لا تزال توابع واقعة اقتحام الكونجرس الأمريكي من قبل أنصار الرئيس "دونالد ترامب" مستمرة بشكل سلبي ضده، حيث سجلت استقالات جديدة وإقالات في صفوف وزراء ومستشارين، بعد رفضهم ما حدث واعتبار "ترامب" مسؤولا عنه، فيما تواترت تقارير عن رفض "مايك بنس"، نائب الرئيس، تفعيل إجراءات عزله وفقا للمادة 25 من الدستور، بناء على مطالبات من الكونجرس.

وأعلنت وزيرة التعليم الأمريكية "بيتسي ديفوس" استقالتها، مساء الخميس، احتجاجا على اقتحام مبنى الكابيتول، وقالت في رسالة وجهتها إلى "ترامب": "لا يُمكن إنكار أنّ خطابكم كان له تأثير على الوضع، وهذا كان نقطة تحوّل بالنسبة إليّ".

وكانت "ديفوس"، المليارديرة والوزيرة المثيرة للجدل، تشغل منصبها منذ بداية ولاية "ترامب".

وقبلها بساعات، قررت وزيرة النقل "إيلين تشاو" الاستقالة أيضا لنفس السبب، وهي زوجة زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ "ميتش ماكونيل".

وقالت "تشاو"، في بيان نشرته على حسابها في "تويتر": "أعلن اليوم استقالتي من منصبي وزيرة للنقل"، مشيرة إلى أنّها اتّخذت هذه الخطوة لأن ما حصل في الكابيتول كان "حدثاً صادماً وكان يمكن تجنّبه تماماً (...) وقد أزعجني كثيراً إلى درجة أنّني لا أستطيع تجاهله".

بدورها، نقلت وكالة "رويترز" أنباء تفيد باستقالة 4 مستشارين كبار في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الجمعة، على خلفية أحداث الكونجرس أيضا.

ونقلت الوكالة عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية وشخص مطلع على الأمر، أن المسؤولين الذين استقالوا، هم: "إيرين والش"، كبيرة مديري الشؤون الأفريقية، و"مارك فاندروف"، مدير أول لسياسة الدفاع، و"أنتوني روجيرو"، المدير الأول لأسلحة الدمار الشامل، و"روب جرينواي"، مدير أول لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأقال البيت الأبيض، من جانبه، مستشارا بوزارة الخارجية مختصا بالشأن الإيراني بعدما عبر في تغريدة على "توتير" عن غضبه من اقتحام الكونجرس، واتهم "ترامب" بتحريض "الغوغاء المتمردين" على ما حدث.

والمسؤول المقال هو، "جابرييل نورونا"، وهو مستشار خاص لمجموعة العمل المعنية بإيران، التي تدير سياسة وزارة الخارجية الأمريكية تجاه طهران وتخضع مباشرة لوزير الخارجية "مايك بومبيو".

من ناحيتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن "مايك بنس"، نائب الرئيس الأمريكي رفض مطالبات تفعيل المادة 25 من الدستور لعزل "ترامب".

وفي حين لم يتحدّث "بنس" علنًا عن إمكان اللجوء إلى هذا التعديل الذي لم يسبق استخدامه في تاريخ الولايات المتحدة، فقد نقلت الصحيفة عن مصدر مقرّب من "بنس" قوله إن نائب الرئيس يُعارض هذه الخطوة الراديكاليّة.

وقالت الصحيفة إن موقف "بنس" هذا مدعوم من العديد من الوزراء الذين سيكون تأييدهم ضروريًا لتنفيذ التعديل الخامس والعشرين.

وأضافت الصحيفة أن هؤلاء المسؤولين "يرون أنّ إجراءً كهذا من شأنه أن يزيد من الفوضى الحاليّة في واشنطن" بدلاً من حلحلتها.

يذكر أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" طالبت "بنس" بتفعيل التعديل لعزل "ترامب"، مؤكدة أن "عاصفة مطالبات" وصلتها بهذا الشأن من نواب ديمقراطيين وجمهوريين.

وكان "ترامب" قد دعا، الجمعة (الخميس بتوقيت واشنطن)، إلى المصالحة، وعبر عن صدمته ورفضه من اقتحام مناصرين له الكونجرس، وتوعدهم بدفع الثمن، وجدد تعهده بتسليم سلس للسلطة في 20 يناير/كانون الثاني الجاري إلى "جو بايدن"، ما يعد تراجعا واضحا منه.