استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الطريق إلى بغداد ما زالت طويلة

الاثنين 25 مايو 2015 03:05 ص

في الرحلة العادية من الممكن ان تقطع مسافة الـ 126 كيلو متر التي تفصل بين بغداد والرمادي في اقل من ساعة ونصف. وسفر ست ساعات إضافية الى الغرب ستوصل المسافر من الرمادي الى المعبر الحدودي بين العراق والاردن. نظرة سطحية الى الخارطة من شانها ان تثير، بشكل طبيعي، الرعب، حيث ان هذه المسافات تشكل تحديا صغيرا لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الذي يسيطر حاليا على معظم محافظة الانبار. بعد احتلال مدينة الرمادي، عاصمة المحافظة، يوم امس الاول، تبقى على التنظيم فقط تحريك آلياته الى الشرق الى بغداد او غربا الى الاردن.

مع ذلك، فالسيطرة على بغداد هي مهمة مختلفة عن احتلال الرمادي او الموصل الذي تم في حزيران / يونيو 2014. فمن اجل الوصول الى العاصمة العراقية على الجهاديين ان يحتلوا الحبانية، الى الشرق من الرمادي، وكذلك لاحتلال الفالوجة مجددا التي تلقوا الهزيمة فيها على ايدي المليشيات الشيعية. بعد ذلك عليهم ان يقطعوا الخطوط الدفاعية للجيش العراقي على مشارف بغداد وادارة معركة واسعة امام قوات قوية منهم، تحت قصف جوي من قبل قوات التحالف الغربية، والقوات الايرانية، والمليشيات الشيعية والمتطوعون السنة.

تفيد التقارير العراقية عن دخول حوالي 3 آلاف من مقاتلي المليشيات الشيعية المدربين والممولين من قبل ايران الى منطقة الحبانية، التي تبعد نحو 33 كيلو متر الى الشرق من الرمادي. وتفيد التقارير كذلك عن وجود حوالي الف من المسلحين من ابناء العشائر السنية، وقصف جوي من الطيران الاميركي للمنطقة. بالامس وصل وزير الدفاع الايراني، حسين دهقان، في زيارة خاطفة الى بغداد من اجل التنسيق مع نظيره خالد العبيدي حول امكانية الهجوم المشترك. والهدف: تحرير الرمادي وكبح اي محاولة لتنظيم الدولة الاسلامية للتقدم نحو بغداد.

الولايات المتحدة ليست راضية عن إشراك المليشيات الشيعية بالدفاع عن الرمادي. ويتخوفون في واشنطن ان تنشب في المنطقة مواجهات عنيفة بين الشيعة والسنة، الا انه لا يوجد حاليا بايديهم حل اكثر نجاعة يؤدي الى الحسم.

الانجاز الاميركي الكبير مؤخرا – قتل "وزير المالية" لتنظيم الجهاديين ابو سياف وإلقاء القبض على زوجته – تبدد باحتلال التنظيم للرمادي، التي تبين فيها ضعف الاستراتيجية الأميركية.

هذه الاستراتيجية، التي اعتمدت على القصف الجوي وتأهيل بعيد المدى للقوات العراقية، تبين انها لا يمكنها ان تعطي الرد على المدى القصير او طرد الجهاديين من المناطق التي سيطروا عليها. كما تبين من المواجهات التي وقعت في شمال العراق وفي سوريا، فإنه فقط القوة البرية هي التي نجحت في وقف تقدم التنظيم، بالاضافة الى طرده من المناطق التي سيطر عليها.

لدى العراق قوات برية كبيرة، لكن كما تبين في معركة الموصل وحاليا في الرمادي، فإن الجيش لا يجيد إدارة الحرب أمام قوات تنظيم الدولة الاسلامية المتحركة والسريعة. فكما حصل في الموصل، والان ايضا في الرمادي شوهدت مناظر مخجلة للجنود العراقيين وهم يفرون تاركين خلفهم اسلحة وذخائر كثيرة سقطت بأيدي الجهاديين. ووفقا للتقارير القادمة من العراق فقد تم قتل اكثر من 500 شخص الكثير منهم من الجنود في هذه المعركة.

على ضوء التردد الاميركي والعربي لإرسال قوات برية للعراق، فإن القوة الوحيدة الجاهزة للوصول حاليا هي ايران، التي تستخدم منذ شهور سلاحها الجوي فوق العراق. فلايران قوات مجهزة ومدربة جيدا من الممكن ارسالها الى العراق، شريطة مصادقة الحكومة العراقية على ذلك. وفي مثل هذه الحالة تنتظر واشنطن معضلة مهددة : تشجيع ايران لاسال قواتها الى العراق، او ان تعمل لوحدها - وليس فقط عن طريق سلاح الجو – من اجل تحطيم سلطة الجهاديين في الرمادي.

احتلال الرمادي يعرض حاليا للخطر الخطة للمعركة الكبرى من أجل تحرير الموصل، التي تعكف عليها حاليا الولايات المتحدة، قيادة القوات الكردية والحكومة العراقية. يشكل احتلال الرمادي تهديدا كبيرا بسبب قربها من بغداد.

الموصل موجودة في ظل الاحتلال منذ قرابة العام، وتأجيل تحريرها لا يقدم ولا يؤخر. كما ان تصرف القوات العراقية في الرمادي يشير الى ان المعركة في الوقت الحالي لتحريرها قد يشكل هزيمة اضافية.

هكذا، حقق تنظيم الدولة الاسلامية إنجازا اكبر من احتلاله مدينة المحافظة الثانية في العراق: فقد نجح في إظهار القوات النظامية على كامل بؤسها وبدفع صانعي القرارات في واشنطن وطهران وبغداد والعواصم الاوروبية الى سلوك طريق الحسم التي تهربوا منها – الخروج الى حرب شاملة في الشرق الاوسط.

  كلمات مفتاحية

بغداد احتلال الرمادي الموصل الجيش العراقي إدارة الحرب تنظيم

«نيويورك بوست»: سقوط الرمادي وتدمر أثبت ’’هزلية‘‘ استراتيجية «أوباما»

خبراء أمريكيون: سقوط الرمادي انتكاسة تنسف استراتيجية أوباما ضد «الدولة الإسلامية»

«الإندبندنت»: سقوط الرمادي يغير المشهد السياسي في العراق وسوريا

«البغدادي» يعد بالسيطرة علي بغداد وكربلاء بعد انتصارات التنظيم في الرمادي

«أسوشيتد برس»: الرمادي ”نكسة جديدة“ تعيد إلى الأذهان ”سقوط الموصل“

«البنتاغون» يعد بمساعدة القوات العراقية في استرجاع الرمادي من تنظيم «الدولة الإسلامية»