على الرغم من تعثر الحملة العسكرية لاستعادة تكريت، أعلنت بغداد اليوم عن استعداداتها لبدء معركة تحرير الموصل التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ يونيو/حزيران الماضي.
وقال نائب رئيس الوزراء العراقي، «بهاء الأعرجي»، إن معركة تكريت محسومة لصالح قواتنا الأمنية، معتبرا أن تأخر السيطرة على جميع أجزاء المدينة بسبب كثافة العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم «الدولة الإسلامية»، في الوقت الذي يستعد فيه الجيش العراقي لتحرير الموصل.
جاء ذلك في كلمة له خلال المؤتمر الثالث للغرف التجارية، الذي جاء تحت عنوان تحت شعار «دور الغرف التجارية في دعم البرنامج الاقتصادي والحكومي».
وأضاف «الأعرجي» أن «تكريت لم تكن عصية على القوات الأمنية والحشد الشعبي إلا أن زرع تنظيم الدولة الإسلامية للألغام وتفخيخه المنازل أعاق تقدم القوات»، مشيرًا إلى أن «الحكومة حريصة على الدماء العراقية، وأنها تريد أن تحقق النصر بأقل الخسائر».
وأشار إلى أن «أي تصريح يصدر عن أي مسؤول غير القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء حيدر العبادي) أو وزارة الدفاع هو غير رسمي خاصة بعد تضارب التصريحات من أكثر من جهة بشأن ما يجري من معارك في ساحات القتال».
وكان وزير الداخلية العراقي قد صرح قبل يومين أن القوات العراقية اضطرت لتعليق الحملة العسكرية في تكريت لتقليل الخسائر في صفوفها، في ظل الاستعدادات التي تجهزت بها «الدولة الإسلامية» للدفاع عن المدينة متمثلة في القناصة والمفخخات.ة
وحققت القوات العراقية، خلال الأيام الماضية، تقدما محدودا على «الدولة الإسلامية» باستعادة السيطرة على بلدتي الدور والعلم القريبتين من مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، فضلا عن استعادة قرى في تلك المنطقة.
وبدأ العراق حملة عسكرية بمشاركة نحو 30 ألفا من قوات الجيش والشرطة والميليشيات الشيعية المسلحة وأبناء العشائر السنية لطرد «الدولة الإسلامية» من محافظة صلاح الدين مطلع مارس/ آذار الجاري.
وفي 10 يونيو/ حزيران 2014، سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها «دولة الخلافة»
وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها «الدولة الإسلامية» وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أكثر من 7 أشهر.
استعدادت لتحرير الموصل
وذكرت تقارير إخبارية اليوم الخميس أن مقرر برلمان العراق نيازي «معمار أوغلو»، أعلن أن القوات العراقية تحشد أكثر من 250 ألف مقاتل، استعداداً لتحرير الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال «أوغلو» في تصريح خاص لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية اليوم الخميس، إن «ثلاثة ألوية عسكرية أنهت تدريباتها حديثاً بأكثر من ثمانية آلاف مقاتل تركماني، في قاطع تلعفر المحاذي للموصل، للمشاركة في عمليات تحرير المدينة من «الدولة الإسلامية»، وأن الآلاف من المقاتلين من قوات البيشمركة الكردية سيشاركون في العملية».
وأكد المسؤول العراقي أن «كل الأجهزة الأمنية جاهزة لتطهير الموصل، وهناك محاور عسكرية سوف تكون سالكة لتحرير المدينة بعد الانتهاء من معركة محافظة صلاح الدين من الجهة الغربية، أما الجنوبية والشرقية فتتواجد فيها أصلاً قوات البشمركة».