يترقب النظام المصري، المكاسب المتوقعة من توقيع القاهرة على اتفاق "العلا" الخاص بالمصالحة الخليجية، غداة إعادة فتح الأجواء والحدود بين الدوحة والرياض بعد أكثر من 3 سنوات من قطع العلاقات.

ويرى مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية (حكومي)، "جمال عبدالجواد"، أن مشاركة مصر في القمة تعني أن جزءا من مطالبها من أجل المصالحة قد تحقق.

ويضيف أن تمثيل وزير الخارجية "سامح شكري" للوفد المصري، يعني أن جزءا آخر لم يتم تلبيته.

وغاب الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" عن القمة، وسط تحفظات من القاهرة على إتمام المصالحة مع الدوحة دون تلبية المطالب الـ13.

ومنذ يونيو/حزيران 2017، يطالب الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، قطر، بقطع علاقتها مع إيران، وإغلاق القاعدة التركية على أراضيها، ووقف دعم جماعة "الإخوان"، وإغلاق قناة الجزيرة، وهو ما لم تنفذه الدوحة.

ويعتقد "عبدالجواد" أن عملية المصالحة مستمرة، معلقا: "هناك تقدم تدريجي في حل الخلافات؛ تم حل بعضها، لكن البعض الآخر يبدو أنه مازال عالقا".

وبعد ساعات من توقيع الاتفاق، وصل وزير المالية القطري "على بن شريف العمادي" إلى القاهرة، الثلاثاء، على رأس وفد بطائرة خاصة من الدوحة، في زيارة لمصر، افتتح خلالها مشروعا استثماريا بقيمة أكثر من 1.3 مليار دولار.

بينما يرى أستاذ القانون الدولي العام "أيمن سلامة"، أن "حضور مصر مؤتمر القمة الخليجية، وهي ليست عضوا في مجلس التعاون الخليجي، يعد مجاملة تكريمية للقاهرة، باعتبارها معنية بالشأن الخليجي".

وأضاف لموقع "الحرة"، أن هناك نزاعات ومشاكل بين الدوحة والقاهرة مقارنة بتلك التي بين قطر من جانب وكل من الدول الثلاث من جانب آخر.

وتابع: "الاتفاق الوحيد المشار إليه إعلاميا هو الاتفاق القطري - السعودي، وهو ليس ملزما لباقي الدول، إعمالا بمبدأ نسبية أثر المعاهدات الدولية".

لكن وزير الخارجية السعودي، الأمير "فيصل بن فرحان" أعلن أن قمة العلا طوت صفحة الخلاف، وأن الدول الأربع وافقت جميعا على استعادة العلاقات مع قطر.

ووفق مصدر حكومي مصري، فإن "السيسي"، قد يزور السعودية، خلال اليومين المقبلين؛ وذلك للتشاور حول ملف المصالحة مع قطر، بحسب "مدى مصر".

وتشير وسائل إعلام مصرية مقربة من السلطة، إلى تحفظ مصري على المصالحة مع قطر، خاصة مع استمرار دعم الدوحة لجماعة "الإخوان المسلمون" (التي تصنفها السلطات المصرية جماعة إرهابية)، وتناول قناة "الجزيرة" القطرية للشأن الداخلي المصري، بشكل يسيء للنظام الحاكم.