عندما بدأت الحملة الجوية الدولية ضد «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا قبل عام تقريباً، سارعت دول عربية كالسعودية والإمارات والأردن إلى المشاركة فيها.
لكن المشاركة العربية توقفت منذ أشهر، على ما يبدو، بسبب الانشغال بالحملة العسكرية في اليمن، وغياب استراتيجية واضحة في سوريا حيال مصير رئيس النظام، «بشار الأسد»، والنفوذ الإيراني هناك، حسب تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية على موقعها الإلكتروني.
التقرير أشار إلى أن القوات الجوية السعودية لم تنفذ أي مهمة ضد أهداف لـ«الدولة الإسلامية» في سوريا منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وبينما توقفت الإمارات في مارس/آذار، نفذ الأردن، الذي فقد الطيار «معاذ الكساسبة» بطريقة وحشية على يد التنظيم، غارته الأخيرة في أغسطس/آب.
ولفت التقرير إلى أن الدعوات التي قادتها فرنسا لتكثيف الحملة العسكرية على تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، إثر الهجمات التي وقعت في باريس الشهر الماضي، لم تجد صداها عند العرب.
ووفق «سي إن إن»، فإن أحد الأسباب المهمة لتراجع الدور العربي في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» هو اليمن؛ إذ تركز الدول العربية على الحرب هناك؛ حيث يقاتل تحالف عربي بقيادة سعودية الحوثيين المدعومين من قبل إيران، والذين أطاحوا بالحكومة وسيطروا على العاصمة صنعاء.
لكن إلى جانب الحرب في اليمن، يبدو أن الكثيرين في العالم العربي لا يودون أن يعلقوا بشكل أعمق في القتال دون استراتيجية سياسية واضحة في سوريا.
إذ تريد السعودية ودول الخليج رؤية «بشار الأسد» يرحل، ويريدون الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.
وخلص التقرير إلى أن دعوات لدول الخليج للعب دور أكبر ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ستذهب، على الأرجح، أدراج الرياح حال لم يخرج «الأسد» من اللعبة الجيوسياسية الأوسع.
