تصنيف الحوثي إرهابية.. صحيفة بريطانية تطالب بايدن بإلغاء قرارات الأيام الأخيرة لترامب

الثلاثاء 19 يناير 2021 06:25 م

طالبت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" بإلغاء القرارات التي أصدرها سلفه "دونالد ترامب" في أيام ولايته الأخيرة، لاسيما إدراج وزارة الخارجية الأمريكية جماعة "الحوثي" اليمنية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

ووصفت الصحيفة، في افتتاحيتها، تلك القرارات بغير المسؤولة، معتبرة أن قرار تصنيف الحوثي منظمة إرهابية كفيل وحده بحدوث مجاعة كارثية في اليمن.

وقالت: "حتى في أيامها الأخيرة بالرئاسة قصدت إدارة ترامب إطلاق العنان لصاعقة في الشرق الأوسط، ما سيعرض حياة الملايين للخطر".

ووصفت الصحيفة تصنيف "الحوثي" منظمة إرهابية بأنه كان "عملا غير مسؤول سيعقد من جهود الأمم المتحدة التوصل إلى قرار يوقف الحرب في اليمن وسيزيد من معاناة الملايين في بلد دمرته حرب مضى عليها 6 أعوام تقريبا".

وقالت إن توقيت التصنيف لم يكن مصادفة، وكان على ما يبدو جزءا من جهد لإفساد قدرة "بايدن" على تخفيف أزمات الشرق الأوسط وترتيب السياسة الأمريكية.

وأضافت أن "بومبيو" الذي يخطط لمستقبله السياسي كان يحاول إظهار ضعف "بايدن" في مواجهة إيران التي تدعم الحوثيين.

قرارات كارثية

ولم يكن القرار الخاص بالحوثيين هو القنبلة الوحيدة التي قذفتها إدارة "ترامب" في المرحلة المضطربة من عملية نقل السلطة.

فبعد خسارته الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قلب "ترامب" سنوات من السياسة الأمريكية من خلال اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

وكان الاعتراف وبشكل صارخ صفقة تعاقدية وافقت فيها الرباط على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل مقابل اعتراف واشنطن بسيادتها على الصحراء.

وأعلن "بومبيو" هذا الشهر عن تصنيف كوبا كدولة راعية للإرهاب ورفع القيود المفروضة على لقاءات الدبلوماسيين الأمريكيين مع المسؤولين في تايوان، ما سيغضب بكين.

تداعيات مدمرة باليمن

لكن قرار إدارة "ترامب" في اليمن سيترك آثاره المباشرة وتداعياته المدمرة، وفقا للصحيفة البريطانية.

وقالت الصحيفة إن تصنيف جماعة "الحوثي" منظمة إرهابية قد يكون له أثر بدفعهم أكثر نحو التعاون مع إيران، وربما أدى لتشدد الموقف الحوثي والحكومة التي تدعمها السعودية.

وحذرت الصحيفة أن التداعيات الإنسانية ستكون رهيبة.

ويسيطر الحوثيون، المدعومون من إيران، على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/أيلول 2014.

ومنذ مارس/آذار من العام التالي، ينفذ التحالف العربي، بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية ضد الحوثيين.

وخلفت الحرب، المستمرة للعام السادس، ما لا يقل عن 233 ألف قتيل، فيما بات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات الإنسانية، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وقالت الأمم المتحدة إن التحرك الأمريكي سيخنق الجهود الإنسانية وتدفق المواد الغذائية للبلاد، ما سيعقد عمل المنظمات التي تعمل على إنقاذ الأرواح.

ويخشى التجار الذي يستوردون كل الطعام في اليمن من عدم قبول البنوك وشركات الشحن والتأمين من التعامل معهم خوفا من فرض عقوبات أمريكية عليهم.

ويسيطر الحوثيون على معظم مناطق الشمال الآهلة بالسكان وميناء الحديدة الرئيسي، وهناك تقارير عن حالة ذعر دفعت بعمليات شراء متسرعة خشية ارتفاع الأسعار بحيث تصبح خارج قدرة الناس على شرائها.

وتقول الأمم المتحدة إن 16 مليون يمني في حالة جوع، وإن هناك 50 ألفا منهم على حافة الموت.

وشددت الصحيفة أنه على "بايدن" إلغاء التنصيف وجعله أولويته وقف حماقات سلفه.

ولفتت إلى أن الطريقة الوحيدة لإلغاء التهديد الحوثي والتخفيف من معاناة اليمنيين هي دفعة دبلوماسية أمريكية قوية تقنع المشاركين في الحرب بوقفها والتوصل لتسوية سياسية.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: "إن فرض العقوبات الجماعية على أمة محطمة وفتح الباب أمام المجاعة ستكون كارثة على الجميع".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

صحيفة بريطانية جماعة الحوثي تصنيف الحوثي منظمة إرهابية

بعد انتقادات دولية.. واشنطن تصدر إعفاءات إنسانية من العقوبات على الحوثيين

بلينكن يتعهد بوقف دعم الحرب باليمن وبمراجعة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

الحوثيون يتهمون بريطانيا بالتجسس على شبكات اتصالات اليمن