جنود عراقيون يفرون من قتال «الدولة الإسلامية» ويلجؤون إلى أوروبا

الأحد 20 سبتمبر 2015 09:09 ص

هجر بعض الجنود العراقيين مواقعهم القتالية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» وانضموا إلى موجة اللاجئين المدنيين المتجهين إلى أوروبا، مما يثير شكوكا في تماسك قوات الأمن التي تحظى بدعم من الغرب في قتال مسلحي التنظيم.

وأظهرت لقاءات مع لاجئين أن عشرات المقاتلين في الجيش والشرطة والقوات الخاصة في العراق، بالإضافة إلى مقاتلين من الشيعة وقوات البيشمركة الكردية رحلوا في الأشهر الأخيرة إلى أوروبا أو ينوون الرحيل قريبا، بحسب وكالة «رويترز».

وينضم هؤلاء إلى أكثر من 50 ألف مدني غادروا العراق في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وفقا لبيانات الأمم المتحدة، في إطار حركة لجوء أكبر من سوريا وغيرها من مناطق الصراع في الشرق الأوسط.

وينذر عجز العراق عن الاحتفاظ بجنوده بمزيد من التآكل لمعنويات الجيش الذي انهار جزئيا مرتين في العام الأخير في مواجهة «الدولة الإسلامية».

كما أن هذا الأمر يضعف جهود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي ينفق مليارات الدولارات على تدريب القوات العراقية وتجهيزها حتى تستطيع التصدي للمتشددين.

ونقلت «رويترز»، عن متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، قوله إن الجيش لا يقلقه لجوء الجنود الذين قدرت أعدادهم بالعشرات من قوة أمنية يقدر عدد أفرادها بعشرات الآلاف.

وقال العميد «تحسين ابراهيم صادق» إن «القوات المسلحة تؤدي دورها، ولا داعي للقلق»، لكن «سعيد كاكيي» مستشار وزير قوات البيشمركة في إقليم كردستان في شمال العراق، قال إن الأرقام «تدعو للقلق» رغم أنه لم يستطع ذكر رقم محدد لعدد جنود البيشمركة الذين تركوا الخدمة.

ويسلط رحيل الجنود الضوء على إحساس باليأس متغلغل بين كثير من العراقيين بعد أكثر من عام على استيلاء «الدولة الإسلامية» على ثلث مساحة بلادهم وتهديدها باجتياح العاصمة.

ورغم دحر مقاتلي الدولة الإسلامية في بعض المناطق فإن أفرادا في قوات الأمن يقولون إنهم راحلون لأنهم يواجهون هجمات يومية من جانب التنظيم وعنفا طائفيا وركودا اقتصاديا.

كذلك يشعر كثيرون من أفراد قوات الأمن بالإحباط بعد أن تبددت أوهامهم عن المسؤولين المنتخبين الذين يقولون إنهم تركوهم على الخطوط الأمامية دون تزويدهم بإمكانيات كافية وسعوا للإثراء من خلال الفساد.

وقال شرطي من القوات الخاصة قرر الفرار إلى أوروبا بعد مقتل شقيقه في معركة في وقت سابق من العام في مصفاة بيجي الشمالية حيث كان موقعه: «العراق يستحق القتال في سبيله لكن الحكومة لا تستحق»، مضيفا: ««لا يوجد أي اهتمام بنا على الإطلاق، الحكومة دمرتنا».

وأضاف أن فشل بغداد في تدعيم جنودها تسبب في خسائر كان من الممكن تحاشيها في معركة مستمرة منذ أكثر من عام.

وقال فرد من القوات الخاصة في الرمادي إن الوحدة الخاصة وحدها شهدت فرار أكثر من 100 مقاتل إلى أوروبا في الأشهر الستة الأخيرة.

بينما أكد فرد آخر من القوات الخاصة أيضا، يرابط في محافظة الأنبار الغربية التي تعد من معاقل التنظيم إنه لم يعد لديه أي دافع يدعوه للبقاء وانضم إلى 16 جنديا آخرين هربوا إلى شمال أوروبا في الشهر الماضي.

ونقلت وكالة «رويترز» عنه قوله: «كنا نقاتل بينما الحكومة والأحزاب جعلت مهمتها كنز المال وأرسل المسؤولون أولادهم للإقامة في الخارج».

وأضاف: «ما دفعنا للرحيل كان رؤية رجالنا يصابون ويقتلون ويشوهون ولا أحد يهتم».

وبدأت بغداد حملة لاستعادة الأنبار قلب النفوذ السني بعد سقوط عاصمتها الإقليمية الرمادي في مايو/أيار الماضي ليصبح ما تبقي في أيدي القوات الحكومية مواقع قليلة متناثرة في المحافظة الصحراوية مترامية الأطراف.

لكن القتال سار على نحو متقطع وبلغت التوترات الطائفية ذروتها وتعطلت القوات البرية بسبب المتفجرات التي زرعها مقاتلو «الدولة الإسلامية» على الطرق وفي المباني.

 

 

  كلمات مفتاحية

الجيش العراقي الدولة الإسلامية العراق أوروبا أزمة اللاجئين

الجيش العراقي ينفي مشاركة قوات برية أمريكية في معركة استعادة الرمادي

«ريحتنا» التي طلعت في أزمة اللاجئين

«العبادي» يحيل رئيس أركان الجيش العراقي إلى التقاعد

رأي اليوم: اعترافان أمريكيان خطيران.. «الجيش العراقي بلا فائدة» و«الدولة الاسلامية أقامت الخلافة»

شبكة «إيه بي سي» الأمريكية تكشف تورط قوات الجيش العراقي في انتهاكات بالمناطق السنية

هل يستطيع الجيش العراقي طرد تنظيم «الدولة الإسلامية»؟

العراق يعلن مقتل 74 من مسلحي «الدولة الإسلامية» في الأنبار ونينوي