مصر.. ولاية سيناء يتراجع شمالا ويقترب من قناة السويس غربا وإسرائيل شرقا

السبت 16 يناير 2021 02:14 م

كشف تحقيق صحفي أن قوات الجيش المصري تمكنت بالتعاون مع القبائل من طرد تنظيم "ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم "الدولة"، من مناطق شمالي وسط محافظة شمال سيناء، لكن التنظيم وسع عملياته غربا ليقترب من الممر الملاحي العالمي قناة السويس، وشرقا على الحدود مع إسرائيل.

كما رصد التحقيق، الذي أعده موقع "مدى مصر" المحلي، عمليات استسلام لأفراد من التنظيم بسبب الجوع و"المبادرة اﻷمنية".

وقال إنه في الربع الأخير من العام الماضي، تمكنت قوات الجيش من طرد تنظيم "ولاية سيناء" من قرى المثلث الأخضر؛ "قاطية" و"إقطية" و"المريح" و"الجناين"، الواقعة جنوب غرب مدينة بئر العبد (شمالي وسط محافظة شمال سيناء)، التي كان قد دخلها عقب الهجوم على معسكر قرية "رابعة" في يوليو/تموز 2020، وتباعا بدأ التنظيم يفقد سيطرته على مناطق كان له فيها موضع قدم منذ أواخر 2019 مع بداية تمدده في قرى بئر العبد، وأهمها "تفاحة" و"الفاطر" و"أرض الخير" الواقعة جنوبي المدينة.

وأضاف التحقيق أن تكثيف قوات الجيش لضرباتها داخل وحول تلك القرى، قابله التنظيم بتوسيع عملياته المسلحة لمناطق أبعد داخل محافظة شمال سيناء، وإن كانت أهم استراتيجيًا لقربها الشديد من الضفة الشرقية لقناة السويس.

إذ بدأ التنظيم في الظهور على الأطراف الغربية للمحافظة القريبة من قناة السويس بمهاجمة كتائب ونقاط المراقبة التابعة لسلاح الدفاع الجوي أكثر من مرة خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو السلاح الذي كان بعيدًا عن المواجهات بين القوات المسلحة والتنظيم خلال المعارك في السنوات الماضية.

ودون صدور بيانات رسمية عن تلك الهجمات، أعلنت مجموعات مدنية مسلحة تُعرف بـ"اتحاد قبائل سيناء"، وهي متحالفة مع قوات الجيش، في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي عبر "فيسبوك"، عن مقتل ضابط برتبة رائد من قوات الدفاع الجوي يُدعى "محمود رضا"، دون تحديد ملابسات مقتله.

واستمر تمدد عمليات التنظيم وصولا إلى منطقتي سهل الطينة وجلبانة، الواقعتين غربي محافظة شمال سيناء جغرافيا، فيما تتبع اﻷولى محافظة بورسعيد إداريا، وتتبع الثانية محافظة الإسماعيلية.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أيضا، نشرت منصة "أعماق"، الذراع الإعلامية لتنظيم "الدولة"، مقطعا مصورا يظهر عملية إعدام أحد المقيمين في سهل الطينة، ويُدعى "جمعة السيد رياش"، على يد عناصر من التنظيم، وذلك بعد اعترافه بالتعاون مع قوات اﻷمن.

وقالت مصادر محلية في مناطق غربي محافظة شمال سيناء إنه في نهايات العام الماضي، وعقب ظهور التنظيم فيها، شهدت تلك المناطق الاستراتيجية تشديدات أمنية غير مسبوقة بتسيير حملات مشتركة من القوات المسلحة والشرطة، وتنفيذ عمليات تفتيش وتحقيق مع السكان، فضلًا عن توقيف العديد منهم والتحري عنهم كـ"مشتبه بهم".

اشتعال جبهة الشرق

كما رصد التحقيق الصحفي اشتعال جبهة الشرق في محافظة شمال سيناء من جديد المتمثلة في مدينتَي رفح والشيخ زويد، القريبتين من الحدود مع إسرائيل، نهاية العام المُنقضي، مع توالي خسائر  التنظيم في منطقة غرب مدينة بئر العبد وما حولها.

فمع بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأت القوات المسلحة ومجموعات مدنية مسلحة تابعة لـ"اتحاد قبائل سيناء"، ومجموعات أخرى تابعة لقبيلة السواركة، في تنفيذ مُداهمات موسعة داخل قرية "المقاطعة"، جنوبي مدينة الشيخ زويد، التي تُعتبر المعقل الأساسي للتنظيم حيث نشأ قبل سنوات بنسختيه: "أنصار بيت المقدس" الموالي لـ"القاعدة"، ثم "ولاية سيناء" التابع لـ"تنظيم الدولة".

ورصد التحقيق الصحفي فعالية استراتيجية الحصار التي تنفذها القوات المسلحة منذ سنوات على تنظيم "ولاية سيناء" في مناطق شمال شرقي محافظة شمال سيناء.

وشمل ذلك تدشين سلاسل الكمائن لحماية التجمعات السكنية والقروية خاصة وسط مدينة الشيخ زويد والتجمعات القروية الصغيرة داخل وحول قريتَي الجورة والظهير جنوب المدينة.

وأسفر ذلك، وفق التحقيق، عن قطع طُرق إمداد التنظيم بالمؤن والطعام والشراب؛ ما أفضى في النهاية إلى محاولة مقاتلي "ولاية سيناء" اختراق تلك التجمعات المأهولة بالمدنيين للحصول على المواد الغذائية، وحدث ذلك 4 مرات خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي ويناير/كانون الثاني الجاري.

استسلام بسبب الجوع

الحصار وربما الجوع أيضا أسفرا عن استسلام مقاتلين ونساء وأطفال تابعين لـ"ولاية سيناء" خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي.

إذ رصد التحقيق الصحفي استسلام مجموعة من مقاتلي التنظيم، تضم 11 فردا، منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، حسب مصدر قريب من أجهزة الأمن في شمال سيناء. وكانت هذه المجموعة متحصنة في قرية "مطلة" غربي مدينة رفح.

ولفت المصدر إلى أن الاستسلام جاء وفقا للمبادرة التي بدأتها أجهزة أمنية سيادية بإعطاء الضوء الأخضر لوجهاء من القبائل بمحاولة إقناع أبناء قبائلهم المنخرطين في صفوف التنظيم بتسليم أنفسهم مقابل نقلهم للتحقيق لمقرات أمنية ثم إطلاق سراحهم.

الاستسلام والخروج من عباءة التنظيم طال أيضا أسر المقاتلين، فقد قال مصدر قريب من "اتحاد قبائل سيناء" إن 3 سيدات من أسر مسلحي التنظيم في قرية "المقاطعة" اصطحبن 11 طفلا، وسلمن أنفسهن وأطفالهن منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وبالتحقيق معهم، أقررن بأن قيادات التنظيم أجازوا لهن ذلك، خاصة بعد شكواهن المستمرة بسبب جوع وعطش أطفالهن.

تكتم على الخسائر البشرية

وبخصوص الخسائر البشرية، يتكتم الجيش وتنظيم "ولاية سيناء" على هذا الأمر. 

وبينما لم يصدر عن المتحدث العسكري المصري بيانات عن حصيلة الخسائر في صفوف الجيش منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، نقلت المواقع الإخبارية المحلية خلال الشهر الماضي، وحتى منتصف يناير/كانون الثاني الجاري، أخبارا عن تشييع جثامين 16 عسكريا، دون تحديد ملابسات مقتلهم.

كما أعلنت مصادر قبلية مقتل 3 مقاتلين من المدنيين المتعاونين مع القوات المسلحة خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي.

المصدر | الخليج الجديد + مدى مصر

  كلمات مفتاحية

سيناء شمال سيناء ولاية سيناء قناة السويس إسرائيل

مقتل عقيد بالجيش المصري خلال اقتحام أحد معاقل ولاية سيناء

ترقى لجريمة حرب.. رايتس ووتش: الجيش المصري هدم 12 ألف مبنى منذ 2013 في سيناء

حياة أهالي شمال سيناء القاسية.. واقع مرعب بين ابتزاز العسكر وإعدامات تنظيم متطرف

تحذير أمريكي لإسرائيل من التعزيزات العسكرية المصرية في سيناء