كشف القائم بأعمال المدعي العام في واشنطن العاصمة، أن المحققين الفيدراليين يبحثون عن كل المتورطين في أعمال الشغب التي جرت بالكونجرس، بما في ذلك الدور الذي لعبه الرئيس المنتهية ولايته "دونالد ترامب"، في تحريض الحشود.
وحسب شبكة "سي إن إن"، فإن القائم بأعمال المدعي الأميركي "مايكل شيروين"، قال: "نبحث عن جميع المتورطين في أعمال الشغب وكل من له دور في ذلك".
وأضاف "شيروين"، أن المدعين الفيدراليين وجهوا 15 قضية جنائية لأشخاص لهم علاقة بأعمال الشغب، بمن في ذلك رجل اعتقل ببندقية عسكرية نصف آلية و11 زجاجة مولوتوف "كانت جاهزة للإطلاق".
وشدد على أنه سيتم توجيه التهم ضد أي شخص له دور في الاقتحام مع وجود أدلة تتناسب مع عناصر الجريمة.
وأوضح المدعي العام، أن الاتهامات لن تنحصر ضد أولئك الذين اقتحموا الكونجرس، بل سيتم النظر في جميع الممثلين في الأحداث.
ويتحرك مسؤولو إنفاذ القانون في واشنطن بوتيرة عالية لتوجيه اتهامات جنائية ضد مثيري الشغب في اقتحام المبنى الأربعاء، فيما يتم التحقيق مع شرطة الكونجرس بشأن كيفية السماح باختراق مبنى الكونجرس في المقام الأول.
وتتعلق معظم القضايا بالدخول غير المصرح إلى مبنى الكونغرس وساحته. وأكد شيروين إنهم وجهوا تهماً لأشخاص تتعلق بحمل السلاح الناري وسرقة الممتلكات.
وأضاف: "كان هناك قدر كبير من السرقات في مبنى الكونغرس، وتمت سرقة أشياء من عدة مكاتب".
ومن المتوقع أن يمثل المتهمون أمام قاض فيدرالي.
ويقول خبراء قانونيون أمريكيون، إنه يمكن للمدعين العامين توجيه تهم التخريب ونشر الفتنة إلى مقتحمي الكونغرس، حتى لو خرجوا من الواقعة دون أن يتم اعتقالهم.
وتزداد فرص محاكمة المقتحمين، خاصة بعد إصابة عدد من الضباط.
وأشار الخبراء إلى أن المقتحمين قد يواجهوا تهما متعلقة بجرائم الاعتداء على ضباط إنفاذ القانون، وجرائم الأسلحة النارية، والكسر والدخول والتعدي على ممتلكات الغير.
كما يمكن توجيه تهمة "الإيذاء المتعمد للممتلكات الفيدرالية"، إلى المقتحمين، حسب تقرير لوكالة "بلومبرج".
وقد يواجه المقتحمون تهما أكثر خطورة، مثل تهمة الفتنة والتمرد، وهو الأمر الذي يتطلب ثبوت نية تعطيل عمل الحكومة أو حتى الإطاحة بها، وقد يعاقب المتهم بجريمة التحريض بالسجن لمدة أقصاها 20 عاما.
كما أشار التقرير إلى وضع "ترامب" القانوني، والذي نادت أصوات بمحاسبته، بعدما أخبر أنصاره إلى أنه لن يستسلم لنتيجة الانتخابات، داعيا أنصاره لتنظيم مسيرة لمبنى الكونجرس.
وقالت المدعية الفيدرالية السابقة "جينيفر رودجرز": "ترامب كان يشجع الناس بشكل أساسي على القيام بذلك.. لقد قال إنهم يجب أن يقاتلوا وأن يكونوا أقوياء وأن يسيروا إلى مبنى الكابيتول، وكان يشجعهم في كل خطوة لهم".
وأضافت: "من غير الواضح أن يتهم اتهام رئيس حالي بجريمة، لكنه قد يتم مقاضاته بعد مغادرته البيت الأبيض، وقد نادى بعض المشرعين مرة أخرى، مثل ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، إلى عزله عن منصبه".
وبالتزامن، قدم رئيس شرطة الكونجرس "ستيفن سوند"، باستقالته غداة اقتحام المبنى.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مصدر قوله إن استقالة "ساند" ستصبح نافذة اعتبارا من 16 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأتت الاستقالة بعد ساعات على مطالبة رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي"، بتنحيه عن منصبه.
وكان الكونجرس الأمريكي صدّق على فوز "جو باين" بالانتخابات الرئاسية، بعد جلسة ماراثونية بدأت الأربعاء، وتوقفت 6 ساعات على خلفية اقتحام مؤيدين لـ"ترامب" مبنى الكونغرس قبل أن تُستأنف.
واقتحم مئات من أنصار "ترامب"، مبنى الكونجرس، سعياً لإجبار المشرعين على تغيير خسارة الرئيس للانتخابات، ليحتلوا رمز الديمقراطية الأمربكية.
