كشف مصدر في الجيش العراقي عن اعتقاله لاثنين من عناصر ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية (الموالية للحكومة) جنوب العاصمة بغداد بتهمة ممارسة «المثلية الجنسية»، مشيرا إلى أن قوة من قيادة الفصيل الذي يتبعه المتهمون قامت بتسلمهم من الجيش والتحفظ عليهم بعد نقلهم الى مركز احتجاز تابع لهم .

وقال المصدر في تصريح خاص لصحيفة «القدس العربي» اللندنية إن قوة من اللواء 25 التابع للفرقة 17 في الجيش العراقي والتي تقوم بإدارة الملف الامني بالتعاون مع قوات الحشد الشعبي في ناحية اللطيفية، جنوب بغداد، اعتقلت اثنين من عناصر الحشد وهما متلبسان بارتكاب الفعل الفاحش اثناء قيامهم بواجب الحراسة الليلي في منطقة الكيلوات.

وأضاف المصدر أن عملية الاعتقال تمت بناء على معلومة من مصدر خاص بهم وجرت بإحكام تام وتم توثيقها، لافتاً إلى أن العملية أسفر عنها حدوث شجار وتهديد باستخدام السلاح بين قادة فصيل الحشد وضباط من اللواء 25 التابع للجيش والذين أصروا على إخضاع المتهمين للفحص الطبي من أجل إثبات الحادثة.

ورفض المصدر تسمية الفصيل الذي يتبع له الأشخاص المقبوض عليهم، لكنه أشار إلى أن تدخل مسؤول الإرشاد الديني والتوعوي في الفصيل وإجرائه مكالمات هاتفية مع قيادات في الفرقة 17 للجيش أسفرت عن الاتفاق على تسليمهم العناصر وإغلاق الموضوع.

وأضاف أن قوة من الفصيل الشعبي تسلمت منهم الشخصين المقبوض عليهم ونقلتهم إلى مركز احتجاز وتحقيق تابع لهم في ناحية اللطيفية ، لافتاً إلى أن الحادثة الحالية ليست الأولى من نوعها وسبقتها حوادث مشابهة في قاطع العمليات الخاص بمنطقة جنوب بغداد.

وأوضح المصدر أن تحقيق أولي أجراه مع أحد المتورطين في هذه الممارسات، وقد أشار إلى أنه تذرع بالفترة الطويلة التي يقضيها في جبهات القتال حيث تجعله يميل إلى هذه الأفعال والتي لم يكن متعوداً عليها من قبل في حين أكد أنه لا يجبر أي شخص على مشاركته هذا الفعل إلا إذا كان راغباُ به ، على حد قوله.

إلى ذلك نفى قيادي عامل في مديرية التوجية العقائدي التابعة لهيئة الحشد الشعبي وجود مثل هذه الحوادث متهماً جهات تريد التقليل من انتصارات الحشد بأختلاق هذه القصص، على حد قوله.

وقال «وسام الكلابي» للصحيفة إن قيادات وضباط برتب أصغر في الجيش يتخذون موقفاً سلبياً للغاية من زعامات وعناصر الحشد الشعبي ويحاولون الإساءة اليهم عبر تمرير أخبار مشوهة إلى وسائل الإعلام، عازياً الأمر إلى حالة التنافس السائدة بين الجانبين.

وتابع «الكلابي» أن هيئة الحشد سبق لها استلام بلاغات عن مثل هذه الحوادث وفي مناطق متفرقة من قواطع العمليات وتم تكليف متخصصين للتحقيق بها وأكدوا لاحقاً انها مجرد شائعات لا ترتقي إلى الحقيقة، بحسب تعبيره.

وتأسست ميليشيا الحشد الشعبي بفتوى من المرجع الشيعي «علي السيستاني» عقب سيطرة مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة الموصل، شمالي العراق، في يونيو/ حزيران من العام الماضي، وتتألف من الفصائل المسلحة التابعة للأحزاب الداخلة في تشكيل الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق.