أقر وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، بالمكاسب الميدانية التي حققها تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق مؤخرا بسيطرته على مدينة الرمادي، ولكنه قال إن الاستعدادات العسكرية العراقية لم تكن على قدر المستوى في المنطقة، متعهدا بـ«انقلاب قريب» للأوضاع.
وقال «كيري»، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الكورية الجنوبية سول، ردا على سؤال حول الأوضاع في العراق: «في الأنبار، حيث لا يمتلك الجيش العراقي حضورا عدديا كافيا بعد –وأشدد على كلمة بعد– لانتقال من الدفاع إلى الهجوم، تبرز فرص مثل الرمادي، حيث يكون لدى الدولة الإسلامية إمكانية إلحاق الكثير من الضرر».
وتابع «كيري»، في كلمته: «هناك فرصة لرؤية المزيد من الهجمات كتلك التي رأيناها في الرمادي، ولكنني على ثقة من أن الأوضاع ستنقلب خلال الأيام المقبلة، لقد قتل الكثير من عناصر الدولة الإسلامية خلال الأيام الماضية، وسيقتل المزيد منها في الفترة المقبلة لأنها اللغة الوحيدة التي يفهمونها».
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن جميع الدول في المنطقة تعارض «الدولة الإسلامية» وتشارك في القتال ضده، ولكنه استطرد بالقول إن المعارك سيكون فيها مد وجزر، مضيفا: «أنا واثق من النتيجة على الأمد البعيد، ولكن سيكون هناك لحظات نواجه فيها تحديات، كما حصل بالأمس في الرمادي».
بدورها أكدت المتحدثة الأخرى باسم «البنتاغون»، «إليسا سميث» أن مقاتلي تنظيم «الدولة» حققوا تفوقا في القتال بالرمادي، مشيرة إلى أن خسارة هذه المدينة لا تعني تحول الحملة العسكرية العراقية لصالح التنظيم، غير أنها أقرت بأن حدوث ذلك سيمنحه انتصارا دعائيا.
وقالت «سميث» إنه في حال حدوث ذلك، يتعين على التحالف دعم القوات العراقية لاستعادة الرمادي فيما بعد، مؤكدة مواصلة الولايات المتحدة تزويد هذه القوات بالدعم الجوي والمشورة.
وأعلن تنظيم «الدولة» في بيان نشر عبر الإنترنت، إنه تمت السيطرة الكاملة على الرمادي بعد اقتحام اللواء الثامن والسيطرة عليه وعلى كتيبة الدبابات والراجمات فيه، بالإضافة إلى مبنى قيادة عمليات الأنبار.
وبثّ ناشطون صورا قالوا إنها تظهر انسحاب قوات الجيش العراقي وقوات التدخل السريع من آخر معاقلهما في قيادة عمليات الأنبار ومقر اللواء الثامن، باتجاه قاعدة الحبانية الجوية شرقي المدينة.
ومع اشتعال المعارك في الرمادي، نزح آلاف الأشخاص من المناطق الملتهبة، وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من ثمانية آلاف شخص نزحوا خلال اليومين الماضيين من المنطقة، وإن العدد يتزايد.