أعلنت السلطات العراقية في محافظة الأنبار أن القوات الأمنية أحرزت تقدما جنوب الرمادي وتمكنت من دخول جامعة الأنبار، وذلك بعد يوم من إطلاق عملية استعادة المحافظة من قبضة «الدولة الإسلامية».

وقال عضو مجلس محافظة الأنبار «راجع بركات العيساوي» اليوم الأربعاء إن القوات الأمنية و«الحشد الشعبي» تمكنا من تحرير منطقتي الطاش والحميرة جنوب الرمادي، ودخلا أجزاء من جامعة الأنبار.

وتابع «العيساوي» أن للمنطقتين المذكورتين أهمية استراتيجية، موضحا أن تحريرهما يساهم في قطع إمدادات التنظيم في جنوب الرمادي.

وأضاف أن مسلحي «الدولة الإسلامية» هربوا من تلك المناطق إلى جزيرة الخالدية.

وقال «أركان خلف الطرموز»، وهو عضو مجلس محافظة الأنبار، إن القوات الأمنية من الجيش والقطاعات العسكرية الأخرى ضمن مسؤولية وزارة الدفاع وبمساندة قوات «الحشد الشعبي» (من خارج الأنبار) تمكنوا من تحرير منطقتين هما الحميرة والطاش جنوبي مدينة الرمادي بعد مواجهات واشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل 33 عنصرا للتنظيم.

وأضاف «الطرموز» أن القوات الأمنية و«الحشد الشعبي» استطاعوا فرض سيطرتهم على كامل المنطقتين بعد هروب عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» منهما، لافتا إلى إن القوات الأمنية قطعت جميع خطوط الإمداد عن تنظيم «لدولة الإسلامية» في داخل مدينة الرمادي من الجهة الجنوبية بعد سيطرة قوات الجيش و«الحشد الشعبي» على المنطقتين الاستراتيجيتين.

من جانب آخر، قال مصدر أمني بالجيش إن قوة من الجيش تمكنت من صد هجوم لتنظيم «الدولة الإسلامية» بواسطة ثلاثة مركبات ملغومة يقودها ثلاثة انتحاريين على مقر مغاوير الفرقة الأولى في منطقة الهياكل جنوب الفلوجة.

وأوضح المصدر الأمني أن قوة من الجيش صدت الهجوم بواسطة أسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للدروع وتمكنت من قتل الانتحارين وتفجير مركباتهم المفخخة وإلحاق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.

هذا وأعلنت وزارة الدفاع العراقية أن عمليات كبرى منسقة تجرى حاليا بين القوات العراقية وتشكيلات «الحشد الشعبي» لتحرير الرمادي من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأضافت الوزارة في بيان صحافي أن «القوات المشتركة وحشدنا المجاهد يحيطون بالدواعش من كل الجهات وعمليات التحرير تجري بنسقها المرسوم لتحرير الرمادي».

من جانب آخر أعلن «الحشد الشعبي» أن «سرايا السلام» التابعة له تخوض معارك شرسة ضد «الدولة الإسلامية» غرب سامراء وتتقدم نحو بحيرة الثرثار التي تفصل بين محافظتي صلاح الدين والأنبار.

وجاء في بيان إعلامي صادر عن «الحشد الشعبي» أن الأخير كبد التنظيم خسائر كبيرة وأبعد خطره عن مدينة سامراء.

تصفية «وزير الحرب» في تنظيم «الدولة الإسلامية»

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية مساء أمس الثلاثاء عن تصفية من يسمى «وزير الحرب» في تنظيم «الدولة الإسلامية» بضربة جوية في محافظة صلاح الدين.

وذكر التلفزيون العراقي الرسمي في خبر عاجل نقلا عن الوزارة، أنه تم قتل من يسمى «وزير الحرب في «الدولة الإسلامية» بضربة موفقة لأبطال طيران الجيش في صلاح الدين.

«العبادي» يتفقد قيادة العمليات في الأنبار وصلاح الدين

من جهته، زار رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» بصفته القائد العام للقوات المسلحة أمس الثلاثاء مركز قيادة العمليات المشتركة للاطلاع على سير المعارك في الأنبار وصلاح الدين.

وذكرت وزارة الدفاع في بيان أن «العبادي» أشاد بـ«التقدم الرائع لقواتنا وحشدنا المجاهد في محاور العمليات».

وكان المكتب الإعلامي لـ«العبادي» قد أعلن صباح أمس الثلاثاء، عن بدء عملية تحرير محافظة الأنبار، بالتزامن مع استمرار عمليات تطهير المناطق المحيطة بقضاء بيجي، فيما بدأت قوات أمنية مشتركة بعملية تحرير مناطق غرب محافظة صلاح الدين.

وسبق لـ«العبادي» أن صرح بأن «الدولة الإسلامية» لم ولن يحقق نصرا استراتيجيا، وكل ما حققه هو ثغرة حصلت في الرمادي لأسباب يجري التحقيق بها لمحاسبة المقصرين، لافتا إلى أن ما حصل كان «انسحابا من غير أوامر».

وكانت وزارة الداخلية قد أعفت اللواء الركن «كاظم محمد فارس»، قائد شرطة الأنبار من منصبه، في ضوء الأحداث الأخيرة، وعينت اللواء «هادي رزيج كساء» بدلا عنه، وطالبته بأن يختار مقرا بديلا لقيادة الشرطة ويبدأ بتنظيم شرطة الأنبار والرمادي.

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد بسط سيطرته على مدينة الرمادي منتصف الشهر الجاري بعد معارك طاحنة استمرت منذ شنه الهجوم على المدينة في 10 أبريل/نيسان الماضي.

وفي 17 مايو/أيار انسحبت قوات «سوات» والفرقة الذهبية من مقر عمليات الأنبار بمنطقة الملعب، إلى شرق مدينة الرمادي، كما أخلت قوات الفرقة الثامنة للجيش مقرها بالرمادي دون أوامر من القيادة العليا، مما سهل سقوط معظم أنحاء المدينة بيد «الدولة الإسلامية» الذي نشر قناصة على أسطح مبانيها.

ضربات جوية للتحالف

في غضون ذلك، أعلنت قوة المهام المشتركة للتحالف الدولي، أمس الثلاثاء، عن تنفيذ 12 ضربة جوية ضد أهداف لتنظيم «الدولة الإسلامية» في 3 محافظات عراقية، و 7 ضربات في سوريا.

وذكرت القوة في بيان صحافي، أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا خلال 24 ساعة الماضية، 12 ضربة جوية على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق قرب مدن بيجي والفلوجة وهيت والموصل وسنجار وتلعفر، مبينة أن تلك الضربات استهدفت وحدات تكتيكية وعربات ومدافع رشاشة ثقيلة ومباني تابعة للتنظيم.

وأضافت القوة أنه تم تنفيذ سبع ضربات جوية في سوريا قرب الحسكة استهدفت وحدات تكتيكية ومقرا للتنظيم ومواقع قتالية ومنشأة لإنتاج الغاز الطبيعي.