أظهرت صور أقمار اصطناعية قيام قوات الجنرال الليبي "خليفة حفتر"، ومرتزقة فاجنر الروس الداعمين له، بحفر خندق ضخم حول مدينة سرت باتجاه قاعدة الجفرة، معقل المرتزقة الروس.
وأثار الخندق مخاوف من أن المقاتلين الأجانب لن ينسحبوا من البلاد بحلول السبت، كما ينص اتفاق سلام توسطت فيه الأمم المتحدة. ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق بشأن الأهداف طويلة المدى لموسكو في ليبيا من خلال مرتزقتها.
وحسب الصور، يمكن رؤية الخندق، الذي يمتد عشرات الكيلومترات جنوبا من المناطق الساحلية المأهولة بالسكان حول سرت باتجاه معقل الجفرة الخاضع لسيطرة فاجنر، وتدعمه سلسلة من التحصينات المعقدة.
ويبدو أن الخنادق والتحصينات مصممة لعرقلة أو وقف أي هجوم بري على المناطق التي تسيطر عليها قوات "حفتر" في الشرق، والتي تمر عبر المناطق الساحلية المأهولة بالسكان في ليبيا، والتي شهدت أكبر اشتباكات منذ سقوط نظام "معمر القذافي" عام 2011.
ونشرت حكومة "الوفاق الوطني" صورا لحفارات وشاحنات تصنع الخندق والساتر الترابي الذي يمر بجانبه، وقالت إن العمل بدا مستمرا حتى هذا الشهر.
وكشفت الصور عن سلسلة من أكثر من 30 موقعا دفاعيا تم حفرها في الصحراء وسفوح التلال التي تمتد لنحو 70 كم. كما تُظهر تكتلات دفاعية حول قاعدة الجفرة الجوية، وكذلك مطار براك جنوبا؛ حيث تم تركيب وتحصين دفاعات الرادار الظاهرة.
latest version of trenches along syrte-jufra road which have now about 70km https://t.co/Et6xlAPmsC pic.twitter.com/Gs3FzbGW3f
— il kanguru (@il_kanguru) January 1, 2021
وقال وزير دفاع حكومة الوفاق الوطني "صلاح الدين النمروش"، لشبكة "CNN": "لا أعتقد أن أحدا يحفر خندقا اليوم ثم يغادر هذه التعزيزات قريبا".
وقالت "كلوديا جازيني"، من مجموعة الأزمات الدولية، إن الخندق "مثير للقلق حقا"، وأن الحديث عنه "تم تداوله بين الدبلوماسيين خلال الأسابيع القليلة الماضية. وهو مستمر ويوحي بأن موسكو حريصة على ترسيخ وجودها في ليبيا".
وأكد محللون أن الكرملين حريص على تعزيز وجوده العسكري ونفوذه في البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب المنطقة الجنوبية لحلف شمال الأطلسي، مع ميزة إضافية تتمثل في المشاركة في صناعة النفط الليبية والربح منها.
من جانبه، أكد المتحدث باسم قوات "حفتر"، اللواء "خالد المحجوب"، وجود الخنادق، لكنه وصفها بالحواجز والخنادق "المؤقتة" في "منطقة مفتوحة ... للدفاع والقتال".
ونفى وجود 2000 من مرتزقة فاجنر، وقال إن هناك مستشارين "أعُلن عنهم منذ زمن طويل".
ونشرت "فاجنر" ما يتراوح بين 800-1200 عنصر من مقاتليها في ليبيا، بهدف ترجيح كفة الصراع لصالح قوات "حفتر"، وتعزيز النفوذ الروسي في المنطقة، وضمان لعب روسيا دورا في أي تسوية مقبلة.
ومنذ 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، يسود ليبيا اتفاق لوقف إطلاق النار، تخرقه مليشيا "حفتر" بين الحين والآخر، رغم تحقيق الفرقاء تقدما في مفاوضات على المستويين العسكري والسياسي للتوصل إلى حل سلمي للنزاع الدموي.