كشف تقرير لمحققين أممين أن الرئيس السابق لشركة "بلاك ووتر" الأمريكية، "إريك برنس"، والمقرب من الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، أرسل مرتزقة لدعم الجنرال الليبي "خليفة حفتر، خلال حربه لإسقاط حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، واحتلال العاصمة طرابلس.
وأشار التقرير، الذي أماطت صحيفة "نيويورك تايمز" اللثام عنه، الجمعة، إلى أن "برنس" انتهك حظر السلاح المفروض من مجلس الأمن على ليبيا عندما أرسل طائرات مسيرة هجومية برفقة مرتزقة تابعين لـ"بلاك ووتر" إلى شرقي ليبيا في 2019، قبيل فشل الحملة العسكرية لـ"حفتر" بعد التدخل التركي الداعم للحكومة الشرعية.
وأكدت الصحيفة أن التقرير الأممي تم تسليمه بالفعل إلى مجلس الأمن، الخميس الماضي.
وبحسب الصحيفة، فقد كشف التقرير أن مرتزقة "بلاك ووتر" وضعوا خططا لتشكيل مجموعة لملاحقة واغتيال قادة ليبيين معارضين لـ"حفتر".
وتساءلت "نيويورك تايمز" بشأن ما إذا كان "برنس" قد استفاد من صلته بإدارة "ترامب" لتنفيذ تحركاته في ليبيا.
يذكر أن إدارة "ترامب" كانت من الداعمين، على استحياء، لحملة "حفتر" العسكرية في ليبيا، والتقى الأول الجنرال الليبي، بعد أيام من بدء حربه على الحكومة المعترف بها دوليا، قبل أن تبدأ واشنطن في اتخاذ مواقف أكثر واقعية، بعدما ظهر فشل "حفتر" في تحقيق أهدافه.
يشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة "جو بايدن" طالبت جميع الأطراف بإخراج المرتزقة من ليبيا، وكذلك القوات الأجنبية النظامية، وهو ما ردت عليه روسيا بالزعم بأنه ليس لديها قوات أو مرتزقة هناك، بينما قالت تركيا إن قواتها متواجدة في ليبيا بطلب رسمي من الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، لكنها أعلنت استعدادها لإخراج قواتها، في حال أخرج باقي الأطراف المرتزقة والقوات الخاصة بهم.
وفشلت حملة "حفتر" العسكرية، والتي بدأها في أبريل/نيسان 2019، في إسقاط حكومة الوفاق أو الاستيلاء على طرابلس والغرب الليبي، وتكبد خسائر فادحة على يد قوات الوفاق التي دعمتها تركيا، بعد توقيع اتفاقية تعاون أمني وعسكري.
وبعد انسحاب "حفتر" من مناطق ومدن في الغرب الليبي، تكشف اللثام عن انتهاكات مروعة ارتكبتها قواته، لاسيما في مدينة ترهونة، التي لا يزال يعثر بها على مقابر جماعية لليبيين، بينهم نساء وأطفال، قتلوا على يد قوات "حفتر".
وتتهم حكومة الوفاق، "حفتر" بإطلاق المرتزقة لارتكاب جرائم حرب في ليبيا.
وبالإضافة إلى"بلاك ووتر"، والتي كشف التقرير الأممي عن وجودها، يوجد في ليبيا أيضا مرتزقة من شركة "فاجنر" الروسية المرتبطة مباشرة بالكريملين والرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".