نفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أمس الثلاثاء وجود أي تنسيق بين الجنود الأمريكيين الذين تم إرسالهم مؤخرا إلى قاعدة «التقدم» العسكرية العراقية وبين بضع عشرات من عناصر ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية موجودين في هذه القاعدة، في مهمة ارتباط مع الجيش العراقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل «ستيفن وارن»: «ما من تفاعل بين العسكريين الأمريكيين الـ450 وعناصر الميليشيات الشيعية في قاعدة التقدم، مؤكدا أن عدد هؤلاء العناصر قليل ولا يزيد عن بضع عشرات على الأكثر».
وأضاف: «لا توجد وحدات من الميليشيات الشيعية في التقدم، هناك بعض الأفراد الذي يعملون هناك، يؤدون مهمة أشبه بمهمة ارتباط، وهم عناصر في ميليشيات شيعية».
وتابع: «إنها مجموعة صغيرة.. بضع عشرات من الأفراد.. ليست وحدة»، مشيرا إلى أن هؤلاء العناصر يؤدون مهمة ارتباط مع ممثلي الحكومة العراقية الموجودين في التقدم.
وشدد المتحدث على أن القوات الأمريكية ليس لديها أي تفاعل مع هذه المجموعة الصغيرة من عناصر الميليشيات الشيعية.
وأضاف: «كانت هناك في وقت ما وحدات من الميليشيات الشيعية في قاعدة التقدم ولكن احد شروطنا للذهاب إلى هناك كان مغادرة هذه الوحدات القاعدة الجوية».
وعقب سقوط الرمادي، مركز محافظة الأنبار بيد تنظيم الدولة الإسلامية، أذن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بنشر 450 جنديا أمريكيا إضافيا في العراق لتسريع وتيرة تدريب القوات العراقية، وقد تمركز هؤلاء الجنود في قاعدة «التقدم» الجوية الواقعة على بعد حوالي 40 كلم من الرمادي، وذلك بهدف دعم الفرقة الثامنة في الجيش العراقي وتدريبها على استعادة المدينة.
ومنذ سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة الرمادي -الذي قوبل بانتقادات أمريكية قاسية لأداء الجيش العراقي- بدأت واشنطن بتسريع إمدادات الأسلحة إلي قوات الحكومة العراقية ودراسة سبل لتحسين برنامج التدريب.
وقال وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» في وقت سابق إن القوات العراقية في الرمادي تفتقر إلى إرادة القتال.
وأضاف أن مقاتلي العشائر السنية هناك قد شكوا من عدم تلقى التدريب أو معدات من الحكومة المركزية.
وأكد «كارتر» بعد انسحاب القوات العراقية أنه طلب من فريق يتألف من كبار المسؤولين العسكريين وضع خيارات لتعزيز تدريب وتجهيز البرنامج الذي يعتبر جزءا أساسيا من استراتيجية الإدارة في العراق.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أن توفير التدريب مباشرة إلى مقاتلي العشائر السنية كان واحدا من هذه الخيارات علما أن واشنطن ما زالت تترك حتى الآن مهمة تدريب وتجهيز القوات السنية إلى بغداد خوفا من تفاقم التوترات الطائفية أو تقويض الحكومة المركزية ذات الأغلبية الشيعية.