنع عودة النازحين إليها

البرلمان العراقي ينتقد «الصمت الحكومي» على تجاوزات الزوار الإيرانيين

«العراق - إيران».. مشهد مستقطع لحدودٍ مرسومة بأقلام رصاص!

آلاف الإيرانيين يسعون للحصول على الجنسية بدعوى انتمائهم لأصول عراقية

نشطاء شيعة يزعمون: الإمام «الحسين» ظهر في كربلاء العراقية