أحال رئيس مجلس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، أمس الاثنين، رئيس أركان الجيش الفريق أول «بابكر زيباري» إلى التقاعد، بعد الانتكاسات التي تعرضت لها القوات المسلحة في مواجهة «الدولة الإسلامية» وكان أحدثها خسارة مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق.
ويعتبر «زيباري» هو أبرز ضابط ينحى منذ هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» قبل أكثر من عام، بحسب ما أفاد «سعد الحديثي» الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء أمس الاثنين.
وأضاف «الحديثي» أنه تمت إحالة رئيس أركان الجيش، «زيباري» بتعليمات من «العبادي»، القائد العام للقوات المسلحة، وأنه «هو الذي أصدر الأمر بذلك»، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
يذكر أن «العبادي» قام منذ نيل حكومته الثقة في سبتمبر/أيلول الماضي، بإحالة مئات الضباط على التقاعد أو اعفائهم من منصبهم، آخرهم في أبريل/نيسان الماضي حين أحال 300 ضابط في وزارة الدفاع للتقاعد، ضمن مساعيه لإعادة هيكلة الجيش إثر انهيار قطعات منه في وجه هجوم «الدولة الإسلامية» في يونيو/حزيران 2014.
وعانى الجيش العراقي الذي استثمرت فيه السلطات العراقية مليارات الدولارات، من فساد في أوساط بعض الضباط والعناصر، ونقص في التدريب الذي تقول الولايات المتحدة إنه تراجع بشكل كبير منذ انسحاب قواتها في العام 2011.
تصريحات سابقة لزيباري
اعتبر «زيباري» قبل انسحاب القوات الأميركية أنه من الافضل بقاء وحدات منها، وأن الجيش العراقي يحتاج الى سنوات ليكون جاهزا بشكل كامل، وقال لـ«فرانس برس» في 2010: «لو سئلت عن الانسحاب لقلت للسياسيين يجب أن يبقى الجيش الاميركي حتى تكامل الجيش العراقي عام 2020».
وعلى رغم أن «زيباري»، وهو كردي، تبوأ أعلى منصب في الجيش، إلا أن قيادة المؤسسة العسكرية خضعت لإعادة هيكلة بعد 2011 في عهد رئيس الوزراء السابق «نوري المالكي»، الذي جعل «مكتب القائد العام للقوات المسلحة» برئاسته، المسؤول عن قيادة الجيش وتعيين الضباط الكبار.
وبعد مرور نحو 3 أعوام ونصف عام على انسحاب القوات الأميركية، يتواجد الآلاف من جنودها حاليا في العراق لتقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية في مواجهة «الدولة الإسلامية»، كما تقود واشنطن تحالفا دوليا ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا.